ندوة تستحضر أدوار القيم داخل المجتمع

في إطار تفعيل أدوارها الرامية إلى تحصين الأسرة والمساهمة في التماسك المجتمعي، نظمت جمعية حماية الأسرة فرع شفشاون، مساء الجمعة المنصرم بمركب محمد السادس للثقافة والفنون والرياضة، ندوة وطنية تناولت موضوع “القيم رافعة أساسية لنجاعة السياسات العمومية”.

اللقاء أدارت وقائعه لطيفة بناني سميرس، رئيسة المكتب التنفيذي للجمعية، بحضور حنان قريش العلمي، الكاتبة المحلية للجمعية، وفعاليات حقوقية وجمعوية.

وعرفت الندوة تقديم عروض للأساتذة منير التيال، نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بشفشاون، الذي أبرز دور النيابة العامة في حماية النساء ضحايا العنف الأسري، ونعيمة بن يحيى التي تطرقت إلى الأسرة باعتبارها أساس المجتمع ومنطلق الإصلاح، وتناولت رحيمة الوزاني أدوار ومسؤوليات المجتمع المدني في زرع القيم والأخلاق، فيما انصبت مداخلة الحقوقي هشام استيتو على خصوصية القيم داخل النسيج الأسري المغربي.. فضلا عن تقديم عرض لممثلة وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي، ولطيبة البنيوي عضوة المكتب التنفيذي لجمعية حماية الأسرة.

وأبرزت المداخلات المقدمة قانونيا واجتماعيا أن التربية على القيم مسؤوليات متقاسمة تضطلع بها الأسرة في جانبها الأول، بالإضافة إلى المدرسة والمجتمع ووسائل الإعلام بمختلف منصاتها.. كما اعتبرت التربية على القيم رافعة أساسية لتنمية وتأهيل الرأسمال البشري للحفاظ على تماسك المجتمع.

وسجلت المداخلات أن مدونة الأسرة في حاجة إلى تعديل بعض مقتضياتها بما يتماشى مع قيمنا ومع ديننا الحنيف ومع خصوصيتنا الأسرية والمجتمعية، وجعل النساء بالتالي في منأى عن المعاناة المستمرة في جانب التعنيف، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية أو الاجتماعية، حيث بينت الإحصائيات تسجيل أرقام تصاعدية وصلت إلى 20 ألف حالة عنف سنة 2022، وهو مؤشر خطير يدعو إلى الكثير من القلق.

وخلصت العروض إلى أن موضوع القيم يظل دائم الراهنية وفي حاجة مستمرة إلى تعزيز المنظومة القيمة بكامل أبعادها الأخلاقية والسياسية والحقوقية والبيئية؛ فضلا عن تعزيز المناهج المدرسية والتكوينات، حيث أضحى كل هذا من الأولويات القصوى في سبيل بناء المجتمع والارتقاء بأدواره اليومية.