ندوة تلتمس صداقة الإعلام للمرأة بهدف بناء الصور الإيجابية ونبذ النمطية
نظمت وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، بشراكة مع السفارة الأردنية بالمغرب، اليوم الإثنين بالرباط، ندوة بعنوان “إعلام صديق للمرأة.. من أجل بناء صورة إيجابية بعيدة عن النمطية”، بحضور الوزيرة عواطف حيار، وسفيرة المملكة الهاشمية بالمغرب؛ إضافة إلى ممثلين عن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، وفاعلين في الحقلين الحقوقي والإعلامي.
ويندرج تنظيم هذه الندوة، حسب الجهات المنظمة، في إطار تنفيذ التوجيهات السامية للملك محمد السادس للنهوض بحقوق وأوضاع المرأة، وتفعيل مضامين البرنامج الحكومي والإستراتيجية الجديدة لوزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة “جسر 2022/2026″، لاسيما في الشق المتعلق منها بالتعبئة المجتمعية من أجل المساواة.
وفي كلمتها بالمناسبة، قالت الوزيرة عواطف حيار إن “المغرب يواصل تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ترصيد مختلف إنجازاته من أجل التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، وترسيخ مبادئ الإنصاف والمساواة بين الجنسين؛ إضافة إلى النهوض بأوضاع النساء وتبويئهن المكانة اللائقة بهن كشريكات أساسيات في تنمية البلاد”.
وأضافت المسؤولة الحكومية ذاتها أن “الإصلاحات التشريعية التي عرفتها الترسانة القانونية بالمغرب مكنت من تحقيق طفرة نوعية في مجال مناهضة التمييز ضد المرأة وضمان استقلالها ومشاركتها في الحياة الاجتماعية والسياسية”.
وشددت حيار على أن “الحكومة اشتغلت بناء على مخرجات النموذج التنموي الجديد على بلورة إطار إستراتيجي للمساواة والمناصفة في أفق 2035″، مشيرة في الصدد ذاته إلى “الخطة الحكومية الثالثة 2023/2026 التي جعلت المرأة في صلب أولوياتها من خلال تمكينها اقتصاديا ومحاربة الصور النمطية المبنية على النوع، والنهوض بثقافة المساواة والمشاركة وخلق بيئة صديقة للمرأة”.
وفي هذا الصدد أشارت الوزيرة إلى ضرورة إيجاد “إعلام صديق للنساء انطلاقا من منظومة القيم الوطنية، مع الانفتاح على منظومات أخرى في إطار احترام الثوابت الجامعة للأمة المغربية”، مشددة على ضرورة “تضافر جهود كل مكونات المجتمع، بما فيها الإعلام، من أجل النهوض بمكانة المرأة وتقوية مشاركتها في الحياة العامة”.
من جهته أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بن سعيد، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه مصطفى أمدجار، مدير مديرية التواصل والعلاقات العامة بقطاع التواصل، على الحاجة إلى “اعتماد مقاربات جديدة في التعاطي مع موضوع الإعلام والمرأة، خاصة في السياق الرقمي، ولعل أبرزها تعزيز التربية الإعلامية كأداة ناجعة لاكتساب مهارات التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة”.
وأضاف بنسعيد في كلمته أن “جميع القطاعات العمومية والهيئات المهنية ووسائل الإعلام مدعوة إلى بلورة ميثاق جديد يجعل من الإعلام أداة بناءة لخدمة المجتمع عامة والمرأة على وجه الخصوص”، مذكرا في الوقت ذاته بجهود الوزارة في هذا الإطار، ةمن أبرزها إعداد “دليل مكافحة القوالب النمطية القائمة على التمييز على أساس النوع الاجتماعي في وسائل الإعلام بالمغرب”، لفائدة الصحافيين ومهنيي القطاع الإعلامي.
من جانبها نوهت جمانة غنيمات، سفيرة المملكة الأردنية الهاشمية بالمغرب، في بداية كلمتها، بالعلاقات الأخوية بين بلادها والمغرب، مشيرة إلى أن الرباط وعمان “شريكان في توفر إرادة سياسية قوية للنهوض بأوضاع المرأة والرغبة في تغيير أحوالها نحو الأفضل”.
وأشارت الدبلوماسية الأردنية، في سياق حديثها عن صورة المرأة في الإعلام، إلى “الدور الريادي للإعلام في قيادة الرأي العام باعتباره شريكا أساسيا في تحسين صورة المرأة في المجتمعات العربية”.
وشددت غنيمات على أن “تحقيق التنمية في أبعادها الشاملة رهين بتنمية أحوال المرأة وتحسين مشاركتها السياسية والاقتصادية”، مؤكدة في الوقت ذاته أن “المرأة المغربية والأردنية حققتا مكاسب مهمة”، وزادت مستدركة: “إلا أننا مازلنا بحاجة إلى المزيد من الجهود من أجل دعم وتعزيز مكانتها، وهذا لن تحقق إلا بوجود إعلام مهني صديق للمرأة”.