بوليوود: كيف لٌفقت تهمة الإتجار بالمخدرات للممثلة الناشئة كريسان بيريرا؟
- غيتا باندي
- بي بي سي نيوز، لدهي
يشبه ما حدث للممثلة الهندية الناشئة كريسان بيريرا الشهر الماضي قصة مثيرة لفيلم من أفلام بوليوود.
عندما سافرت الممثلة الشابة البالغة من العمر 27 عاما والتي لعبت دورين صغيرين في فيلمي Sadak2 و Batla House على متن طائرة من مدينة مومباي بغرب الهند متجهة إلى الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة في الأول من أبريل/نيسان الماضي، كان لديها آمال كبيرة.
يقول شقيقها كفين في تصريحات لـ بي بي سي إن كريسان ظنت أنها كانت ذاهبة إلى هناك لإجراء اختبار تمثيلي لدور رئيسي في مسلسل سوف يبث على منصة عرض دولية عبر شبكة الإنترنت.
لكن زيارتها للشارقة تحولت إلى كابوس بالنسبة لها ولأسرتها – فقد اعتقلت ووضعت قيد الحجز بعد أن تبين أنها كانت تحمل تذكارا معبئا بالمخدرات.
بعد ذلك بثلاثة أسابيع، أُطلق سراحها بعد أن اعتقلت شرطة مومباي رجلين واتهمتهما بتلفيق تهمة الإتجار بالمخدرات لكريسان. ويقول كفين إنها تنتظر حاليا استرداد جواز سفرها لكي تتمكن من العودة إلى الهند.
وصرح مسؤول بفرع مكافحة الجريمة التابع لشرطة مومباي لـ بي بي سي بأن رجلا ثالثا يشتبه في أنه كان مصدر تلك المخدرات أُلقي القبض عليه ووضع في الحجز.
يقول المسؤول: “لقد كانت عملية انتقام دبرها المتهم الرئيسي، وهو صاحب مخبز يدعى أنتوني بول، ونفذها بمساعدة صديقه الموظف بأحد البنوك، ويدعى راجيش دامودار بوبهاتي، والمعروف بأسماء مستعارة مثل رافي جاين وبراساد راو”.
ويضيف المسؤول أن التحقيق أظهر أن الرجلين كانا قد لفقا اتهامات لأربعة أشخاص آخرين في وقت سابق بطريقة مشابهة، وأن أحدهم – ويدعى كلايتون رودريغيز – لا يزال مسجونا في الشارقة.
ولم يعلق بول أو بوبهاتا على تلك المزاعم نظرا لكونهما مودعين في الحجز. لكن محامي بول، أجاي دوبي، نفى الاتهامات الموجهة إلى موكله ووصفها بأنها “باطلة تماما وتنطوي على سوء النية”، متهما بوبهاتا بأنه “خدع” موكله الذي قال إنه ليس له علاقة بالتذكار.
لكن سونال زوجة بوبهاتا أخبرت بي بي سي بأن بول هو الذي “دبر مكيدة” لزوجها.
قصة اتهام كريسان بتهريب المخدرات، كما يحكيها كفين، مليئة بالتفاصيل والتطورات المذهلة.
يقول كفين إن والدتهما بريميلا بيريرا تلقت رسالة في 23 مارس/آذار من رجل قال إنه كان قد قابلها في وقت سابق أثناء إحدى الفعاليات، وإنه سيمول مسلسلا سيبث عبر شبكة الإنترنت ويريد أن يعطي دورا فيه لابنتها.
“عندما التقت كريسان به، أخبرها بأنها يجب أن تسافر إلى دبي لإجراء اختبار تمثيل هناك، لكن تذكرة السفر التي أرسلها إليها كانت إلى الشارقة”.
يقول كفين أنه طلب من شقيقته “توخي الحذر لأننا نسمع عن الكثير من عمليات النصب والاحتيال”، لكنها “لم يخطر ببالها أي شكوك”.
“كانت تتأهب للاختبار وتشعر بإثارة كبيرة أمام هذه الفرصة الرائعة”.
يقول كفين إنها تلقت مكالمة هاتفية من نفس الرجل قبل بضع ساعات من موعد الرحلة يطلب فيها مقابلتها في المطار. وهناك، أعطاها تذكارا طلب منها توصيله إلى صديق له في الشارقة.
“هبطت طائرتها في الساعة 1:17 صباحا، واتصلت بوالدنا في حوالي الساعة الثانية لتخبره بأنها تعرضت للاحتيال. قالت إنه لم يكن هناك أحد بانتظارها في المطار، ولم يكن هناك حجز لغرفة فندقية باسمها. كما أخبرتنا كذلك عن التذكار”.
يقول كفين، الذي عمل في السابق لدى إحدى شركات الطيران إنه أدرك في تلك اللحظة أن شقيقته وقعت في مشكلة كبيرة.
“أخبرتها بأن تذهب فورا إلى شرطة المطار وتخبرها بكل شيء. وعلى مدى الأيام الـ 17 التالية، لم نتمكن من التواصل مع كريسان”.
تقدمت الأسرة بشكوى للشرطة بعد أيام قليلة، وأرسلت 15 رسالة بالبريد الإلكتروني إلى مسؤولين وجهات رسمية، مثل رئيس الوزراء ووزارة الشؤون الخارجية والقنصلية الهندية في الشارقة، لطلب المساعدة.
“وأخيرا أكدت لنا القنصلية الهندية أن كريسان مودعة في سجن الشارقة المركزي بتهمة حيازة المخدرات. عندما أجرينا بحثا على محرك غوغل، وجدنا أن عقوبة ذلك [في الإمارات] قد تصل إلى السجن 25 عاما بل وحتى الإعدام. أثار ذلك حالة من الذعر في بيتنا”.
بعد أسبوع من اعتقال كريسان، ازداد شعور أسرتها باليأس، ونشر كفين مناشدات بالمساعدة على تويتر وإنستغرام – وأخيرا حدثت انفراجة.
رد أربعة أشخاص على منشوره على إنستغرام قائلين إنهم تعرضوا لمحنة مشابهة. كتبوا جميعا أن شخصا يحمل نفس اسم الشخص الذي أعطى التذكار لكريسان أعطاهم هم أيضا أغراضا مشكوكا في أمرها وطلب منهم حملها معهم إلى الشرق الأوسط.
توجه كفين هو وأفراد من بعض أسر الضحايا الآخرين إلى الشرطة، وتولى فرع مكافحة الجريمة التحقيق في القضية.
تقول الشرطة إنه في الحالات الخمس جميعها، كان هناك “بعد شخصي”، وإن بول كان يعرف جميع ضحاياه، وإن الهدف من تلفيق التهم كان تصفية حسابات شخصية.
وتزعم الشرطة أن بول أخبرهم بأنه بدأ في التخطيط للانتقام قبل عام، بعد أن حدثت مشادة بينه وبين والدة كريسان بشأن كلاب ضالة.
وقالت أسرة كريسان إنهم ظنوا أن الواقعة قد انتهت وأصبحت طي النسيان، وأن كل شيء أصبح على ما يرام، وإنهم لم يكن لديهم أي فكرة عن أنه تم الإيقاع بابنتهم حتى يوم 24 أبريل/نيسان عندما أعلنت الشرطة اعتقال شخصين وتوجيه اتهامات لهما.
لكن بالنسبة للأسرة، لم ينته الكابوس بعد.
يقول كفين: “لطالما كنت أعرف أن شقيقتي بريئة وأن الحقيقة سوف تظهر، لكن لا تستطيعي أن تتخيلي العذاب النفسي والعاطفي الذي تعرضنا له. شقيقتي الآن خارج السجن، وهي آمنة، لكننا لا زلنا لا نعرف حتى الآن متى ستُغلق القضية ومتى ستعود إلى أرض الوطن”.
و يضيف كفين أن الواقعة أصابت كريسان بصدمة كبيرة.
“إنها في حالة من الصدمة، لا تستطيع أن تستوعب أن شخصا ما من الممكن أن يفعل بها شيئا كهذا. إننا نحاول التخفيف عنها وتشجيعها، لكن حتى تعود إلينا، لا أظن أن باستطاعتها هي أو أي منا تنفس الصعداء”.