تفاؤل مفرط حيال الصين ضغط على قطاع البتروكيماويات السعودي
واجه قطاع البتروكيماويات السعودي تحديات عديدة انعكست سلبا على أداء شركاته خلال الربع الأول من 2023.
وجاءت نتائج جميع شركات البتروكيماويات سلبية في الربع الأول، وجميعها إما سجلت تراجعا في الأرباح، أو تحولت للخسارة.
ويعتبر العامل المشترك وراء هذه النتائج السلبية، هو انخفاض في أسعار المنتجات خلال الربعِ الأول، ترافق مع تراجع في أسعار النفط والطاقة، بشكل عام.
ويجب التفريق بين شركات سجلت تراجعا في الطلب على منتجاتها، وشركات أخرى ارتفع إنتاجها أو مبيعاتها.
وقد سجلت عدد من الشركات تراجعا في مبيعاتها أو إنتاجها وتعرضت لضغط من تراجع الأسعار، في الوقت نفسه، ومن بينها شركات سابك، وسابك للمغذيات الزراعية، والمتقدمة، وكيان، وكيمانول، وينساب.
أما شركات التصنيع، ونماء، وسبكيم، واللجين، فسجلت ارتفاعا في مبيعاتها وإنتاجِها، لكنها تعرضت لتراجع في الأسعار.
أرباح ليست كالمتوقع
ولم تكن أرباح الشركة الأكبر “سابك”، هي الأكثر ربحية كما اعتدنا في كل ربع؛ بل إن شركتها التابعة “سابك للمغذيات الزراعية”، كانت هي الأعلى، من حيث قيمة الأرباح، حيث سجلت 981 مليون ريال، مع العلم، أنها سجلت تراجعا بـ 61%، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي.
أما سابك، فقد سجلت تراجعا بـ 90% في أرباحِها، إلى 660 مليون ريال، وذلك مدفوعا بتراجع الأسعار والكميات المبيعة. كما أن شركتيها سافكو وينساب، المملوكتين بنسبة 50% و51%، إحداهما سجلت تراجعا حادا، والأخرى سجلت خسارةً صافية، بـ 370 مليون ريال، بسبب إغلاق مصانعها للصيانة.
أما الشركات الخاسرة فعددها أربع: كيمانول وكيان واللجين وينساب، أعلاها بالخسارةِ كانت كيان، بـ 660 مليون ريال.
أسوأ فصل
وفي تعليقه على أداء هذه الشركات قال رئيس الأبحاث في “الراجحي كابيتال” مازن السديري، إن أسوأ فصل عانى منه قطاع البتروكيماويات كان الربع الرابع من العام الماضي، لكن كانت هناك آمال بالانتعاش مع بداية عام 2023، مع عودة الاقتصاد الصيني بعد الإغلاق المستمر.
وتوقع ألا تشهد أسعار قطاع البتروكيماويات ارتفاعاً كبيراً في الفترة القريبة والمتوسطة، نظراً إلى زيادة المعروض في الأسواق العالمية، وبالتالي فالمؤشرات تؤكد أن الأسعار ستبقى ثابة مع تحسن تدريجي.
تعافي الصين أقل من المتوقع
وأكد رئيس الأبحاث في شركة الراجحي المالية في مقابلة مع “العربية” أن أسعار القطاع عالمياً شهدت قفزة نوعية بفضل الصين، لكنها لم تستمر طويلاً، نظراً إلى أن تعافي الاقتصاد الصيني كان أقل من المتوقع.
واعتبر السديري أن الارتفاع الحاصل والمتوقع لأسعار النفط، سيحمل مزيداً من الضغوط على أرباح شركات البتروكيماويات.
ورداً على سؤال عن احتمال حصول كساد عالمي، أشار السديري، إلى أنه لا يتوقع دخول الاقتصاد العالمي في كساد عام، لكن المؤشر الصناعي العالمي قد يستمر في حالة انكماش، بينما ينتعش قطاع الخدمات.