ريانة برناوي تختتم “تجاربها العلمية” في الفضاء
وتهدف التجارب إلى دراسة استجابة الخلايا المناعية، وتأثير بعض العلاجات على الحالات الالتهابية، لزيادة المعرفة بالتغيرات البيولوجية التي تحدث في بيئة الفضاء، ورصد لنشاط آلاف الجينات في الخلايا المناعية المتعرضة للالتهاب مع مرور الوقت، بالإضافة إلى سير العمليات المرضية، لأغراض الوقاية والعلاج المبكر.
واستمرت التجارب العلمية 4 أيام، بإشراف ومتابعة فريق البحث برئاسة رئيس قسم الجزيئات وعالم الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور خالد سعد أبو خبر، والدكتورة وجدان بنت عبد الرحيم الأحمدي، وذلك عبر بث مباشر من المحطة الدولية للفضاء إلى مركز بايوسير للتقنية الفضائية المتعاون مع وكالة ناسا، ومن الرياض الدكتور إدوارد حتي.
ومرت التجارب بعدة مراحل، حيث تبدأ المرحلة الأولى بتحضير الخلايا الحية في أوعية خاصة، وحفظها في حاضنة الخلايا لمدة 48 ساعة، لتتكيف مع ظروف الجاذبية الصغرى، ثم تهيأ لمرحلة ما قبل تحفيز التفاعلات الالتهابية عبر إضافة مركبات ذات خصائص علاجية لتثبيط الإنزيمات التي تحفز إنتاج البروتينات المسببة لعدد من الأمراض الالتهابية والورمية.
وتكتمل المرحلة الثالثة بإضافة محفز للتفاعلات الالتهابية، لتحفيز التفاعلات البيولوجية في الخلية.
وفي المرحلة الرابعة تجمع وتحفظ العينات المعالجة كيميائيا أو غير المعالجة في أوقات مختلفة تمتد من نصف ساعة إلى 20 ساعة، لرصد التغيرات في عمر الحمض الريبونووي المراسل (mRNA).
وبالتزامن مع التجارب التي أجريت على متن المحطة الفضائية الدولية (الجاذبية الصغرى)، ستجري الدكتورة وجدان الأحمدي ذات التجارب في بيئة الجاذبية الكبرى، في معامل بايوسبر المتعاون مع وكالة ناسا، ثم ستحلل العينات بشكل شامل، ثم تقارن تأثير الجاذبيتين الصغرى والكبرى على النتائج.
وتسهم التجارب العملية في تقديم فهم أفضل لصحة الإنسان في الفضاء، والكشف عن المؤشرات الحيوية أو العلاجات المحتملة للأمراض الالتهابية في كل من الفضاء والأرض معا، المعتمدة على التقنية الحيوية.
وتأتي التجارب العلمية التي يجريها التخصصي في إطار برنامج المملكة لرواد الفضاء السعوديين، أحد أهم برامج الاستراتيجية الوطنية للفضاء، المعتمدة من المجلس الأعلى للفضاء، برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ويهدف في مرحلته الأولى إلى إرسال رائديّ فضاء، ضمن رحلة مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية، على ارتفاع ما يقارب (420 كم) فوق سطح الأرض.
ومن المقرر أن يقوم رائدا الفضاء السعوديان، مع طاقم المهمة خلال الرحلة، بإجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، وهي أبحاث ستعزز دور مراكز الأبحاث السعودية في إحداث تأثير علمي، وتؤكد مكانة المملكة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية.
يذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، يعد من بين المستشفيات الأبرز عالميا في تقديم الرعاية الصحية التخصصية، وصنف مؤخرا في المركز الـ 20 في قائمة أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في العالم لعام 2023، والأول على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك بحسب تصنيف براند فاينانس.