“انتعاشة مؤقتة” .. التساقطات الثلجية تعزز المياه الجوفية في المناطق الجبلية
أنعشت التساقطات الثلجية التي عرفتها مجموعة من المناطق الجبلية منسوب الفرشة المائية الباطنية التي تضررت كثيرا هذه السنة، جراء استفحال ظاهرة الجفاف التي عمقت مستويات الإجهاد المائي بالمملكة.
وعرفت مناطق الأطلس الكبير والصغير، خلال الأيام الماضية، كميات مهمة من الثلوج التي أعادت الحياة إلى الينابيع التي جفّت مياهها؛ الأمر الذي أثار استحسان الفلاحين الذين يستعملون “العيون المائية” لسقي الأراضي الزراعية.
وتركزت التساقطات الثلجية بالأطلس الكبير على وجه التحديد، في مشهد غير مألوف بالنسبة إلى الساكنة القروية التي لم تعتد على هذه المناظر الشتوية خلال فصل الصيف، على اعتبار أن درجات الحرارة كانت مرتفعة خلال الأسابيع الماضية؛ لكن سرعان ما انخفضت من جديد مع تساقط الثلوج.
ولن يكون لهذه التساقطات المطرية والثلجية التأثير المطلوب على الموسم الفلاحي بسبب تأخر موعد هطولها؛ لكنها ستعود بالنفع على “الكسّابة” بالعالم الجبلي، من خلال توفير الكلأ للمواشي الموجهة للبيع في عيد الأضحى.
وتعاني القرى المغربية من إجهاد مائي غير مسبوق بفعل ندرة الأمطار، الأمر الذي أفضى إلى تراجع حقينة السدود الكبرى والمتوسطة؛ وهو ما يهدد بانقطاع المياه الصالحة للشرب عن المنازل خلال فصل الصيف، الذي ترتفع فيه درجات الحرارة.
في هذا الصدد، قال أيوب كرير، خبير مناخي، إن “التساقطات الثلجية من شأنها تقليل الضغط على الفرشة المائية المتضررة بالمناطق القروية؛ بالنظر إلى انعكاساتها الإيجابية على المياه الجوفية التي تعد أساس الزراعة المعيشية”.
وأضاف كرير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “العالم القروي عانى كثيرا من تبعات الجفاف في المواسم المنصرمة”، وزاد مستدركا: “الأمطار والثلوج الحالية ستنقذ الموسم الفلاحي بهذه المناطق؛ لأنها تعتمد على الزراعة المعيشية”.
واستطرد الخبير عينه بأن “ذوبان الثلوج سيوفر الكلأ للماشية؛ ما سيقلل من مصاريف العلف في الأسابيع المقبلة، لا سيما أن الفلاحين يراهنون على عيد الأضحى لتحقيق إيرادات مالية مهمة”.
وخلص كرير، في هذا الجانب، إلى أن “الثلوج لن تغير من واقع الإجهاد المائي الذي يعاني منه المغرب، خاصة المناطق الجنوبية؛ ذلك أن فوائدها مؤقتة فقط، حيث ترتبط أساسا بقطيع المواشي في الجبال”.