أبرزهم هتلر ونابليون..« قلم وسيف وساعة» مقتنيات زعماء للبيع
للمزادات تاريخ حافل، فقد سجلت أول عملية مزايدة في بدايات عام 500 قبل الميلاد، وخلال شهر يونيو/ حزيران المقبل، يعرض قلم رصاص مطلي بالفضة كان ملكاً للزعيم النازي أدولف هتلر للبيع في مزاد، ومن المتوقع أن يراوح سعره بين 75 و100 ألف دولار.
وذكرت صحيفة غارديان البريطانية، أن القلم كان هدية للزعيم النازي من شريكته إيفا براون، في عيد ميلاده الثاني والخمسين، في 20 إبريل/ نيسان 1941.
وسيشمل المزاد المقرر في مدينة بلفاست بيع قطع تاريخية أخرى، مثل صورة أصلية لهتلر موقعة بخط يده، وعفو كُتب بخط اليد من الملكة فيكتوريا يعود إلى عام 1869 للمتمردين الإيرلنديين المدانين بالخيانة.
المزاد عملية لبيع وشراء البضائع أو الخدمات عبر تقديمها للمزايدة، وأخذ عروض المزايدين، ثم بيع السلعة إلى أعلى سعر وصلت له، ويمكن القول إن مزاد السعر التصاعدي المفتوح هو أكثر أشكال المزادات شيوعاً واستخداماً في يومنا هذا، إذ يقوم المشاركون بالمزايدة بشكل علني ضد بعضهم، على أن يقدم كل مزايد سعراً أعلى من السعر الذي سبقه، وكلمة مزاد مشتقة من الكلمة اللاتينية (augeō) التي تعني «أنا أزيد» أو «أنا أضاعف».
واستخدم الرومان المزادات أيضاً لتسديد أموال المدينين ممن صُودرت ممتلكاتهم، فعلى سبيل المثال، قام ماركوس أوريلوس ببيع أثاث منزله ليُسدد ديونه، وكانت تلك المبيعات تستمر لشهور. سجّل التاريخ أحد أهم المزادات الذي أقيم عام 193م عندما وُضعت الإمبراطورية الرومانية بأكملها في المزاد من قِبل الحرس البريتوري «المسؤول عن حماية الأباطرة الرومان».
ساعة هتلر
الزعيم النازي أدولف هتلر لم تكن المرة الأولى التي تدخل مقتنياته الشخصية المزاد، ففي عام 2022 بيعت ساعة قيل إنها تخص الزعيم النازي أدولف هتلر، مقابل 1.1 مليون دولار في مزاد بالولايات المتحدة.
ويبرز على ساعة «هوبر»، التي بيعت إلى مزايد مجهول، شعار النازية وعليها الحرفان الأولان من اسم وكنية أدولف هتلر «إي وإتش».
ويشير الدليل المرفق بالساعة إلى أنه ربما تم تقديمها كهدية عيد ميلاد له في عام 1933، وهو العام الذي أصبح فيه مستشاراً لألمانيا، ويعتقد أن الساعة أعيد بيعها بعد ذلك، وتم توارثها عبر عدة أجيال حتى الآن، بحسب «بي بي سي».
وشملت الأغراض الأخرى في المزاد فستاناً يخص زوجة هتلر، إيفا براون، وصوراً موقعة لمسؤولين نازيين وقطعة قماش صفراء.
سيف نابليون
وفي ديسمبر 2021 بِيعَ سيف حمله نابليون بونابرت عام 1799 و5 أسلحة نارية، كان يملكها الإمبراطور الفرنسي الذي توفي قبل 200 عام، في مزاد بالولايات المتحدة في مقابل أكثر من 2.8 مليون دولار.
وأوضح رئيس دار «روك أيلاند أوكشن كومباني» المنظمة للمزاد كيفن هوغان لوكالة فرانس برس أن هذه المجموعة المؤلفة من سيف و5 مسدسات مزخرفة باعتها الدار الواقعة في ولاية إيلينوي الأمريكية إلى شخص شارك في المزاد عبر الهاتف.
وكانت قيمة المجموعة تقدر بما بين 1.5 و3.5 مليون دولار.
وقال هوغان إن المشتري حصل من خلال شرائه هذه القطع العسكرية العائدة لنابليون في مقابل 2.87 مليون دولار، على قطعة تاريخية نادرة جداً.
و أهم قطعة في المجموعة، السيف المرفق بالغمد، وهو مصنوع في مشغل صانع الأسلحة نيكولا نويل بوتيه في منطقة فرساي قرب باريس، وكان نابليون الذي تُوج إمبراطوراً في الثاني من ديسمبر 1804، قدم سيفه إلى الجنرال جان أندوش جونو، وإثر وفاته، انضم السلاح إلى متحف في لندن ثم بات في عهدة هاو أمريكي لجمع التحف.
قبل ذلك، وتحديداً في عام 2014 عرضت مجموعة من أبرز مقتنيات القائد الفرنسي نابليون بونابرت في مزاد علني خلال عطلة نهاية الأسبوع، ومن ضمنها قبعته الشهيرة، بحسب «سي إن إن».
وقال الأمير أندرو في بيان رسمي: «أفضل أن أقدم حياة جديدة لهذه المجموعة من المقتنيات، على أن تبقى حبيسة الغرف المظلمة»
وكان الجد الأكبر للأمير أندرو قد جمع هذه المقتنيات، إذ إنه كان واحداً من أشد المعجبين بنابليون.
وتتضمن مجموعة المقتنيات بعض الميداليات، والعملات، والمفاتيح، والمنحوتات، واللوحات الفنية، كما أن هناك مقتنيات أخرى لا تتوقع أن تجدها ضمن هذه القائمة منها جوارب نابليون، التي يقدر ثمنها بنحو 6230 دولار.
أما بالنسبة لقبعة نابليون، فقد وصل سعرها إلى 500 ألف دولار.
طفولة إليزابيث
لدى الكثيرين هوس امتلاك المقتنيات النادرة، التى ترتبط بحدث تاريخى، أو كان يقتنيها شخصيات شهيرة، وفي بريطانيا تم الترتيب لإقامة مزاد علني لبيع أبرز مقتنيات طفولة الملكة إليزابيث، الموجودة في دار حضانة تقطن في سانت بول في هيرتفوردشاير، وهو المنزل الريفي الذي امتلكته أسرة الملكة إليزابيث.
وبحسب ما نشره موقع ديلى ميل في عام 2018، فإن السرير والكرسي وعربة الأطفال الخاصة بالملكة إليزابيث صممت في العصر الفيكتوري، وبعدما كبرت إليزابيث تم نقل ملكيتها لخادم العائلة الملكية «Peter McRorie»، الذي استخدمها كمقتنيات لأطفاله، وتم تناقلها بين الأجيال، حتى وصلت للمزاد العلني.
تقول سايتس بريت ذات ال 58 عاماً ابنة الخادم إن المقتنيات كانت تدخل السرور على كل من يستخدمها من الأطفال لكونها تنتمي لأحد أفراد الأسرة الملكية، ولكن بعدما نضجت الأجيال لم يكن لها استخدام، لذا فكرت في الاستعانة بمنظمي المزادات لبيع تك المقتنيات.
وتوضح بريت أن والدها كان الخادم الأمين لدى العائلة الملكية، وكان يحب تدليل الملكة إليزابيث كثيرًا، وهو ما جعل والديها ينقلان ملكية مقتنياتها في الطفولة إليه ليتسخدمها أطفاله في ما بعد.
حزام كلاي
كما أعلنت شركة هيرتيدج للمزادات، في عام 2022 بيع حزام لأسطورة الملاكمة الأمريكي، محمد علي كلاي، كان قد ارتداه في مباراة شهيرة، في مزاد علني بمبلغ 6.18 مليون دولار، وهو أعلى مبلغ لأحد المقتنيات الرياضية في تاريخ دار المزادات الشهيرة.
وفاز به رجل الأعمال الأمريكي ومالك نادي إنديانابوليس كولتس، جيم إيرساي.
وقال إيرساي على تويتر إنه فخور بالفوز بالحزام.
مقتنيات العنف
حتى زعماء العصابات لم تترك المزادات مقتنياتهم، ففي عام 2021 عرضت أسلحة نارية تخص آل كابوني، أحد أشهر زعماء العصابات في العالم للبيع بمزاد علني في كاليفورنيا، وطرحت تلك الأسلحة حفيدتاه، بحسب «أ ف ب».
ومن بين المقتنيات ال174 التي عرضت للمزايدة، مسدس «كولت 45» الذي كان القطعة المفضلة لآل كابوني، إضافة إلى صور عائلية، ورسالة كتبها إلى نجله من زنزانته في سجن ألكاتراز.
وكان آل كابوني الملقب ب«سكارفيس» (أي صاحب الندوب في الوجه) عرّاب عصابة «آوتفيت» في شيكاغو، وكانت شبكته تنشر الرعب من خلال الابتزاز والأساليب الشديدة العنف.
ورغم جهود عناصر الشرطة لملاحقته والإيقاع به لم يُحاكَم عن جرائمه الجنائية، بل عن قضية تهرب ضريبي، وصدر في حقه حكم بالحبس 11 عاماً. وبحسب دار «ويذيرلز» للمزادات وصل سعر مسدس «كولت» المفضل لدى آل كابوني إلى 150 ألف دولار.
وتشمل القطع ساعة جيب من البلاتين والألماس من نوع «باتيك فيليب»، إضافة إلى جواهر براقة كتب عليها الحرفان الأولان من اسمه.
وتعود الملكية الحالية لهذه المقتنيات إلى حفيدتَي رجل العصابات الشهير، ديان وباربرا كابوني.