الولايات المتحدة تتخذ إجراءات عقابية ضد كوسوفو عقب أحداث العنف الأخيرة
- غاي ديلوني وجورج رايت
- بي بي سي نيوز في بلغراد ولندن
أعلنت الولايات المتحدة عن اتخاذ مجموعة من الإجراءات العقابية ضد كوسوفو لتجاهلها نصائحها لتجنب إثارة التوترات في المناطق الشمالية ذات الأغلبية الصربية.
وانتقدت واشنطن قرار كوسوفو تنصيب رؤساء بلديات من العرقية الألبانية في شمال البلاد “بوسائل قسرية”.
وحرمت كوسوفو من المشاركة في التدريبات العسكرية الجارية في أوروبا بقيادة الولايات المتحدة.
وكانت الشرطة الكوسوفية وقوات حلف شمال الأطلسي “الناتو” قد اشتبكت مع المتظاهرين الصرب في بلدة زفيكان، شمالي كوسوفو، يوم الاثنين.
وحاول المتظاهرون اقتحام مبنى حكومي وسط اضطرابات احتجاجا على تنصيب رؤساء بلديات ألبان في المناطق التي يشكل الصرب غالبية السكان فيها.
ومن المقرر أن يرسل الناتو 700 جندي إضافي إلى كوسوفو بعد إصابة 30 جنديا من قوات حفظ السلام التابعة له، المعروفة باسم “كفور”، و 52 متظاهرا في اشتباكات في بلدة زفيكان.
وتعود الأزمة إلى أبريل/ نيسان، عندما قاطع الصرب الانتخابات المحلية في شمال كوسوفو، مما سمح للمواطنين من العرقية الألبانية بالسيطرة على المجالس المحلية بنسبة مشاركة تقل عن 4 في المئة.
واتهم كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سلطات كوسوفو بزعزعة استقرار الوضع في شمال البلاد، وحذرا من أي أعمال من شأنها أن تؤجج التوترات العرقية هناك.
وكانت كوسوفو أعلنت استقلالها عن صربيا في فبراير/ شباط 2008، بعد سنوات من العلاقات المتوترة بين عرقية الصرب وبقية السكان ومعظمهم من الألبان.
واعترفت بها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي الرئيسية باستقلال كوسوفو لكن صربيا، بدعم من حليفتها القوية روسيا، ترفض القيام بذلك. كما يرفض معظم الصرب الكوسوفيين الاعتراف باستقلال الإقليم.
وبينما يشكل العرق الألباني أكثر من 90 في المئة من إجمالي السكان في كوسوفو، يشكل الصرب غالبية السكان في المنطقة الشمالية.
وقال جيفري هوفينير، السفير الأمريكي في العاصمة الكوسوفية بريشتينا، إن الولايات المتحدة “توقعت عواقب” قرار التنصيب القسري لرؤساء بلديات من أصل ألباني في أربع بلديات ذات أغلبية صربية.
وقالت الولايات المتحدة – وهي حليف قوي لكوسوفو – إنها “نصحت بشدة” رئيس الوزراء ألبين كورتي بتغيير أسلوب عمله، لكنه تجاهل النصيحة.
ونتيجة لذلك، أُلغيت مشاركة كوسوفو في التدريبات العسكرية الأمريكية الجارية في أوروبا (ديفيندر يوروب 23).
وقال هوفينير إن الولايات المتحدة تدرس اتخاذ إجراءات أخرى وهي حاليا “غير متحمسة” لمساعدة كوسوفو في جهودها لكسب اعتراف دولي أوسع أو التقدم نحو عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وتبادل زعماء صربيا وكوسوفو الاتهامات بشأن مشاهد العنف.
وقال رئيس صربيا، ألكسندر فوسيتش، إن رئيس وزراء كوسوفو “وحده المسؤول” عن الاضطرابات.
في المقابل، زعم كورتي أن المتظاهرين في زفيكان كانوا “مجموعة من المتطرفين تشرف رسميا عليهم العاصمة الصربية بلغراد”.
ويمثل إعلان يوم الثلاثاء المتعلق بزيادة الجنود الإضافيين من الناتو دفعة كبيرة لقوات كفور، إذ سينضم 700 جندي إضافي إلى 3800 جندي يعملون في كوسوفو.
وقد وُضعت كتيبة احتياطية إضافية على أهبة الاستعداد وستكون جاهزة للانتشار في غضون سبعة أيام، إذا لزم الأمر.
وتتمثل مهمة قوات كفور في ضمان سلامة وحرية التنقل لكل فرد في كوسوفو، بغض النظر عن عرقهم.
لذا فإن طرفي الصراع يعولان كثيرا على القوات الجديدة بعد الاضطرابات الأخيرة.