سنبحث وقفاً دائماً لإطلاق النار
بعد الاتفاق بين الجيش السوداني برئاسة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو (الملقب بحميدتي) على تمديد الهدنة السابقة، أكد المستشار السياسي لحمدتي، يوسف عزت أن العمل جار على تثبيت وقف النار.
وقال في مقابلة مع العربية/الحدث بوقت متأخر ليل الاثنين إن الأيام الـ5 المقبلة ستبحث وقفا دائما لإطلاق النار.
كما أوضح أن الأيام المقبلة ستشهد مباحثات لتلافي أسباب فشل الهدن السابقة، وللوصول إلى وقف دائم للنار.
حميدتي على قيد الحياة
إلى ذلك، شدد على أن قوات الدعم السريع تسعى لإتاحة المجال أمام المدنيين في أي عملية سياسية مقبلة.
أما لدى سؤاله عن حميدتي لاسيما بعد الإشاعات التي انتشرت مؤخراً حول وضعه الصحي، فأكد أن دقلو على قيد الحياة وبصحة جيدة، مضيفاً أنه يمارس مهامه في قيادة قوات الدعم السريع كالمعتاد.
وكانت السعودية والولايات المتحدة، أعلنتا أمس الاثنين، أن ممثلي الجيش والدعم السريع اتفقا في جدة على تمديد وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام.
عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو حميدتي (فرانس برس)
كما أعلنتا أن الطرفين المتصارعين اتفقا على “مناقشة وقف إطلاق نار طويل الأمد، قد يستلزم إخلاء القوات من المناطق الحضرية، بما في ذلك منازل المدنيين”.
إلا أنهما شددتا على أنه “لا يزال يتعين على الطرفين التقيد بالتزاماتهما بموجب اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد المبرمة في 20 مايو الجري، وإعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان”.
هدوء نسبي
وكانت العاصمة الخرطوم شهدت أمس هدوءاً نسبياً مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار قصير الأمد ساعاته الأخيرة، قبيل التوصل لاتفاق على التمديد.
إلا أن تلك الهدنة القصيرة لم تخل من الانتهاكات، إذ اندلعت اشتباكات متقطعة بين القوتين العسكريتين خلال الأيام الماضية، على غرار ما حصل في الهدن العديدة السابقة.
وكان الصراع بين البرهان، وحميدتي، تفجر يوم 15 أبريل، بعد أن كانا يستعدان للتوقيع على اتفاق إطاري يحدد ملامح عملية انتقال سياسي جديدة في البلاد تمهد لإجراء انتخابات عامة تحت قيادة حكومة مدنية، بعد أن حلاً معا حكومة سابقة كانت مؤلفة من مدنيين في أكتوبر 2021.
من الخرطوم (فرانس برس)
ما قلب المشهد رأساً على عقب، ودفع البلاد إلى أتون الاقتتال، بعد أن كان الآلاف من السودانيين يأملون بالعودة إلى المسار الديمقراطي.
وأسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 700 شخص وإصابة آلاف آخرين، فضلا عن نزوح قرابة 1.4 مليون شخص إلى أماكن أخرى داخل السودان أو إلى دول مجاورة، علماً أنه من المرجح أن يكون العدد الحقيقي للقتلى أعلى بكثير.
كما تعطل العمل في العديد من المكاتب الصحية والحكومية المعنية بتتبع عدد القتلى في الخرطوم التي يتركز فيها القتال، فضلا عن المرافق العامة والمطارات والمصارف وغيرها. وسجلت وزارة الصحة بشكل منفصل وفاة مئات الأشخاص في مدينة الجنينة بإقليم دارفور الذي اندلع فيه القتال أيضا.