منوعات

وسام صباغ: نضع أيدينا في الدراما على الوجع



بيروت: هدى الأسير
وسام صباغ، واحد من أسماء الدراما اللبنانية التي صمدت رغم كل الظروف التي مرّت بها، تألّق في الموسم الرمضاني المنصرم، وتفوّق على نفسه بأداء شخصيتين مختلفتين في مسلسلي «للموت»، و«وأخيراً»، وأثبت قدرته التراجيدية التي خرج فيها من إطار الأدوار الكوميدية التي نجح فيها سابقاً..

* هل كنت تتوقع أن يتفوق «للموت 3»؟

– ثقتي وإيماني بالكاتبة ندين جابر كبيرة جداً، فهي تعيش دائماً حالة قلق وتوتر، لأنها أحبّت المسلسل واجتهدت كل لحظة من أجل نجاحه، خصوصاً بعدما أمضت نحو شهرين خلال الصيف وقبل كتابة الجزء الثالث تفكر بالمنحى الذي ستأخذه الشخصيات، وكيف ستكون الأحداث تصاعدية، وقد احتاج منها الأمر جلسات عمل مطوّلة مع صنّاع العمل ومخرجه.. وهنا لا يفوتني التنويه بعمل المنتجة المنفذة، جويل بيطار، التي لم تأل جهداً لإنجاح العمل، وكانت فكرة نقل الأحداث إلى بلد جديد، وإدخال شخصيات جديدة وأمور لافتة، ضرب ذكاء منها لتغيير قواعد اللعبة، وجاء وجود ورد الخال بشخصية كارما، ليُضفي حالة من التشويق على العمل، بالإضافة لأخذها شخصياتنا إلى أماكن جديدة، فمن كان يتوقع أن ينتقل محمود الإنسان الفقير، الغارق في وجعه ووجع الناس، باتجاه البرلمان، وهذا ضرب ذكاء يُحسب لها…

* هل يُعقل أن يصل مثل هذا الإنسان غير المدعوم إلى السلطة؟

– من قال أن هذا الأمر لم يحصل واقعاً؟ وخصوصاً في الانتخابات اللبنانية الأخيرة التي خرقت فيها مجموعة من الشباب المثقفين، ممن يملكون آمالاً في التغيير، البرلمان، وهكذا نجد أن الكاتبة لا تزال على أرض الواقع، ولم تتحدّث بالمستحيل.

* كم كانت شخصية «محمود» فشّة خلق بالنسبة لك؟

– أقول إنه كان الشخصية الأقرب إلى قلبي من الموسم الأول، لأنه حمل قضية شعب كامل، وشباب يعيشون في مهب الريح، في ظل دولة لا تؤمِّن الحد الأدنى من متطلبات العيش لمواطنيها، فعندما يتخرجون في الجامعات لا يجدون فرص عمل، وعندما يمرض أهاليهم لا يجدون من يساعدهم في علاجهم.. محمود حمل شعارات الناس في المسلسل ووضع إصبعه على الجرح عندما قال إن المشكلة ليست في قلّة المال، بل بكثرة «الحرامية».

* هل تعتقد أن الأعمال الدرامية تساهم في إيجاد الحلول؟

– في الدراما نضع أيدينا على الوجع، ونضيء على الخلل، نعمل على بث الوعي، والتمرّد على الواقع السيئ، هي نوع من أنواع المعالجة غير المباشرة من خلال هذه الأمور، ولكنها ليست عصا سحرية، فالأمر يحتاج لبعض الوقت.

* هل نقلك هذا العمل إلى مكان آخر تغيرت فيه خياراتك؟

– بالتأكيد، خصوصاً وأني أعطيت الخط الدرامي فيه من كل قلبي، لدرجة سمعت فيها البعض يعاتبني أني أطلت في العمل الكوميدي، بالإضافة لثناء أساتذة التمثيل الذين جمعتني بهم مشاهد من المسلسل مثل الكبير أحمد الزين، الفنانة رندة كعدي، ختام اللحام، الأمر الذي يحفزني للعطاء أكثر، خصوصاً أن طموحاتي كبيرة جداً.

* هل هجرت الكوميديا؟

– كيف يُمكن أن نأكل من طبخة غير جاهزة، هذه الطبخة لطالما كان صعباً تحضيرها، بدءاً من الكتابة إلى التمثيل، وإذا وجدت عملاً جيداً في مجالها لن أتوانى عن قبوله.

* ما هو الدور الذي تتمناه، ولم يصلك بعد؟
أي دور فيه تحد وعمل، فيه تنوع، لأن هذا ما يُميز ممثلاً عن آخر… لذلك كان لا بُدّ وأن أنتقل، وقد انتقلت، من الكوميديا إلى التراجيديا، وأتمنى أن أقدّم أدواراً متنوعة.

* ألم تجد صعوبة في العمل بشكل متوازٍ على شخصيتين مختلفتين؟

– أبداً، فأنا عندما أدخل بالشخصية أصبح في حالة انصهار معها، وعندما أنتهي من أدائها، سواء على المسرح، أو في التلفزيون، أعود إلى حياتي وشخصيتي، وهذا ما تعلمناه وتدربنا عليه عملياً.

* هل أنت مع أم ضد الموضة الفنية؟

– لا أجد أن هناك قاعدة محدّدة في هذا الموضوع، وفي الدراما العربية كل شيء موجود، ولا شيء يدوم.

* هل تعتبر أن المنصّات ستسحب البساط من المحطات التلفزيونية؟

– مهما حصل سيبقى للتلفزيون رونقه، بدليل وجوده في أمريكا، ولا تنسي أن الأجيال الكبيرة لم تنخرط في أجواء المنصّات.

* رهانك على الدراما في سنوات القحط أثمر اليوم، هل أنت متفائل بغدها؟

– من يراقب التطور السريع للدراما اللبنانية منذ عشر سنوات لا بُدّ وأن يتفاءل بوجود شركتين من أضخم شركات الإنتاج في لبنان والتي تنتج كل منهما عشرات الأعمال كل عام.

* كأستاذ أكاديمي، هل تُفضّل أن يعتمد الممثل على أساس أكاديمي، أم أنَّ الموهبة والخبرة تكفيان؟

– الدراسة الأكاديمية ضرورية لصاحب الموهبة، إذا قرّر صاحب الموهبة أن يكون التمثيل مهنة حياته، لأن الفن عظيم وله تاريخ وأصول ومدارس، ونحن لا نتعلم التمثيل فقط، بل نتعلم التحليل، علم النفس، التعبير الجسماني، أبعاد الشخصية، التعابير الصوتية، وأمور كثيرة قد لا يعرفها من جاء من عالم الجمال، أو من عوالم أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى