أخبار العالم

مع بداية الهدنة.. السودانيون يتحسرون على دمار عاصمتهم



وبحسرة كبيرة يقول يوسف لموقع سكاي نيوز عربية إن الدمار طال كل مكان وأحدث تغييرا كبيرا في وجه العاصمة؛ ويوضح “الشوارع والكثير من البنايات السكنية والمستشفيات تحطمت وأحرقت”.

وفي الواقع، طال الدمار أكثر من 40 في المئة من وسط الخرطوم وأجزاء كبيرة من المناطق التجارية والخدمية والسكنية في مدينتي أم درمان والخرطوم بحري والكثير من المعالم المهمة التي شكلت ملامح وجه العاصمة لمئات السنين.

 ويشير يوسف البالغ من العمر أكثر من 60 عاما إلى أن حجم الدمار الهائل هذا ربما يبقى في ذاكرة الأطفال لعقود طويلة من الزمان، إذ ستستغرق عمليات إعادة البناء الكثير من الوقت والمال، وهو ما سيزيد من معاناة الناس في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد حاليا.

كلفة اقتصادية عالية

يقدر اقتصاديون التكلفة المادية اللازمة لإعادة بناء ما دمرته الحرب بأكثر من 10 مليارات دولار. ويقول الخبير الاقتصادي محمد شيخون لموقع سكاي نيوز عربية إن التكلفة الاقتصادية للحرب ستكون عالية جدا، وستنعكس سلبا على الاقتصاد السوداني المتهك أصلا.

ومنذ اندلاع القتال في الخامس عشر من أبريل كانت قطاعات الخدمات والصناعة والبنوك الأكثر تاثرا بالقصف العشوائي الذي طال كل شيء تقريبا.

 ووفقا لإحصاءات أولية فقد تعرض أكثر من 90 في المئة من المصانع العاملة في الخرطوم لتخريب كلي أو جزئي، كما نهبت العديد من مخازن السلع الغذائية، مما سيؤدي إلى نقص هائل في الإمدادات اليومية.

وتشهد أكثر من 60 في المئة من مناطق العاصمة شحا كبيرا في إمدادات الكهرباء والمياه بعد ان دمر القتال الكثير من المنشآت والشبكات الرئيسية، وما زالت العديد من مناطق العاصمة تعيش في ظلام دامس وتوقف كامل لإمدادات المياه منذ الاسبوع الاول من بدء القتال.

وفي ظل الفوضى الواسعة التي صاحبت القتال، تعرض نحو 100 فرع من أفرع المصارف العاملة في البلاد للنهب والحرق والتدمير الكامل، مما أثار مخاوف كبيرة على سلامة ودائع الأفراد والمؤسسات.

آثار نفسية

يحذر مراقبون من الآثار النفسية السيئة التي ستنجم عن حجم الدمار الهائل على بنية العاصمة. ووفقا للكاتب الصحفي مصعب برير، فإن الخسائر التي ألحقتها الحرب في الأرواح والبنيات التحتية ستفرز تداعيات خطيرة على المواطن البسيط الذي فقد ممتلكاته.

 ويضيف “هذا الدمار يشكل ضغطا نفسيا هائلا على الأفراد والأسر والأطفال، ويفرز بيئة محتقنه وأعصاب مشدودة، فقد صارت الحالة النفسية للأغلبية أقرب للانفجار، الأمر الذي يتطلب إرشادا نفسيا للمساعدة الناس على مقاومة هذه الضغوط الناشئة والقابلة للانفجار واعانتهم للسيطرة عليها”. 



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى