الانتخابات التركية 2023: الأتراك يختارون بين أردوغان وكليجدار أوغلو في جولة الحسم بسباق الرئاسة
- بول كيربي
- بي بي سي نيوز
يتوجه الأتراك اليوم الأحد إلى لجان الاقتراع للتصويت، في جولة الإعادة من انتخابات رئاسية مهمة، على ما إذا كان الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ينبغي أن يواصل البقاء في السلطة بعد عشرين عاما قضاها على رأسها أم لا.
ووصف كمال كليجدار أوغلو، منافس أردوغان، المدعوم من تحالف عريض من المعارضة، التصويت بأنه استفتاء على المسار الذي ستسلكه تركيا في المستقبل.
ويعِد أردوغان، المرشح الأوفر حظا، بعهد جديد تتحد فيه تركيا في مئويتها.
لكن ثمة أزمة ضاغطة من التضخم بمعدلات مرتفعة، فضلا عن أزمة من ارتفاع تكاليف المعيشة يواجهها الأتراك.
وتفتتح مراكز الاقتراع أبوابها للناخبين في تمام الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (الخامسة صباحا بتوقيت غرينيتش)، فيما تغلق في تمام الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (الثانية مساء بتوقيت غرينيتش).
وانتهى تصويت الأتراك في الخارج من حول العالم.
وشهدت الجولة الأولى من الانتخابات إقبالا تاريخيا بلغت نسبته 88.8 في المئة، وأحرز أردوغان السبق متقدما على كليجدار أوغلو بنحو 2.5 مليون صوت.
ويضع كلا المتنافسين عينه على الملايين الثمانية الذين لم يدلوا بأصواتهم في الجولة الأولى ولكنهم قد يفعلوا في هذه المرة.
وقبيل الذهاب إلى جولة الحسم، اتهم كليجدار أوغلو منافسه بإعاقة رسائله النصيّة إلى الناخبين، بينما رسائل أردوغان إلى ناخبيه متواصلة.
وتستعين أحزاب المعارضة التركية بجيش من المتطوعين الذين تنشرهم في لجان الاقتراع في عموم البلاد لضمان عدم وقوع تلاعب في عملية الانتخابات.
وتحدث مراقبون دوليون عن حالة من عدم التكافؤ بعد الجولة الأولى، لكن لم يتحدث أحد عن خروقات في عملية الاقتراع التي كانت كفيلة بتغيير النتيجة.
وفي آخر يوم من أيام حملته الانتخابية، وعد كليجدار أوغلو بأسلوب مختلف في الرئاسة، قائلا: “لا رغبة لديّ في سُكنى القصور. سأعيش مثلكم، متواضعا … وسأعمل على حلّ مشاكلكم”.
ويرمي كليجدار بكلامه هذا إلى القصر الفخم القائم على تخوم العاصمة أنقرة، والذي انتقل إليه أردوغان بعد أن تحوّل من رئيس للوزراء إلى رئيس للبلاد في عام 2014.
وبعد محاولة انقلابية فاشلة في 2016، وسّع أردوغان سلطاته، واعتقل عشرات الآلاف من الأشخاص وسيطر على الإعلام.
وفي ضوء ذلك، جاءت زيارته يوم السبت لضريح رئيس وزراء كان الجيش قد أعدمه غداة انقلاب في عام 1960، مشحونة بالرمزية.
وأعلن أردوغان أن “عهد الانقلابات والمجالس العسكرية قد ولّى”، ناسباً استقرار تركيا الراهن إلى نظام حكمه.
ومع ذلك، تعاني تركيا حالة استقطاب شديد؛ حيث يستند الرئيس أردوغان إلى دعم محافظين دينيين وقوميين، بينما أنصار خصمه كليجدار أوغلو هم بالأساس من العلمانيين، على أن بينهم كذلك كثيرين من القوميين.
وعلى مدى أيام، تبادل المتنافسان الاتهامات؛ إذ اتهم كليجدار أوغلو منافسه أردوغان بالجبن والخوف من انتخابات نزيهة؛ وفي المقابل قال أردوغان إن منافسه كان في جانب “الإرهابيين”، في إشارة إلى المسلحين الأكراد.
وبعد أيام من الخطاب التحريضي الخاص بترحيل ملايين اللاجئين السوريين، عاد مرشح المعارضة إلى الحديث عن مشكلة تركيا الأولى وهي الأزمة الاقتصادية، ولا سيما أثرها على العائلات الفقيرة.
وعلى المنصة حيث كان يوجه كليجدار أوغلو خطابا لناخبيه، صعدت امرأة تبلغ من العمر 59 عاما رفقة حفيدها، لتقول إن راتبها الشهري المقدّر بـ خمسة آلاف ليرة (250 دولار) لا يمكن أن يكفيها في ظل وصول قيمة إيجار المنزل الذي تسكن فيه إلى أربعة آلاف ليرة (200 دولار).
وربما كانت هذه الحادثة متفقا عليها مسبقا، لكن هذه هي الحال في عموم تركيا؛ حيث بلغت معدلات التضخم نحو 44 في المئة بينما فشلت الرواتب والدعم الذي تقدّمه الدولة في مواكبة ارتفاع تكاليف المعيشة.
ويقول خبراء اقتصاد إن سياسة أردوغان الخاصة بخفض معدلات الفائدة بدلا من رفعها زادت الوضع سوءا.
وسجلت الليرة التركية أدنى مستوياتها، وازاد الطلب على العملة الصعبة، وتراجع احتياطي البنك المركزي من العملة الأجنبية إلى أدنى مستوى له منذ عام 2002.
وبغضّ النظر عمّن سيفوز في تصويت الأحد، فالبرلمان التركي لا يزال في قبضة حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية الذي يتزعّمه أردوغان بالإضافة إلى حليفه القومي في اليمين المتطرف حزب الحركة القومية بزعامة دولت بهجلي.
ويضمّ حزب العدالة والتنمية أصغر أعضاء البرلمان التركي سناً – زهرة نور أيديمير التي لم تتجاوز 24 ربيعا، وقد وصلت إلى البرلمان عشية التصويت في الانتخابات الرئاسية.
وتقول زهرة نور إن أردوغان حال فوزه سيضع الأساسات من أجل مئوية ستغدو فيها تركيا قوة عالمية عظمى.