الانتخابات التركية 2023: كيف يمكن أن تؤثر على بقية العالم؟
- جيرمي هاويل
- بي بي سي نيوز – الخدمة العالمية
إذا تم التصويت لصالح كمال كليجدار أوغلو، منافس الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، في 28 مايو/أيار، فقد تكون هناك تغييرات كبيرة في الطريقة التي تتعامل بها البلاد مع الدول في جميع أنحاء العالم.
تحت قيادة أردوغان، أثارت تركيا غضب الحلفاء الغربيين من خلال إقامة علاقات وثيقة مع روسيا، كما أرسل قوات تركية للانخراط في الصراعات الدائرة في العراق وسوريا وليبيا.
وعد مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، بأن يكون أكثر موالاة للغرب وأقل تدخلاً في شؤون البلدان الأخرى.
كيف يمكن أن تتعامل تركيا مع اللاجئين السوريين؟
هناك حوالي 3.7 مليون من اللاجئين السوريين المسجلين رسمياً على أنهم يعيشون في تركيا، بعد أن فروا من الحرب الأهلية في بلادهم، ولاجئين من دول أخرى مثل: أفغانستان وغيرها.
وقال الرئيس أردوغان إن تركيا “لا تستطيع التعامل” مع هذا العدد الكبير من اللاجئين.
يريد كل من أردوغان ومنافسه كليجدار أوغلو “تطبيع” العلاقات مع سوريا لإعادة اللاجئين إليها.
لكن هذا يعني عودتهم للعيش في ظل نظام الرئيس بشار الأسد “الاستبدادي”.
ونقلت وسائل الإعلام التركية هذا الشهر عن كليجدار أوغلو قوله “سأعيد جميع اللاجئين إلى الوطن بمجرد انتخابي رئيساً”، كما هدد بالانسحاب من اتفاق أنقرة مع الاتحاد الأوروبي الذي بموجبه وافقت بلاده على استضافة ملايين اللاجئين من سوريا، ومنعهم من العبور إلى دول الاتحاد الأوروبي طلباً للجوء.
يقول كليجدار أوغلو إن الاتحاد الأوروبي لم يفِ من جانبه بوعوده في الاتفاقية.
كيف يمكن أن تتغير علاقات تركيا مع الغرب؟
منذ تأسيس الجمهورية التركية في عام 1923، كانت تقليدياً حليفة للقوى الغربية .
تمتلك تركيا أحد أكبر الجيوش في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو التحالف الدفاعي للغرب. كما تقدمت بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
لكن الرئيس أردوغان دائماً ما يصف الدول الغربية بأنها “إمبريالية” أو “غير عادلة”، وتحت زعامته، عمدت تركيا إلى تعميق العلاقات مع روسيا.
في عام 2019 ، اشترت أنقرة عدداً من أنظمة صواريخ الدفاع الجوي الروسية S-400.
ورداً على ذلك، منعت الولايات المتحدة تركيا من تطوير الكونسورتيوم الدولي للطائرة المقاتلة F-35.
كما عرقلت تركيا طلب السويد في الانضمام إلى الناتو الذي قدمته في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، قائلة إن السويد تؤوي أعداء الدولة التركية.
وإذا تم انتخاب كليجدار أوغلو رئيساً لتركيا، فسيركز على إصلاح العلاقات مع الدول الغربية، كما يقول غالب ديلاي من تشاتام هاوس (مركز أبحاث للشؤون الخارجية في لندن).
“ستكون له علاقات رسمية أكثر مع الغرب، كما ستكون السياسة الخارجية أقل شخصية مما كانت عليه في عهد الرئيس أردوغان، وستكون أكثر دبلوماسية”.
يقول كليجدار أوغلو إنه كرئيس، سيستأنف طلب تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وسيحرص على الامتثال لأحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في تركيا.
لكن من خلال التهديد بالانسحاب من الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي لاستضافة ملايين اللاجئين السوريين، أظهر استعداده لمواجهة القوى الغربية.
كيف يمكن أن تتغير سياسة تركيا تجاه حرب أوكرانيا؟
تحاول تركيا موازنة الدعم الذي تقدمه لروسيا وأوكرانيا منذ بداية الحرب، ورفضت فرض عقوبات غربية على روسيا، لكنها باعت طائرات مسيرة عسكرية من طراز بيرقدار لأوكرانيا.
عملت تركيا أيضاً كوسيط في صفقة تجارية سمحت من خلالها بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود إلى بقية العالم.
إذا أصبح كليجدار أوغلو رئيساً، فقد يكون أقل دعماً لروسيا، كما يقول حمد الله بايكار من جامعة إكستر في المملكة المتحدة.
ويضيف: “لن يكون لديه مثل هذه العلاقة العميقة، ولكن لن يكون له أعداء مع روسيا أيضاً”.
كيف يمكن أن تتغير علاقات تركيا مع دول الشرق الأوسط؟
منذ عام 2008 ، أرسلت تركيا قواتها المسلحة للانخراط في الصراعات الدائرة في كل من العراق وسوريا وليبيا.
في ليبيا، تدعم قواتها حكومة الوحدة الوطنية – المتمركزة في العاصمة طرابلس – ضد قوات شرق البلاد بقيادة اللواء خليفة حفتر.
تقول الدكتورة بيغوم زورلو من جامعة سيتي في لندن: “لدى تركيا مصالح تجارية طويلة الأمد في ليبيا وتريد أن ترى البلد في حالة استقرار”.
وتشتبه الحكومة التركية في أن وحدات حماية الشعب تدعم حزب العمال الكردستاني.
أثار هذا غضب الولايات المتحدة، التي تعتبر وحدات حماية الشعب أحد حلفائها الرئيسيين في سوريا، وتعارض نظام الرئيس بشار الأسد.
يقول كليجدار أوغلو إنه كرئيس، سيتبنى سياسة “عدم التدخل” بالخارج.
ولكن، ليس من الواضح ما إذا كان سيسحب القوات التركية من العراق أو سوريا أو ليبيا.
تقول زورلو: “هناك الكثير من القوميين في تحالف المعارضة بقيادة كليجدار أوغلو الذين سيعارضون ذلك”.
كيف يمكن أن تتغير علاقات تركيا مع الصين؟
تدور علاقة تركيا مع الصين حول التجارة والتمويل.
وانضمت إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية لتحسين العلاقات التجارية وحصلت على قروض من الصين.
وكانت الصين قد زودت تركيا بأول لقاحات كوفيد-19 خلال الوباء.
كانت إدارة أردوغان حريصة على عدم إثارة غضب الحكومة الصينية والتزمت الصمت بشأن قمع الصين المزعوم لأقلية الإيغور المسلمين، على الرغم من أنه يُحسبون على الأتراك.
يقول كليجدار أوغلو إنه بصفته رئيساً، كان سيتحدث حول هذه القضية مع حكومة الصين.
لكن حمد الله بايكار من جامعة إكستر في المملكة المتحدة يقول: “الآن، يتحدث كليجدار أوغلو بصوت عال ٍعن الإيغور، لكنه ربما يهدأ ما أن يصل إلى السلطة”.
هل ستتغير سياسة تركيا الخارجية لـ “القوة الناعمة” في إفريقيا؟
على مدار العشرين عاماً الماضية، أنشأت تركيا سفارات جديدة في عشرات الدول الإفريقية.
لقد استخدمت قوتها الناعمة هناك، حيث أقامت مدارس في جميع أنحاء القارة وقدمت منحاً دراسية للأفارقة للدراسة في تركيا.
كما باعت العديد من تلك الدول معدات عسكرية دفاعية كالطائرات المسيرة.
وتقول زورلو إن حكومة أردوغان كانت نشطة في إفريقيا لأنه يحاول تعزيز مكانة تركيا كبطل للدول الفقيرة.
وتقول: “كان الرئيس أردوغان يحاول تشكيل تحالف من الدول التي تشعر بأن الغرب قد تخلى عنهم”.
لكنها تضيف أنه من المرجح أن تظل سياسة تركيا تجاه إفريقيا كما هي حتى لو تغيرت الرئاسة.