أخبار العالم

لقاء إعلامي مع جنود “القبعات الزرْق” يبرز مساهمة المغرب في حفظ السلام


بالموازاة مع احتضان مقر الأمم المتحدة، اليوم الخميس 25 ماي 2023، مراسيمَ إحياء “اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة” والذكرى الـ75 لعمليات حفظ السلام الأممية، والذي يخلد هذه السنة تكريم سبعة جنود مغاربة بعد الوفاة، عُقد، صباح اليوم نفسه بالرباط، لقاء إعلامي مع ممثليْن عن كتيبة السلام المغربية العاملين ببعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى، المشتهرة بـ(MINUSCA).

اللقاء الإعلامي الأول من نوعه، والذي حضرته جريدة هسبريس الإلكترونية، تم “عبر اتصال مباشر وإحاطة عن بُعد” مع كل من الكولونيل عبد الحق أوشبير، المسؤول عن الدعم الاستراتيجي ومنسق طواقم الربط بمصلحة السلام لبعثة “مينوسكا” بإفريقيا الوسطى، وليوتنان كولونيل مليكة سدرة، رئيسة مكتب الأعمال المدنية–العسكرية ضمن قيادة قوات “مينوسكا”.

ليوتنان كولونيل مليكة سدرة أكدت، في جواب عن سؤال هسبريس حول “طبيعة المهام المنجزة ونوعيتها فوق تراب جمهورية إفريقيا الوسطى”، أنها “مهام ومسؤوليات لا تنحصر فقط في الشق العسكري المحض لتعزيز الأمن والسلم بهذه الدولة؛ بل تتشكل أيضا من شق إنساني كبير يضم حملات وتدخلات طبية مستعجلة ومساعدة الساكنة المحلية في حاجياتها بمنطقة بونغاسو الواقعة على بُعد 150 كيلومترا عن عاصمة إفريقيا الوسطى”.

وتحدثت سدرة عن “أعمال تهم قطاعات المواكبة في التعليم والطفولة، فضلا عن أنشطة تخص دور أيتام وأعمال خيرية عديدة تنهض بها القبعات الزرق المغربية”، مستحضرة “تضحيات زملائها الذين قضوا نحبهم وهم يدافعون عن استتباب الأمن والسلم بهذا البلد”.

من جهته، أوضح الكولونيل عبد الحق أوشبير، المسؤول عن الدعم الاستراتيجي ومنسق طواقم الربط بمصلحة السلام لبعثة “مينوسكا”، متفاعلا مع سؤال طرحته هسبريس، أن “تعزيز ثقة الساكنة المحلية تجاه عناصر التجريدة المغربية، البالغ عددها 700 جندي وجندية في هذا البلد، أمر نحرص عليه بشكل يومي من خلال أعمالنا، عبر مقاربة تنتهج منطق القُرب والإنصات لأوضاع الساكنة”.

وزاد المسؤول العسكري المغربي ذاته أن “تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية والمساهمة في ذلك مهمة سامية نظل واعين بها، ونعمل بلا كلل على ضمان الأمن والسلام وفق مهام بعثة الأمم المتحدة”، مذكرا بأن “المملكة المغربية بادرت، منذ سنة 1960، إلى الانخراط في جهود الأمم المتحدة من أجل حفظ السلام في العالم؛ قبل أن تصير اليوم ضمن كبريات الدول المساهمة في عمليات حفظ السلام الأممية”.

المرتبة الـ11 أمميا

حاليا، وفق معطيات قُدمت خلال اللقاء ذاته، فإن “المغرب يحتل المرتبة الحادية عشرة بين أكبر المساهمين في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة” عبر العالم، ولا سيما في القارة الإفريقية.

وأفادت المعطيات ذاتها بأن أكثر من 1700 فرد من الجيش والشرطة المغاربة يعملون في أبيي، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجنوب السودان.

من جهته، أفاد فتحي الدبابي، مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام بالرباط، في تصريح لـ هسبريس على هامش اللقاء، بأن “هذه الإحاطة الإعلامية تعد الأولى من نوعه مع إعلاميين مغاربة عبر ربط رقمي مباشر مع جنود مغاربة ممثلين لبعثة القبعات الزرْق المغربية في إفريقيا الوسطى”.

وتابع الدبابي موضحا أن هذه الإحاطة تهدف إلى “السماح لوسائل الإعلام بفهم واستيعاب المهام بشكل أفضل، والحصول على فكرة أكثر تفصيلا وعمقا عن الجهود التي يبذلها هؤلاء الجنود للحفاظ على السلام في مناطق النزاع والتوتر”.

غوتيريش يكرم 7 جنود مغاربة

من بين “حَفظة السلام” الذين سيكرمون بعد وفاتهم بميدالية “داغ همرشولد” تبرز أسماء وتضحيات سبعة حفظة سلام من كتيبة المغرب؛ وهم: العريف أول عبد الرحمان الغنو، والجندي عماد إيزري، والعريف أسامة العليوي من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا).

كما تضم “المجموعة المُكرمة أمميا” كلا من الجندي أول عبد العزيز الماسكيني، والعريف أول عزوز زنايدي، والجندي محمد رامي، والجندي أول حسن بونويف من بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (المونوسكو).

ومنذ 1948، عمل أكثر من مليوني جندي من حفظة السلام من 125 دولة في 71 عملية حول العالم. واليوم، يعمل 87 ألف امرأة ورجل في 12 منطقة نزاع في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط.

أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وضع، خلال المراسيم الرسمية في مقر الأمم المتحدة، إكليلا من الزهور تكريما لأكثر من 4 آلاف و200 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فقدوا أرواحهم منذ عام 1948. كما يرأس مراسيم في قاعة الجمعية العامة حفل تسليم ميداليات داغ همرشولد بعد الوفاة إلى 103 من حفظة السلام من أفراد الجيش والشرطة والمدنيين فقدوا حياتهم وهم يعملون تحت عَلَم الأمم المتحدة خلال عام 2022.

قال غوتيريش في رسالته بالمناسبة: “إن حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة هم القلب النابض لالتزامنا بعالم أكثر سلاما. وعلى مدار 75 عاما دعموا الشعوب والمجتمعات التي هزها الصراع والاضطراب في جميع أنحاء العالم. وفي اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة، نكرم مساهماتهم الاستثنائية في السلام والأمن الدوليين”.

بينما أكد جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام لعمليات السلام، أن “حفظ السلام مثال قوي عن كيف يمكن للشراكات القوية والإرادة السياسية الجماعية أن تؤدي إلى تغيير ملموس؛ وذلك من خلال العمل مع المجتمعات المحلية وشركاء آخرين. ويقوم موظفونا بحماية المدنيين ويدعمون الحلول السياسية، ويساعدون في إنهاء النزاعات لتحقيق السلام المستدام. ونحن نقدر دعم جميع أصحاب المصلحة لضمان تواصل عمل عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة كأداة فعالة متعددة الأطراف لتحقيق السلام والأمن العالميين”.

يشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت اليوم العالمي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة في عام 2002؛ لـ”الإشادة بجميع الرجال والنساء العاملين في عمليات حفظ السلام، ولتخليد ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم من أجل قضية السلام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى