بهذه الطريقة.. انتحر أشهر مساعدي هتلر قبل 78 عاماً
يصنف قائد فرق الإس إس (SS) هنريش هملر (Heinrich Himmler) كواحد من أبرز وجوه النظام النازي حيث يرتبط اسم الأخير بشكل وثيق بالهولوكوست ومعسكرات الموت.
إلى ذلك، درس هملر، المولود يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 1900، بمجال الزراعة بالجامعة قبل أن يلتحق بالحزب النازي عام 1923، وسنة 1929، عيّن هملر قائدا لقوات الأس أس.
وخلال 16 عاما، جعل الأخير من الشتوتزشتافل (Schutzstaffel)، أي الأس أس، فرقة مسلحة ذات مكانة هامة بألمانيا، فمع استلامه لمهامه، تكونت الأس أس من حوالي 290 عنصر فقط. وبأوج عطائها أثناء فترة هملر، بلغ تعداد الشتوتزشتافل حوالي مليون عنصر توزعوا بمناطق عديدة من أوروبا وأداروا شؤون معسكرات الموت.
أبرز شخصية مطاردة
قبيل فترة وجيزة من انتحاره، أمر أدولف هتلر بتجريد هنريش هملر من جميع رتبه وإعدامه عقب توجيه تهمة الخيانة له بسبب فتحه لقنوات اتصال سرية مع الأميركيين والبريطانيين، بوساطة سويدية، للخروج من الحرب العالمية الثانية. ومنذ مطلع شهر أيار/مايو 1945، فقد هملر دعم أصدقائه السابقين بالحزب النازي الذين اتجهوا للتخلي عنه وتجاهله.
يوم 8 أيار/مايو 1945، وقّع الفيلد مارشال فيلهلم كايتل (Wilhelm Keitel) وثيقة استسلام ألمانيا معلنا بذلك نهاية الحرب العالمية الثانية على الساحة الأوروبية. ومع التأكد من انتحار كل من أدولف هتلر ووزير الدعاية السابق جوزيف غوبلز واعتقال كل من قائد سلاح الجو الألماني ومؤسس الغيستابو (Gestapo) هرمان غورينغ (Hermann Göring) ووزير التصنيع الحربي ألبرت شبير (Albert Speer)، تحول هنريش هملر لأبرز شخصية مطاردة من قبل الحلفاء الذين حاولوا العثور عليه عقب اختفائه المفاجئ.
فحوصات طبية وانتحار
وفي خضم هذه الأحداث، تزود هنريش هملر بوثيقة هوية مزورة وحمل اسم الملازم هنريش هيزنغر (Heinrich Hizinger) قبل أن يفر رفقة عدد من زملائه لوجهة غير محددة. ويوم 11 أيار/مايو 1945، حلّ الأخير بمنطقة فريدريشسكوك (Friedrichskoog) قبل أن ينتقل نحو نويهاوس (Neuhaus) بساكسونيا السفلى. ويوم 21 أيار/مايو من العام نفسه، ضبط هملر رفقة اثنين من مساعديه عند أحد الحواجز البريطانية ببرمرفورده (Bremervörde) قبل أن ينقل خلال اليومين التاليين نحو مركز اعتقال بريطاني بلونبرغ (Lüneburg).
وأثناء التحقيق معه، أثار هملر شكوك البريطانيين بسبب احتواء صك هويته على طابع اعتمده جنود فرق الأس أس الفارين.
مع بداية التحقيق معه من قبل الكابتن البريطاني توماس سيلفستر (Thomas Selvester)، كشف هنريش هملر عن هويته الحقيقية. وعلى إثر ذلك، نقل هملر نحو مركز الجيش البريطاني الثاني لتفتيشه وإجراء فحوصات طبية عليه.
ومع بداية الفحص الطبي، حاول الطبيب وضع اصبعه بفم هملر، وعقب محاولات فاشلة لثني الطبيب عن ذلك، عض هملر بأسنانه كبسولة سم سيانيد، كان قد خبأها في وقت سابق بفمه، قبل أن يسقط على الأرض.
وعلى الفور، باشر الأطباء البريطانيون بتقديم الإسعافات الأولية لهملر الذي فارق الحياة بعد نحو 15 دقيقة، وعقب هذه الحادثة، توفي قائد فرق الأس أس عن عمر ناهز 44 عاما. وبالساعات التالية، تكفل البريطانيون بدفن جثته بموقع مجهول قرب لونبرغ.