أخبار العالم

الطاقات المتجددة تنمي جهة كلميم.. والعداء الجزائري مؤسف وهدّام



قالت مباركة بوعيدة، رئيسة مجلس جهة كلميم واد نون، إن واقع الجهة يواجه “تحديات تنموية كبيرة”، واصفة نسبة البطالة المرتفعة “التي تعدّ من أعلى نِسَب البطالة بين جهات المملكة (18.9%)” بـ”الهاجس الأول في مشروع التنمية الجهوي”.

وأقرّت بوعيدة، التي ترأس أيضا “جمعية جهات المغرب”، خلال حلولها ضيفة على برنامج “لقاء هسبريس”، بتدهور أغلب المؤشرات الاجتماعية، قائلة: “لا ننسى أن نسبة الفقر جد مهمة داخل جهة كلميم–واد نون”، قبل أن تستدرك: “لكن لا ننسى أيضاً أن الناتج الخام الإجمالي للجهة في السنوات الأخيرة منذ 2019 بدأ الارتفاع ليدخُل ضمن مراتب الجهات الخَمْس الأولى بالمغرب. كما ارتفعت نسبة النمو الاقتصادي بالجهة لتصل إلى 9.1 في المائة؛ وبالتالي فإن هناك مؤشرات إيجابية ومؤشرات سلبية”.

رهانات التنمية بالجهة

تابعت المسؤولة ذاتها شارحة: “هنا يكمن رهان الجهة. يجب أن نبحث عن حلول جذرية لإشكالية البطالة رغم أنها إشكالية موسَّعة مثلا…”، وزادت: “جهة كلميم واد نون يجب أن تدخُل غمار التنمية بطريقة أخرى؛ عبر التصور الإستراتيجي الكبير. وقد تم وضع الأسس الكبرى للتنمية داخل الجهة بعدما كانت لديها ميزانية جد ضعيفة؛ إلا أنه منذ 2016 تاريخ توقيع برامج التنمية المندمجة للجهات الجنوبية الثلاث دخلنا مرحلة التنمية بالموازاة مع إطلاق نموذج تنموي خاص بالأقاليم الجنوبية للمملكة”.

وفسرت بوعيدة “تخلُّف” الجهة التي ترأسها عن “ركب التنمية في أقاليم الصحراء المغربية” بالقول إن “الميزانية المرصودة كانت جد ضعيفة قبل عام 2016″، مضيفة: “تخلّفْنا تنمويا عن جهتيْ العيون والداخلة بالخصوص بسبب الصراعات السياسية الداخلية والبيْنية”، وزادت باعثة رسالتها بوضوح: “كفانا من الصراعات السياسية والوقت الضائع…”.

ولم تتوان رئيسة الجهة في اعتبار أن “التطاحن عطَّلَ مشاريع تنموية ملكية تم تأجيل تنزيلها بسبب صراعات سياسية في الفترة السابقة؛ قبل أن يتم تدخُّل الدولة ومفاوضات عسيرة أفضت إلى حل متوافق عليه”.

“في 2019 بدأت عجلة التنمية فعلياً، إلا أننا شهدنا ثلاث سنوات من التعثر عكس الجهات الأخرى، التي نرى التنمية بها، ونريد لكلميم واد نون أن تراها كذلك”، تقول بوعيدة، مردفة: “اكتمال إنجاز الطريق السيار/السريع لم يتبق له سوى 18 شهرا، وسيكون له أثر إيجابي كبير على جهتنا”.

كما استحضرت المتحدثة أن برامج تنموية متعثرة وجدت طريقها، مثل “مطار كلميم الدولي بمعايير عالمية، وتحويل المستشفى الجهوي إلى جامعي، مع إقرار كلية الطب داخل الجهة… والربط بين القرى والأقاليم وتقليص الفوارق”، مبرزة أن “الرهان الأكبر اليوم من خلال اشتغال يومي هو مدى قدرة الجهة ومجلسها على إنجاز هذه المشاريع”.

مشروع طموح نراهن عليه

في سياق متصل، تحدثت بوعيدة، في حوارها مع هسبريس، عن المشاريع التنموية بالجهة، وأبرزها مشروع الربط الكهربائي البحري بين المغرب وبريطانيا، ومشاريع “الهيدروجين الأخضر” في بوابة الصحراء المغربية.

مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا عبر أطول ‘كابل بحري’ وصفته ضيفة “لقاء هسبريس” بـ”المشروع الطموح ذي المصداقية، الذي يتوفر على نقطة انطلاق من طانطان”، موضحة أن “وضع المخطط التنموي الجهوي أبان عن مؤهلات ريحية وشمسية كبيرة تسمح باستقطاب استثمارات كبرى في مجال الطاقات المتجددة، باعتباره توجها ملكيا”.

“الجهة لا يمكن أن تبقى شريكاً سلبياً لاستقطاب هذه الاستثمارات، بل دورها أن تكون شريكا فعّالا لوضع صورة قوية للجهة وما يمكن أن يعود بالنفع عليها”، تشدد بوعيدة، مستطردة: “المشروع في الطريق الصحيح ونراهن عليه في جهتنا لكسب تموقع جديد وتوفير لفرص الشغل لفائدة الشباب”.

مشاريع الطاقات المتجددة

“عدد من الشركات الدولية عبّرت عن اهتمامها ومبادراتها من أجل إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقاليم جهة كلميم، ورحّبْنا بها للنقاش والتفاوض مع هذه الشركات لكسب تموقع الجهة في الهيدروجين الأخضر”، تكشف مباركة بوعيدة لـ هسبريس، مشددة على “أنْ تستفيد الجهة من منظومة الطاقات المتجددة: لاسيما عبر النجاعة الطاقية وتخفيض كلفة الطاقة داخل الجهة وبالنسبة للساكنة”.

وأضافت المسؤولة ذاتها: “ضمن المنظومة الجديدة نفسها هناك محطات تحلية المياه، وهو مشروع كبير صادقنا عليه في يوليوز 2021 ضمن العقد–البرنامج بغلاف 5.5 ملايير درهم؛ وتتضمن محطة تحلية مياه بطانطان من أجل مساحة سقي فلاحية، وثانية بالشاطئ الأبيض من أجل ماء صالح للشرب. كما بدأ الاشتغال في محطة سيدي إفني، وإنشاء محطات في إطار اتفاقيات عام/خاص…كما نريد من منظومة الطاقات المتجددة أن تمكّننا من خلق فرص الشغل؛ أي إنتاج محلي للآليات التي تتطلبها مشاريع الهيدروجين وغيرها، مع تكوين كفاءات شبابية في مهن مؤهلة”.

العداء الجزائري هدّام

عن استمرار العداء الجزائري الواضح خلال “كان الفتيان 2023” واستغلاله في مجال التنافس الرياضي، علّقت بوعيدة بأنه “مؤسف للغاية”، وتابعت: “للأسف، ما يقع بالجزائر والفكر المتجاهل لواقع الصحراء المغربية وواقع المنطقة برمتها هو فكر يهدم أكثر مما يبني…والمكتسبات والمجهودات التنموية والإنجازات الكروية تحرّك الخصوم المصطادين في مياه عكِرة”.

وختمت ضيفة اللقاء بأن “استقرار المغرب يجب فهمُه في إطار استقرار المنطقة المغاربية عامة”، متأسفة لأنه “كان بإمكان الجزائر أن تكون شريكا أساسياً لبلادنا بحكم الجوار والثقافة المشتركة… إلا أن ما يجري يخلق الكراهية وتجاوَزَ النهج السياسي وبدأ يعشش في أذهان الشعب، وهنا مكمن الخطورة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى