أخبار العالم

وسط دعم دولي كبير.. ماذا يمكن أن تقدم الإمارات في “كوب 28″؟


يأتي ذلك في الوقت الذي أعرب فيه دبلوماسيون ومتخصصون في مجال العمل المناخي، عن دعم دولة الإمارات لاستضافة “كوب 28″، ردا على أصوات حاولت التشويش على النسخة المقبلة من الحدث المناخي الأكبر في العالم.

واختارت الإمارات الرئيس التنفيذي لشركة “أدنوك” الدكتور سلطان الجابر، لرئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف حول المناخ “COP28”.

خطوات متسارعة

واعتبر المحلل الاقتصادي البارز الزميل غير المقيم في مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي بول سوليفان، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “دولة الإمارات تتخذ العديد من الخطوات المتسارعة في مجال العمل المناخي ومواجهة أزمة التغيرات المناخية”.

وأكد سوليفان على أن هذه الجهود “ليست جديدة بل منذ سنوات طويلة”، لافتا إلى عدد من النقاط بشأن الدور الذي تلعبه الإمارات خلال استضافة قمة المناخ أواخر العام الجاري، قائلا:

  • “الإمارات بلد متطور، خاصة في ملفي المناخ والطاقة، وتسعى للوصول بسرعة إلى الأهداف”.
  • “عمل الجابر على قضايا الطاقة والبيئة، وهو محترف حقيقي ولديه أيضا فريق عمل ممتاز لإطلاعه على الموقف عند الحاجة”.
  • “تعمل دولة الإمارات في قضايا الطاقة المتجددة والمناخ منذ فترة طويلة، وهذا ليس شيئا جديدا بالنسبة لها، كما أثبتت جدارتها في تنظيم الاجتماعات الدولية“.

  • “يحدوني الأمل في أن تكون آمال الإمارات العليا هي الوصول إلى بعض الحلول والاتفاقيات القابلة للتطبيق خلال قمة المناخ المقبلة، إلا أن طبيعة مؤتمرات المناخ والمناقشات بها لا تجعل ذلك سهلا“.
  • “يجب أن يكون هناك تركيز على اتفاق بين الدول الكبرى التي سببت أزمة الانبعاثات، قبل التوجه إلى اتفاقيات مع الآخرين”.
  • “أنا على يقين أن المسؤولين في دولة الإمارات يدركون المشاكل الهيكلية للقرارات في مؤتمر الأطراف، لكنهم يسعون لحلها“.

وكان المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ جون كيري، قد أشاد باختيار الجابر رئيسا لمؤتمر الأطراف “كوب 28″، واصفا إياه بـ”الاختيار الموفق”.

كما قال عمدة الحي المالي في لندن نيكولاس ليونز، إنه يعتقد أن قمة كوب 28 “ستكون نسخة رائعة”، مشيدا بالطريقة المنهجية المذهلة التي اتبعتها الإمارات وهي تتحرك لاستضافة الحدث.

دفعة للعمل المناخي

وفي السياق ذاته، قال المستشار الاستراتيجي الإيطالي دانييلي روفينيتي لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن تنظيم قمة المناخ “يعكس نوعين من الاهتمامات والأنشطة التي تمتلكها دولة الإمارات ضمن ملف تغير المناخ”.

وأضاف:

  • “أولا: من الناحية التقنية تتمتع أبوظبي بالخبرة الفنية والقدرة الاقتصادية والإرادة السياسية لتصبح رائدة في انتقال الطاقة، كما يمكن لها أن تلعب دورا مهما في تطوير الطاقات النظيفة، كالهيدروجين الأخضر على سبيل المثال”.
  • “ثانيا: للأمر أبعاد سياسية بتأكيد الإمارات على مكانتها المستقلة في الشؤون الدولية، والقدرة على القيام بذلك من خلال قضايا مؤتمر المناخ. كما يمكن لأبوظبي أن تحقق مستوى مضاعفا من المكاسب”.
  • “قمة المناخ تعزز من مكانة دولة الإمارات ومركزية دورها، مما يجعلها تتحرك بشكل بارز في الساحة العالمية”.

دور دولي رائد

كما قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية إيرينا تسوكرمان، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “استضافة الإمارات للمؤتمر يدفعها للعب دور دولي رئيسي في واحدة من أهم القضايا العالمية والأولويات العليا للعديد من البلدان في الوقت الراهن”.

وشددت توسكرمان على أن قمة المناخ “ستتيح لدولة الإمارات عرض قدراتها الخاصة والتزاماتها بالعمل والمشاركة، وبناء تحالفات إقليمية ودولية جديدة ومتقدمة على أساس هذه القضية”.

واعتبرت الخبيرة الأميركية أن دولة الإمارات تستطيع إعطاء دفعة قوية للعمل المناخي عبر عدد من المحاور، تشمل:

  • “تتمتع الإمارات بفرصة لتكون جسرا بين الدول التي كانت تعرف سابقا باسم (الجنوب العالمي) والغرب، وتؤكد كذلك على التكامل في الشرق الأوسط والدور القيادي المتزايد في قضايا الطاقة والمناخ والاقتصاد العالمي”.
  • “يجمع مؤتمر المناخ بين 3 شواغل رئيسية للمجتمع العالمي، هي التأثير البيئي، وأمن الطاقة، والتأثير الاقتصادي على مختلف شرائح السكان”.
  • “تمتلك الإمارات مصداقية لمعالجة تعقيدات هذه المناقشات، خاصة مع الجابر الذي يتمتع بخلفية واسعة في مجال الطاقة، ويمكنه العمل على الجمع بين مختلف قادة الطاقة للعمل معا، من أجل انتقال ناجح للطاقة المتجددة”.

نموذج جديد

من جانب آخر، انتقد السفير الهندي السابق لدى الإمارات الزميل في مؤسسة “أوبزرفر للأبحاث” نافديب سينغ سوري، معارضة بعض الأصوات الغربية للخطوات التي تتخذها الدولة في خضم التجهيز لاستضافة قمة المناخ.

وقال إن “النهج المتعالي بفكرة (نحن نعرف ما الأفضل بالنسبة لك) لا يزال باقيا في المعاقل الغربية المتناثرة”.

وأوضح الدبلوماسي الهندي السابق في مقال نشرته صحيفة “ذا ناشونال”، أن “الإمارات أظهرت أنها تستطيع استخدام ثروتها النفطية لإنشاء نموذج جديد، وهي (دولة غنية بالنفط تستضيف الوكالة الدولية للطاقة المتجددة)، وبنت أول محطة للطاقة النووية في الشرق الأوسط، وأنشأت منظمة مثل (مصدر) للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة في 40 دولة”.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى