أخبار العالم

باحثون وأكاديميون يقاربون التاريخ المشترك منذ قرون بين المغرب وإسبانيا


على مدى يومين، يحتضن المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، التابع لأكاديمية المملكة المغربية، ندوة تسلط الضوء على التاريخ العريق الممتد لقرون بين الجارين على ضفتي المتوسط المغرب وإسبانيا، بمشاركة ثلة من الباحثين المغاربة والإسبان.

وأكد المتحدثون في الجلسة الأولى المنظمة تحت عنوان “المغرب وإسبانيا: جوار متجذر في التاريخ ومنفتح على الحاضر والمستقبل”، أن المغرب ظل دائما شريكا مهما لإسبانيا مثلما كانت إسبانيا شريكا مهما للمغرب منذ قرون، في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية وحتى في الجانب الإنساني.

محمد المذكوري المعطاوي، أستاذ بجامعة مدريد، أشار إلى أن الفضاء المشترك في حوض المتوسط جعل العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا مستمرة رغم حالة التشنج التي تقع بين الفينة والأخرى، وأن الأمر لا يقتصر على العلاقات الخارجية بل إن كل بلد يحضر في النقاش الداخلي للبلد الآخر، نظرا لأهميتهما لبعضهما.

علاقة بذلك، قال المستشار الثقافي الإسباني في سفارة إسبانيا بالرباط إن المغرب حاضر في الحوار السياسي الداخلي الإسباني، ولكن العمل الدبلوماسي بين البلدين يتم عبر الخارجية، لافتا إلى أن العمل المشترك بين إسبانيا والمغرب يشمل أيضا المجال الأمني، وقد مكّن من تجنب حوادث إرهابية.

من جهته، قال محمد المحسني، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط، الذي تطرق في مداخلته إلى العلاقات بين المغرب وإسبانيا في العصر القديم، إن المعطيات المتوفرة تبين أن العلاقة بين الجارين كانت متجذرة، وهو ما تؤكده القطع الأثرية والعمولات والتبادل التجاري الذي كان قائما منذ ذلك الزمن.

وأشار المحسني إلى أن علاقات التعاون بين البلدين تشمل مختلف المجالات؛ ففي المجال الاقتصادي كان هناك تبادل في عدد من القطاعات الصناعية والتجارية، كالمعادن، وصناعة النبيذ والزيتون، وعقد صفقات تجارية.

وتوقف رشيد الحر، أستاذ التعليم العالي بجامعة سلامنكا، عند العامل الديني كأحد الجسور التي تقوم عليها العلاقات المغربية الإسبانية، داعيا إلى الحديث عن الإسلام المغربي، بكل مكوناته، والدور الذي لعبته فيه المرأة “بدون مركب نقص”، مضيفا أن “هناك هوية مغربية وهوية أندلسية”.

إبراهيم شهيمي، من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، تحدث عن حضور التاريخ الإسباني في المناهج الدراسية المغربية، معتبرا أنها تنحو منحى اتخاذ مواقف ايجابية في علاقة إسبانيا مع المغرب، واتخاذ مواقف إيجابية من حتمية الارتباط التاريخي والاقتصادي والسياسي بين البلدين، وكونه رافعة أساسية للتعاون والشراكة في مختلف المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى