خبير زراعي: الأرگان يحتاج حماية بالغة
أظهر المغرب في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا بشجرة الأرگان، التي باتت وسائل الإعلام الدولية تطلق عليها اسم “الشجرة المغربية”، لا سيما بعد مبادرته تقديم مشروع قرار لاعتماد يوم 10 ماي من كل سنة يوما عالميا للأرگان لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي شاركت 113 دولة عضوا في رعايته وتم تبنيه بالإجماع.
وفي 10 ماي الجاري خلّد المغرب هذا اليوم الأممي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، تحت شعار “التنمية السوسيو-اقتصادية واستدامة المجال الحيوي للأرگان”، وذلك بحضور وفد مغربي، فيما يحتفل في أكادير منذ 17 من الشهر ذاته إلى غاية أمس الأحد، بالنسخة الثانية للمعرض الدولي للأرگان.
وخلال حضوره بالمعرض، السبت، أكد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تخصيص 3.5 مليارات درهم في أفق سنة 2030 في مختلف حلقات سلسلة الإنتاج من أجل توسيع المساحات المغروسة والبحث العلمي والتشجير والتعريف بالمنتوج وتسويقه، ما يبرز رهانات المغرب على تحقيق تنمية مستدامة للمجال الحيوي للأرڭان.
وتؤكد الأمم المتحدة الأهمية التي وصفتها بـ”الكبرى” لشجرة الأرگان “نظرا لتعدد استخداماتها وبوصفها وسيلة من وسائل الكسب، فضلا عن دورها في زيادة المرونة وتحسين التكيف مع المناخ وتحقيق الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة-الاقتصادية والاجتماعية والبيئية-على المستوى المحلي”.
ورى الخبير الزراعي أحمد الهوتي أن الاهتمام بشجرة الأرگان المغربية التي تنمو بطريقة طبيعية على طول المحيط الأطلسي بين تانسيفت وكلميم واد نون، ذو أهمية قصوى، وذلك من أجل الحفاظ على مزاياها التي تتجاوز الاقتصادي والاجتماعي إلى ما هو ثقافي وهوياتي.
واعتبر الهوتي، ضمن تصريح لهسبريس، أن العناصر المتنوّعة التي تغني ثمرة الأرگان، من قشرتها الخارجية إلى القشرة الصلبة ثم النواة، فضلا عن استعمالاتها المتعدّدة، تضعها محط الاهتمام وطنياً ودولياً وتشجّع على تثمينها.
وأشار الخبير الزراعي ذاته إلى أن دعم مساحات إضافية لمغروسات الأرگان “مطلوب”، غير أنه عاد ليؤكد ضرورة الحفاظ على الأشجار المغروسة سلفاً من عدة تحدّيات تواجهها، من بينها الزحف العمراني والتدخل البشري كاستعمالها لإنتاج الفحم، ثم الرّعي الجائر للرّحل، لاسيما في جنوب المغرب.
وحث أحمد الهوتي على دعم التشريعات الوطنية بقوانين للحفاظ على شجرة الأرگان من جميع هذه المخاطر، مع إشراك ذوي الحقوق، ثم دعم التعاونيات المتخصّصة في إنتاج وتثمين الأرگان ومكوناته، التي تواجه، بحسبه، المنافسة من الشركات وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة.