نوفاك ديوكوفيتش: بطل غراند سلام يؤكد عدم تراجعه عن رسالته بشأن كوسوفو رغم الانتقادات
يقول نوفاك ديوكوفيتش إنه “يدرك أن الناس سيختلفون” معه في الرسالة السياسية التي كتبها على عدسة الكاميرا بشأن كوسوفو في بطولة فرنسا المفتوحة، لكنها قضية “يؤيدها”.
وكتب ديوكوفيتش، البالغ 36 عاما، قائلا: “كوسوفو قلب صربيا. أوقفوا العنف” وذلك بعد فوزه في الدور الأول يوم الاثنين.
وقال وزير الرياضة الفرنسي إن تصرفات الصرب “غير مناسبة” ولا ينبغي أن تتكرر مرة أخرى.
وقال ديوكوفيتش: “بطولات غراند سلام خالية من الدراما، لا أعتقد أن ذلك يمكن أن يحدث لي”.
وأضاف: “أعتقد أن هذا دافع لي.”
ويشير ديوكوفيتش في العبارة التي كتبها إلى التوتر الأخير في كوسوفو، التي أعلنت الاستقلال عن صربيا في عام 2008. ولم تعترف صربيا أبدا باستقلال كوسوفو.
ووقع عنف في الأيام الماضية بعد تنصيب رؤساء بلديات من أصل ألباني في شمال البلاد، حيث اشتبكت الشرطة وقوات الناتو مع محتجين صرب.
وحاول بطل غراند سلام لـ 22 مرة في مؤتمره الصحفي بعد المباراة وضع الجدل خلفه.
وقال ديوكفيتش عند سؤاله إن كان قد فكر في رد الفعل السلبي على أفعاله،: “بالطبع أنا أدرك أن الكثير من الناس سيختلفون معي، وليكن. إن هذا شيء أدافع عنه. وهذا كل ما لدي”.
ووضع ديوكفيتش بعد فوزه على المجري مارتون فوسوفيتش في الجولة الثانية الأربعاء بصمته على العدسة – وهو ما يفعله الفائز بعد كل مباراة في بطولة فرنسا المفتوحة.
وقال الاتحاد الدولي للتنس إن بيان ديوكوفيتش لا ينتهك أي قواعد لأن كتاب قواعد غراند سلام لا يحظرون التصريحات السياسية.
وقالت وزيرة الرياضة الفرنسية، أميلي أوديا كاستيرا، إن هناك حاجة إلى الالتزام بـ”مبدأ الحياد في مجال اللعب”.
وأضافت أن الرسائل الداعمة لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي لها وضع خاص، وأنها لم تضع كوسوفو وأوكرانيا “على نفس المستوى”.
ويتضمن ذلك دعم اللاعبة الأوكرانية مارتا كوستيوك، التي تعرضت لصيحات استهجان من الجماهير بعد أن رفضت مصافحة أرينا سابالينكا من بيلاروسيا الأحد.
ولا يخفى أن بيلاروسيا حليف لروسيا، وسمحت لقواتها باستخدام أراضيها لشن غزو على أوكرانيا العام الماضي.
وقال ديوكوفيتش، الذي ولد والده في كوسوفو، في وقت سابق إنه “ضد الحروب والعنف وأي نوع من الصراع” لكن الوضع في كوسوفو يعد “سابقة في القانون الدولي”.
وقال: “بصفتي ابنا لرجل ولد في كوسوفو، أشعر بالحاجة إلى تقديم دعمي لشعبنا ولكامل صربيا”.
وأضاف: “كوسوفو مهدنا، ومعقلنا، ومركز أهم الأشياء في بلدنا. هناك العديد من الأسباب التي جعلتني أكتب ذلك على الكاميرا.
وقال: “يؤلمني كثيرا باعتباري صربيا بالطبع أن أرى ما يحدث في كوسوفو، والطريقة التي طُرد شعبنا عمليا بها من مكاتب البلدية، لذلك كان هذا أقل ما يمكنني فعله”.
وطلبت السلطات الأولمبية في كوسوفو من اللجنة الأولمبية الدولية بدء إجراءات تأديبية ضد ديوكوفيتش، متهمة إياه بإثارة التوتر السياسي.
رسالة ديوكوفيتش ستثير الجدل
تحليل بقلم غاي ديلوني – مراسل بي بي سي نيوز في البلقان
قد تبدو عبارة “كوسوفو قلب صربيا” وكأنها، في نهاية المطاف، بيان غريب. حصلت كوسوفو على استقلالها في عام 2008 – وكان موقعها الجغرافي في الجنوب الغربي يعني أنها، حتى قبل ذلك الحين، تقع على أطراف صربيا.
لكن دلالتها الرمزية تظل بالغة الأهمية لكثير من الصرب. واعتبرت معركة كوسوفو عام 1389 أسطورة، باعتبارها حدثا حاسما في تشكيل الهوية الصربية. ويقع كثير من أهم مواقع الكنيسة الأرثوذكسية الصربية داخل كوسوفو الحديثة.
وصربيا واحدة من عشرات الدول التي ترفض الاعتراف بإعلان كوسوفو الاستقلال من جانب واحد. ويحرص الصرب الذين تربطهم علاقات عائلية بكوسوفو بشكل خاص على ضمان استمرار سياسة صربيا في عدم الاعتراف بهذا الانفصال.
وكانت الفترة الماضية شهرا مضطربا بالنسبة لصربيا – وسط إطلاق نار جماعي، واحتجاجات متعددة – واجهها الصرب في كوسوفو. وعبر كتابة رسالته في الملعب، أظهر الأيقونة الرياضية دعمه للبلاد – ولكن بطريقة لا بد أن تثير الجدل.
إذ أوضح ديوكفيتش بدقة من خلال خربشة قلمه التعقيد الطويل الأمد للموقف.