أخبار العالم

سويسرا تواكب “تخليص” المغرب من انبعاثات الكربون لمواجهة التغيرات المناخية


بعد التوقيع على اتفاق تعاون ثنائي بين المغرب وسويسرا على هامش أشغال قمة “COP27” شهر دجنبر الماضي، شرعت سويسرا في تنفيذ سلسلة من الأنشطة في المملكة لدعم وضع برامج بشأن الحماية المستدامة للمناخ وتعزيز الحد من انبعاثات الكربون، معلنة عن “استثمارات في تكنولوجيات التخفيف من آثار تغير المناخ حتى عام 2030″، إذ “تخطط مؤسسة KliK لدعم هذه التقنيات في المغرب بغلاف مالي يصل 100 مليون دولار أمريكي”.

الالتزام السويسري تجدَّد بالتأكيد على “العمل التعاوني المشترك في مجال المناخ ومكافحة تغيراته بالمغرب”، خلال ورشة عمل نظمتها، مساء الأربعاء 24 ماي الجاري، سفارة سويسرا بالمغرب بشراكة مع قطاع التنمية المستدامة بوزارة الانتقال الطاقي، عن “كيفية استفادة القطاع الخاص المغربي من فرص الاتجار بالكربون بين المغرب وسويسرا بعد اتفاق لتنفيذ أنشطة التخفيف من آثار تغير المناخ بموجب المادة 6-2 من اتفاق باريس للمناخ”.

السفير السويسري بالرباط، غيوم شيرور، أشاد في كلمة له، بما وصفها بـ”دينامية جديدة في العلاقات الثنائية الممتازة بين المغرب وسويسرا على مختلف الأصعدة سياسيا وثقافيا وطاقياً وبيئياً؛ خاصة بعد توقيع الإعلان المشترك في ديسمبر 2021 تزامناً مع الذكرى السنوية المائة للحضور الدبلوماسي السويسري بالمملكة”.

السفير شيرور تابع مخاطباً حضورا تشكل من رجال أعمال مغاربة، واضعاً الشراكة المغربية السويسرية في إطار “التعاون متعدد الأطراف الذي تؤمن به الدولتان”، ولافتا إلى أن “المغرب يمكنه الاستفادة من تصنيف سويسرا البلد الأكثر ابتكاراً في العالم للسنة الـ12 على التوالي”.

وأقرَّ الدبلوماسي ذاته بالإرادة السياسية الموجودة على أعلى مستوى بين البلدين، قائلا: “إنه لأمر مثير للإعجاب مدى سرعة تطور علاقاتنا في السنوات الأخيرة، التي تغطي جوانب متعددة، مثل التعاون العلمي والابتكار والتجارة”، مشددا على “زيادة مؤشرات التبادل التجاري بين المغرب وسويسرا، التي تجاوزت عتبة 780 مليون فرنك سويسري لأول مرة، فضلا عن تصنيف سويسرا ضمن أكبر 10 مستثمرين في المغرب”.

وبينما لم يُخف السفير السويسري “تطلُّع وآمال بلاده لتعزيز التكامل الاقتصادي ليصل حجمه إلى 1 مليار فرنك سويسري في السنوات القادمة”، أشار إلى أن “هذه الاتفاقية الجديدة ونشر عمليات مؤسسة ‘كليك’ لحماية المناخ سيمنحان المغرب وسويسرا فرصة ثمينة لتعزيز تعاونهما البيئي–المناخي”.

“القطاع الخاص فاعل مهم جداً، وحضوركم مهم للنهوض بهذه الآلية الجديدة لحماية المناخ وضمان فرص تمويل جديدة تُتيحها المادة السادسة من اتفاق باريس للمناخ”، يخلُص المسؤول الدبلوماسي ذاته مخاطباً مستثمرين مغاربة في مجال الطاقات المتجددة.

“المغرب بطَل الطاقات المتجددة”

على هامش اللقاء، أكد سفير سويسرا بالرباط أن “لقاء اليوم مع مؤسسات عمومية وخاصة مغربية يبصم بداية مغامرة جديدة في مجال التعاون المغربي–السويسري للتخلص من الكربون في اقتصادَيْنا”، مؤكدا في تصريح لـ هسبريس أن “المغرب يظل بطلا بلا منازع في مجال الطاقات المتجددة بالمنطقة، بخبرات عديدة يراكمها”، وتابع موضحا: “سويسرا بلد رغم صِغر مساحته يتوفر على فائض طفيف في انبعاثات ثنائي الكربون، واتفاق باريس يمنح إمكانية التبادل التجاري في هذا الغازات للحد من تغيرات المناخ”، مذكرا بـ”تعزيز التعاون بين البلدين في قمة شرم الشيخ للمناخ باتفاق عن إزالة الكربون”.

كما أورد المتحدث ذاته: “المؤسسة السويسرية ستقوم بالتتبع الفعلي والعملي، بينما وزارة الانتقال الطاقي هي شريكنا المؤسساتي، فضلا عن شركات مغربية ناشطة في مجال الطاقات النظيفة”، خالصا إلى أن “الاتفاق الثنائي لتنزيل مواد اتفاق باريس يعد من بين الأوائل عالميا”.

من جانبها، استعرضت الحكومة المغربية، من خلال رشيد الطاهري، رئيس قسم الاقتصاد الأخضر والتغيرات المناخية بوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، “خطوات التقدم المحرز إلى حدود هذه السنة في التعاون مع سويسرا بشأن برامج حماية المناخ بموجب المادة 6-2 من ‘اتفاق باريس’ للمناخ، وكذا الاتفاق المبرم في دجنبر 2022″، مُرحباً بشروع مؤسسة “KliK” السويسرية لحماية المناخ في أنشطتها “لشراء رصيد من الانبعاثات من المغرب في أفق نقلها إلى سويسرا”.

وتعتزم المؤسسة البيئية السويسرية، إلى حدود سنة 2030، “تقديم الدعم المالي بحوالي 1 مليار درهم لتطوير برامج حماية المناخ في المغرب من خلال شراء كميات من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، موازاة مع البحث عن برامج في مجالات مثل الطاقة الشمسية الكهروضوئية أو النجاعة الطاقية أو الغاز الحيوي أو إدارة النفايات أو التنقل الكهربائي المستدام”، وفق إفادات.

يشار إلى أن مؤسسة “KliK” مكلفة بموجب القانون السويسري بالوفاء بالتزامات تعويض الكربون لمستوردي الوقود في سويسرا؛ ويتمثل دورها في دعم وتمويل تطوير وابتكار برامج حماية المناخ التي تنشر تكنولوجيات وابتكارات جديدة ملائمة للمناخ، كما تستثمر في انخفاض الانبعاثات.

واعتبرت المؤسسة ذاتها أن “الالتزام الثنائي” المشترك يؤدي إلى “وضع مربح للجميع يرفع الطموحات المناخية لكِلا البلدين؛ كما أن التعاون في مجال حماية المناخ عنصر جديد في العلاقات الممتازة متعددة الأوجه بين المغرب وسويسرا”، وفق تصريحات لمسؤوليها أثناء اللقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى