متحف في قلب كلية علوم التربية بالرباط يصون تاريخ “تعلّم الأجداد للعلوم”

متحفٌ مهتم بتاريخ “الموروث التربوي”، بزغ من قلب كلية علوم التربية بالرباط وفتح أبوابه، ضاما أدوات ديداكتيكية لتدريس العلوم بالمغرب منذ القرن التاسع عشر، مع التعريف بموروث الكلية على وجه الخصوص أرشيفا وأفلاما وثائقية وتسجيلات ووسائل ديداكتيكية ومخطوطات.
وتروم هذه المؤسسة المتحفية الجديدة “المخصصة للتربية والديداكتيك” توثيق وتعزيز ونشر “المعرفة والممارسات المتعلقة بالتربية والممارسات الديداكتيكية الحالية والمستقبلية، التي تمثل موروثا خاصا لكلية علوم التربية، وربما لمؤسسات أكاديمية مماثلة أخرى”.
هذا المتحف، المفتتح بحضور وزير التعليم العالي وأمين سر أكاديمية المملكة المغربية ومدير كلية علوم التربية، يضم فضاء خاصا بالأطفال لاستقبال التلاميذ. كما يوفر أيضا “جولة افتراضية” رقمية.
فضاء العرض، الذي أشرف عليه فريق عمل متعدد التخصصات ويضم أساتذة باحثين ومتخصصين في المجال وطلبة الكلية، يقدّم وينشر “تاريخ والأحداث الجارية للديناميات التربوية والديداكتيكية للكلية” ويصون “التقاليد والممارسات والأدوات الديداكتيكية التي تشكل أجزاء فريدة والمعرضة للخطر بالكلية”. كما يحفظ هذا الفضاء ويقتني “العناصر المهمة المتعلقة بالتربية والديداكتيك والمجالات ذات الصلة”، ليسمح لطلبة وأساتذة الكلية والمهتمين بـ”اكتشاف وإعادة الاعتبار لأهمية التربية والتكوين في تنمية بلادنا”.
عبد اللطيف كداي، عميد كلية علوم التربية، قال إن هذا المتحف جاء في ظرف الاحتفاء بالذكرى الأربعين لتأسيس الكلية، وأضاف: “كان لنا رصيد لا بأس به، من وسائل التدريس القديمة، منذ نهاية القرن التاسع عشر، وكانت مركونة، وللأسف ضاع بعضها. ولحسن الحظ لنا أستاذة متخصصة في المتاحف هي ليلى بلحاج، التي اشتغلت مع فريق، للترتيب والتنظيم والاشتغال على تاريخ وسائل التدريس هذه، خاصة في مجال تدريس العلوم”.
وهكذا “صفف الرصيد، وحددت العلائق الموجودة بينه، لحفظ ذاكرة الكلية. ونطمح إلى أن يصير متحفا وطنيا يضم تحفا ترتبط بمناهج التدريس القديمة”، مع حديث العميد عن مشروع جارٍ لوضع مكوّنات المتحف في فضاء أكبر بالكلية، يكون خاصا به.
ويخصّص المتحف جزءا من محطاته للتعريف بالشخصيات التي ساهمت في تطوّر تاريخ العلوم، من الإغريق والعرب وغيرهم، يستنطَقون عبر صور افتراضية؛ “لأنهم كانوا أساس المعرفة الحالية، وتطور العلم”. وفي هذا الإطار، ذكر كداي شعبة تكنولوجيا التربية والابتكار البيداغوجي وطلبتها الذين اشتغلوا بإشراف أساتذتهم لـ”توظيف التقنيات الحديثة في المتحف؛ بتوفير خدمات مهمة من بينها الزيارة ثلاثية الأبعاد”.
ومن المرتقب أن ينفتح متحف كلية علوم التربية بالرباط “على الطلبة والباحثين والتلاميذ أيضا”. كما من المقرر أن تجمعه شراكة بالمؤسسة الوطنية للمتاحف لـ”الاستفادة من خبراتها”؛ حتى يعرّف بـ”كيف درس آباؤنا وأجدادنا التخصصات العلمية وغيرها”.