أمينة خليل: «الهرشة السابعة» واقعي جداً
القاهرة: أحمد إبراهيم
للعام الثالث على التوالي، تحقق الفنانة المصرية أمينة خليل تواجداً مهماً ونجاحاً ملحوظاً، من خلال موسم الدراما الرمضانية، فبعد النجاح الذي حققته في موسم 2021، من خلال مسلسل «خللي بالك من زيزي»، شاركت في الموسم التالي، من خلال مسلسل «العائدون»، لتعود الموسم الماضي، مع نفس فريق عمل مسلسل «خللي بالك من زيزي»، الكاتبة مريم ناعوم، والمخرج كريم الشناوي، من خلال مسلسل «الهرشة السابعة»، الذي أثار الكثير من ردود الفعل المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي.
حول المسلسل ودورها فيه، وردود الفعل المتباينة حول دورها والمسلسل بشكل عام، كان هذا الحوار.
- كثير من الجمهور اندهش في بداية الأمر من اسم المسلسل، فهل كان لديك نفس الشيء؟
= بكل تأكيد.. فاسم المسلسل جاء من مصطلح وضعه علماء النفس بناءً على نظرية تقول إن الإنسان يميل إلى التغيير في حياته وأفكاره كل سبع سنوات، والعمل هنا يصف التغييرات التي تحدث للعلاقات الزوجية بعد مرور سبع سنوات، وأنا رأيت ذلك ولمسته من خلال علاقات صديقاتي بأزواجهن، فمثلاً تشتكي واحدة منهن، من أن العلاقة بينها وبين زوجها اختلفت منذ بداية معرفتهما ببعضهما، وذكريات حفل الزفاف في البداية، فكانت علاقتهما قديماً مليئة بالحب والسعادة، وحالياً يغلب عليها طابع الملل والفتور، فهذه القضية مهمة وكان لا بد من مناقشتها بشكل أمين وبتفاصيل مختلفة، وهو ما حدث من خلال المسلسل.
- شخصية نادين اختلفت عليها آراء الجمهور في السوشيال ميديا، بل وكل شخصيات المسلسل فهل هذا أزعجك؟
= العكس تماماً، أسعدني جداً، ولو لم يحدث هذا التباين في الآراء لشعرت بأن هناك شيئاً ما خطأ، لأن المفترض أن العمل مكتوب بتوازن شديد، لم يكن مع طرف ضد آخر، ليس شخصية «نادين وآدم» فقط، بل كل ثنائيات العمل، بها توازن رائع.
- هل هذا التوازن كان مقصوداً؟
= بكل تأكيد.. والعمل كان في مرحلة التحضير، كان هناك اتفاق بيني وبين المؤلفة مريم ناعوم، والمخرج كريم الشناوي، على ألا نسقط في فخ تأنيث القضية، بل لابد من تقديمها بشكل متوازن جداً، بعيداً عن أي تحيز لطرف لصالح الثاني، وهذا وصل بشكل جيد للجمهور، ولذلك كان التباين في الآراء، ليس ضد شخصية لصالح أخرى، بل كان التباين أيضاً في الآراء للشخصية الواحدة، حيث اختلفت الآراء في الشخصية الواحدة في النصف الثاني من العمل، عنها في النصف الأول.
- بعض الآراء كانت مع «نادين»، والأخرى كانت مع «آدم»، فكيف نظرت أمينة خليل لكل منهما؟
= تعاطفت مع كل منهما في بعض الأوقات، وكنت ضدهما في أوقات أخرى، وهذا طبيعي جداً، لأن أي إنسان لديه الخير والشر، وكل منا لديه لحظات ضعف ولحظات قوة، فأنا على سبيل المثال تعاطفت جداً مع «آدم»، خصوصاً في اللحظات التي كان يحاول بشتى الطرق أن يرضي «نادين» وهي تصده بأفعالها، وكذلك لحظات اعتراضها ومحاولة إظهار عيوبه فقط، كذلك تعاطفت مع «نادين» كأم لتوأم، يأخذ كل وقتها، لدرجة أنها لم تجد وقتاً للاستحمام، ما قد يدفعها للانهيار أو الانفجار، في ظل إحساسها بأن زوجها لا يشعر بها، وبعد كل ذلك تكتشف خيانته لها.. فمن الطبيعي أن أتعاطف معها، مهما كانت دوافع الخيانة. ولكنني هربت من فخ المبالغة في الانفعالات.
تكرار التجربة
- تلتقين للمرة الثانية مع المخرج كريم الشناوي بعد «خللي بالك من زيزي»، فكيف تقيمين تجربة العمل معه؟
= كريم الشناوي مخرج مميز جداً، وأنا أحببت العمل معه بشكل كبير، فهو من المخرجين الذين يحبون الممثل، ولديه ميزة مهمة جداً، وهي أنه يحترم جداً فكرة أن كل ممثل لديه مفاتيحه وأدواته، لا يفرض مفاتيح واحدة لكل فريق العمل، كما أن قبل كل مشهد يتحدث مع كل ممثل على حدة ويناقشه في مفاتيح شخصيته، لذا تجد هناك تنوعاً بديعاً في الأداء وفق الحالة الشعورية للممثل والمشهد، هذا بالإضافة إلى أسلوبه الراقي جداً في التعامل مع الجميع.
- لاحظ الجمهور أن نهاية «الهرشة السابعة» جاءت مفتوحة، وكان صناع العمل يمهدون لجزء ثان، فهل هناك جزء ثان بالفعل؟
= أعتقد أن النهاية المفتوحة هنا، نهاية واقعية جداً، واقعيتها مستمدة من واقعي الأحداث والحياة بينهما، ومن غير الطبيعي أن تكون النهاية درامية، سواء بعودة الحياة بينهما كما كانت ويعيشان في «تبات ونبات»، أو يحدث انفصال نهائي، لذا كان لابد أن يكون مشهد النهاية واقعياً لأنهما كانا يتناقشان في أمور حياتهما الزوجية بشكل غير مباشر، وكان كل منهما يسلط الضوء على عيوبه هو والاعتراف بها بشكل غير مباشر، وذلك يوحي للمُشاهد بأنه سيؤدي بهما إلى قرار بالنهاية، أياً كان هذا القرار، وعموماً أنا لا أفضل فكرة الأجزاء الثانية من المسلسلات لمجرد نجاحها، لكن تيمة العمل هنا قابلة لوجود جزء ثان، لأن هناك العديد والكثير من القضايا الأخرى لم تناقش، خصوصاً أن العمل كان 15 حلقة، لكن فريق العمل لم يحسم هذا الأمر حتى الآن.
- هل تؤمنين بأن التكنولوجيا والسوشيال ميديا غيرت الكثير من مفاهيم الأجيال الحالية؟
= هذه حقيقة مؤكدة، فالتكنولوجيا والسوشيال ميديا أثرا بصورة كبيرة سواء بالسلب أو الإيجاب، وعلى كافة المستويات، في كل أشكال الحياة، في العمل، في العلاقات الإنسانية والاجتماعية، والحياة بشكل عام، لكن البعض استطاع الاستفادة منها بشكل جيد، والبعض الآخر للأسف استسلم لسلبيتها.