آخر خبر

رحلة العائلة المقدسة: المسيح في مصر بين المصادر الدينية القبطية وخيال الرسامين الأجانب


  • وائـل جمـال
  • بي بي سي

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

لوحة بعنوان “الرحلة إلى مصر” للفنان البريطاني إدوين لونغ عام 1883، تبرز الشخصيات الأساسية وهي القديس يوسف والعذراء مريم تحمل يسوع الطفل يدخلون مصر بعد الفرار من بيت لحم

“إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا: قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك. لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه. فقام وأخذ الصبي ليلا وانصرف إلى مصر” (مت 2: 13-23)، هذه سطور موجزة دون تفاصيل، ذكرها الكتاب المقدس عن رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وهي رحلة تجاوزت الحيز الديني والتاريخي، لتلهم الرسامين في الشرق والغرب، فأثمرت عن إبداعات فنية لا حصر لها على اختلاف المدارس الفكرية وعصورها.

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سنويا بتذكار رحلة العائلة المقدسة إلى أرض وادي النيل، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من تاريخ مصر وتراثها، في 24 بشنس (وفقا للتقويم القبطي) أول يونيو/حزيران، كما يذكر السنكسار القبطي، وهو الكتاب الذي يضم سير القديسين وتواريخ الأعياد والأصوام، مرتبة بحسب التقويم القبطي.

وعندما يُذكر موضوع رحلة العائلة المقدسة في مصر، يتبادر للذهن على الفور ذلك المشهد المألوف للرحلة في الأعمال الفنية الغربية، المكوّن في أغلب الأحيان من شيخ مترجل، القديس يوسف النجار، عليه ملامح الحزن والحيرة من مصير مجهول، ترافقه بتواضع وهدوء فتاة جميلة، القديسة العذراء مريم، تمتطي حماراً وتحتضن بين ذراعيها وهي متعبة رضيعها، يسوع المسيح، في صحراء قاحلة هربا من بطش الملك هيرودس الكبير، الذي كان يريد قتل المسيح في مدينة بيت لحم ضمن مذبحة الأطفال الذكور دون سن عامين، والتي عُرفت باسم “مذبحة الأبرياء”.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

جدارية “الرحلة إلى مصر” في بازيليكا القديس أوغسطينوس في روما للفنان الإيطالي بيترو جاجلياردي من القرن 19، وتبرز العذراء تحمل المسيح سيرا على الأقدام في الرحلة وتظللها الملائكة في بيئة صعبة التضاريس

المسيح في مصر

تحدث الكتاب المقدس عن القصة باقتضاب شديد من خلال أمر سماوي تلقاه القديس يوسف النجار في حلم تحقيقا لنبوءات في العهد القديم، كما يشير السنكسار القبطي، في سفر أشعياء (19 :1) “وحي من جهة مصر: هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها”، وفي سفر هوشع (1:11) “من مصر دعوت ابني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى