نتائج الانتخابات الجزئية دليل رضا المغاربة عن الحكومة
أجمع منتخبو حزب التجمع الوطني للأحرار بجهة بني ملال-خنيفرة على أن نتائج الانتخابات الجزئية، التي أجريت قبل أسبوعيْن في بني ملال، شكلت مِحَكّاً حقيقيا لتبيُّن مدى رضا المواطنين عن العمل السياسي والتجربة الحكومية الحالية التي يقود ائتلافها الحكومي حزب “الحمامة”.
“الانتخابات التشريعية الجزئية أبانت بالملموس والواقعي ثقة المواطنين بمنتخبينا الترابيين”، هكذا عبّر أكثر من مسؤول قيادي في الحزب، ضمن كلمات تخللت المحطة الرابعة من “منتدى المنتخبين الأحرار”، التي نُظمت بجهة بني ملال- خنيفرة السبت 20 ماي، منوّهين في هذا الصدد بتصدر حزبهم المشهد السياسي بالجهة والمدينة، بعد فوز المنسق الجهوي للحزب، عبد الرحيم الشطبي، بمقعد في مجلس النواب.
أوجار: “رسالة واضحة”
محمد أوجار، عضو المكتب السياسي للحزب، اعتبر أن “الحكومة تعمل على تنمية البلاد وفق التعليمات الملكية عبر إصلاحات تاريخية، خاصة فيما يتعلق بمجالات الرعاية الاجتماعية والصحة والتعليم والتشغيل..”. وخاطب منتخبي حزبه بالقول: “عليكم أن تتسَلحوا باليقظة والوعي، بلادنا تتعرض لمؤامرة كبيرة، وحزبُنا مستهدَف، والجميع شاهد كيف أساءت إلينا مجموعة داخل البرلمان الأوروبي عندما اتهمت المغرب بالتجسس عن طريق بيغاسوس”.
وبحضور رئيس الحزب ومنتخبيه، لم يتوان أوجار عن توجيه “نصائح”، قائلا: “عليكم أن تتجنبوا في علاقتكم مع المواطنين كل ما يسيء للحزب”، قبل أن يضيف “لحزب التجمع الوطني للأحرار تاريخ، وله مستقبل يصنعُه اليوم مناضلوه مع عزيز أخنوش”.
وأكد المسؤول التجمعي وجود “فرق شاسع بين ما يروج في العالم الافتراضي وبين ما يثبتُه الواقع، وهذا ما عكسه التصويت لصالح عبد الرحيم الشطبي خلال الانتخابات الجزئية الأخيرة ببني ملال”، وهو ما “يعني أن المغاربة يساندون عزيز أخنوش”، يضيف أوجار، الذي جدد التأكيد على هذه الخلاصة في تصريح أدلى به لهسبريس على هامش المنتدى.
وقال بهذا الخصوص: “نتائج انتخابات بني ملال الجزئية بعثت رسالة واضحة مفادها دعمُ المواطنين لتجربة “الأحرار” ترابيا ووطنياً، رغم موجة التحامل على الحكومة وعملها”.
وبخصوص موضوع البرلمان الأوروبي، أشار أوجار إلى “انتدابه لجنة للتحقيق، لم تنجح في أن تقدّم دليلا واحدا يورط المغرب فيما سمي بقضية بيغاسوس”، خاتماً كلامه بالتأكيد على أن حزب “الأحرار” سيكون له مستقبل، شريطة أن يتحلى منتخبوه بالسلوك والاستقامة، من خلال الإنصات والتجاوب مع المواطنات والمواطنين.
الشطبي: “دلالات واقعية”
من جهته، علّق عبد الرحيم الشطبي، المنسق الجهوي للحزب بالجهة نفسها، الذي فاز بالانتخابات الجزئية التي جرت في بني ملال قبل أسبوعين فقط من تنظيم “منتدى المنتخبين”، على هذه النتيجة قائلا إنها “تعكس دلالات قوية وعملا متواصلا مع المواطنين، وتعدّ مسؤولية وتكليفاً قبل أن تكون تشريفاً لمنتخبي الجهة”.
“منتدى المنتخبين الأحرار سيخرج بخلاصات كيفية التعامل مع المنتخَبين في السنوات القادمة بحول الله”، يتابع المسؤول الجهوي التجمعي، مشيرا، في تصريح خص به هسبريس على هامش اللقاء، إلى أن “المنتدى عرف نقاشا مثمراً ضمن 5 ورشات، ناقش خلالها 900 منتخب ومنتخبة، سواء من الجماعات الترابية أو الغرف المهنية أو مجلس الجهة، إشكاليات تنموية”.
الشطبي لم يفوت فرصة انعقاد الملتقى الجهوي لينوّه بمجهود وعمل المنتخبين “الأحرار” بجهة بني ملال، مشيرا إلى أن ذلك ساهم في تصدرهم نتائج الاقتراع الجزئي، بعدما حصدوا 17 ألفا و530 صوتاً بفارق بعيد عن أقرب منافسيهم (3 آلاف صوت).
وزاد شارحا لهسبريس: “هذا يعني أن علاقة ثقة كبيرة توجد فعليا بين المواطن والمنتخب”، مشددا على أن ذلك “يزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المنتخبين رغم أنه يشجّعنا أكثر على العمل لنكون في مستوى ثقة هؤلاء الذين وضعوا ثقتهم فينَا”.
“نحن كمسؤولين في البرلمان والجهة والحزب، يجب أن نبقى في الإنصات الدائم لمنتخَبِينا الذين بدورهم ينصتون لإكراهات وهموم الناخبين منحُوهم أصواتهم وثقتهم”، يؤكد المسؤول ذاته، مستحضرا “أهمية العمل المؤسساتي في حزب الـRNI عبر الخيط الرابط واقعياً بين المنتخب والناخب، بعيدا عن الطوباوية”.
العلمي: “بعد مكناس والحسيمة، الجواب اليوم من بني ملال”
راشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب “الحمامة”، بعَث، كعادته، رسائل سياسية لا تخطئها عيون الفاعلين السياسيين منافِسي “الأحرار” بالمغرب.
وقال الطالبي العلمي أمام قرابة ألف منتخَب من بني ملال-خنيفرة: “هذا اللقاء رابِعُ محطة، وله دلالات كبيرة جدا تتزامن مع نتائج الانتخابات الجزئية التي مرت في بني ملال”، وهي نتائج “خاصنا نقراوْها بهدوء”.
“بعدما حصل التجمع في اقتراع شتنبر 2021 على مليونيْ و200 ألف صوت بأغلبية مريحة، جاءت انتخابات تشريعية جزئية في ظل مجموعة انتقادات منذ تشكيل هذه الحكومة” يذكّر القيادي التجمعي منافسي حزبه، قبل أن “يقطر الشمع” عليهم قائلا: “جاء الجواب واضحاً من مكناس، وبعدَها من الحسيمة، واليوم من بني ملال يأتي الجواب، الذي ليس فقط نجاح مرشحنا الشطبي، بل الجواب هو الفرق الكبير بين 17 ألف صوت وحوالي 3 آلاف صوت”.
وتابع قائلا: “الكل قام بالحملة الانتخابية، لكن المواطن أعطى صوته بكثافة للتجمع الوطني للأحرار”، مضيفا “هذا يؤكد مرة أخرى أن الرأي العام الوطني الواقعي (وليس الافتراضي) لديه ثقة كبيرة بالحكومة ورئيسها، وكذا بالتجمع الوطني للأحرار”.
“يجب أن نلتزم بخطاب الواقع وما يعتمل فيه، وألا نَسْتبْلِدَ ذكاء المغاربة. نعم هناك شعارات وخطابات وفقاعات، لكن النتائج هي التي تُثبت صِدقية وصحة ما يقوم به رئيس الحكومة، بعيدا عن 10 سنوات من خطاب الحْلْقة الذي سئمه المغاربة”.