تينا ترنر: مشاهير الفن والموسيقى والسياسة يؤبنون ملكة “الروك أند رول”
أبنَّ عدد من مشاهير الفن والموسيقى والمعجبون نجمة الغناء الأمريكية تينا ترنر، التي توفيت الأربعاء في سويسرا، عن عمر يناهز ثلاثة وثمانين عاما بعد معاناة مع المرض.
وكانت المغنية عانت من عدد من المشكلات الصحية في السنوات الأخيرة.
وأطلق على ترنر لقب ملكة “الروك أند رول”، وكان لها صوت قوي يوصف بأنه مثل الإعصار وحضور مسرحي مناسب.
ووصفتها المغنية بيونسيه بأنها “مثال العاطفة والقوة”، وانضم إليها السير مايك جاغر ونجوم آخرون في توجيه تحية لإرث ترنر الموسيقي.
كما أشادت ماريا كاري وأوبرا وينفري بالمغنية الراحلة لتجاوزها سنوات من العنف المنزلي.
وأشاد آل أوباما (الرئيس الأمريكي السابق وزوجته) بها، ووصفاها بأنها عكست في غنائها حقيقة روحها وما مرت به من فرح وألم.
وانضم إليهما الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ، الذي أشار إلى أن ترنر بدأت حياتها كابنة مزارع وأشاد بموهبتها “التي تحدث مرة واحدة في جيل”.
وتسلقت تينا ترنر سلم الشهرة في الستينيات من القرن الماضي مع زوجها آيك.
وبعد معاناتها لسنوات من العنف المنزلي، طلّقت آيك واستمرت في تحقيق نجاح أكبر كفنانة منفردة في الثمانينيات مع أغاني مثل “ذا بست” و”واتس لاف غوت تو دو ويذ إت”.
وقالت المغنية الأمريكية غلوريا غينور إن ترنر “مهّدت الطريق لكثير من النساء في موسيقى الروك، سودا أو بيضا “.
وقالت ديانا روس، وهي فنانة أخرى معاصرة لها، إنها “صُدمت” و “حزنت” لوفاة ترنر.
كما قال السير مايك جاغر إنه حزين لوفاة “صديقته الرائعة”.
وكتب رئيس فريق رولينغ ستونز “لقد كانت حقا فنانة ومغنية موهوبة للغاية.. لقد كانت ملهمة ودافئة ومرحة وكريمة. لقد ساعدتني كثيرا عندما كنت صغيرا ولن أنساها أبدا”.
ووصف السير إلتون جون ترنر بأنها “أسطورة شاملة في تسجيلاتها أو في غنائها على المسرح”.
وقال “لقد فقدنا واحدة من أكثر فناني الكلمة (التي تعتني باختيار كلمات أغانيها) إثارة للمشاعر وتأثيرا في الأداء”
كما تذكّرت النجمة الويلزية شيرلي باسي كيف أنها “أعطتها حقا كل شيء وكانت مؤدية رائعة”.
طفولة ممزقة
ولدت ترنر في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 1939، في بلدة ريفية صغيرة تدعى نوتبوش بولاية تينيسي، تحت اسم آنا ماي بولوك وكان والدها فلويد يعمل في مزرعة محلية.
وعاشت طفولة ممزقة. إذ انفصلت هي وشقيقتها الكبرى إيلين عن العائلة عندما انتقل والداهما للعمل في مصنع ذخيرة، وذهبت الشابة آنا ماي للعيش مع أجدادها المتدينين الصارمين.
وعندما أعيد لم شمل الأسرة بعد الحرب، بدأت آنا ماي في الغناء في الكنيسة المعمدانية المحلية.
قد تركت والدتها العائلة عندما كانت آنا ماي بعمر 11 عاما فقط، وبعد عامين، عندما تزوج والدها مرة أخرى، أرسلت آنا وشقيقتها للعيش مع جدتهما في براونزفيل بولاية تينيسي.
وأصبحت مشجعة في مدرستها المحلية ولعبت كرة السلة واستمتعت بحياتها الاجتماعية. وعند تخرجها في عام 1958، حصلت على وظيفة في مستشفى في سانت لويس بولاية ميسوري، وشرعت في أن تصبح ممرضة.
وفي ملهى ليلي، حيث ذهبت هي وأختها لقضاء أمسية، رأت لأول مرة آيك ترنر مع فرقته، ملوك الإيقاع.
خلال إحدى الفترات الفاصلة في إحدى الليالي، عُرض على آنا ماي الميكروفون، وقد أثار أدائها إعجاب آيك الشديد لدرجة أنه طلب منها الغناء مع الفرقة.
في ذلك الوقت، كانت على علاقة مع عازف الساكسفون في الفرقة، ريموند هيل، الذي أنجبت منه طفلا اسمه ريموند.
وقد سجلت أول عمل لها كمغنية مساعدة في عام 1958، لكن فرصتها الكبيرة جاءت بعد ذلك بعامين عبر أغنية تسمى “فول إن لاف”، صاغها ترنر.
وقد تشجع آيك على وضع آنا في مقدمة الفرقة وأقنعها بتغيير اسمها إلى تينا، وهي خطوة قال لاحقا إنها تهدف إلى منع عشاقها السابقين من تعقبها.
حتى الآن، كانت على علاقة مع آيك، الذي طلق زوجته الخامسة. وتزوجا أخيرا في عام 1962.
وجدت لاحقا أكبر نجاح لها كفنانة منفردة مع أغاني مثل “واتس لاف غوت تو دو ويذ إت”، “لتس ستاي توغذر”، “ستيمي ويندوز”، “برايفت دنسر” وأغنية فيلم جيمس بوند “غولدن آي”.
وجاءت هذه النجاحات بعد أن طلقت آيك في عام 1978، عندما كانت تبلغ من العمر 40 عاما تقريبا. وأشارت بعض من أبنوها إلى هروبها من اعتداءات زوجها.
مصدر إلهام
كانت جمعية “وومنز إيد” الخيرية من بين أولئك الذين اقتبسوا إحدى أغاني ترنر، قائلة “ستكون دائما الأفضل”.
في رسالة مليئة بالحيوية، وصفت المغنية ماريا كاري ترنر بأنها ليست “المؤدية الرائعة” فحسب، بل و”الناجية ومصدر إلهام للنساء في كل مكان”.
وقالت المغنية بي بي أرنولد – التي غنت إلى جانب ترنر – لبي بي سي إن علاقتهما معا “غيرت حياتي” وأنقذتها من زواج مسيء.
وسارع العديد من الموسيقيين الآخرين بما في ذلك جانيل موناي، دولي بارتون، وبلونديز ديبي هاري والسير توم جونز إلى الإشادة بإنجازات ترنر.
وفازت ترنر بثماني جوائز غرامي، وتم إدخالها في قاعة مشاهير موسيقى “الروك أند رول” في عام 2021 كفنانة منفردة، بعد أن تم إدخالها في وقت سابق إلى جانب آيك.
كما شهدت حياتها المهنية اللامعة ظهورها في عدد من الأفلام السينمائية.
وأعرب المعجبون في جميع أنحاء العالم عن احترامهم لها، ووضعت الزهور على نجمة ترنر في ممشى المشاهير في هوليوود في لوس أنجلس، وأضيئت الشموع خارج منزلها في كوسناخت، بالقرب من زيورخ.
كما تُركت باقات الزهور خارج مسرح ألدويتش في لندن تأبينا لها.
كما استمعت بي بي سي إلى ردود فعل من أفراد الجمهور خارج المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأمريكية الأفريقية في واشنطن العاصمة.
وقالت امرأة تدعى مارلين إن ترنر كانت “مثالا على المرونة والبدء من جديد”.
وأشاد إرنست لورانس، بائع ملابس، بالنجمة الراحلة ووصفها بأنها “أنثى سوداء عظيمة” و”صورة إيجابية لأي امرأة”، بعد أن تغلبت على “الأوقات الصعبة” في حياتها الشخصية.