منها “جماعة القربان” بالعراق..حركات متطرفة تشجع على الانتحار
وأعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية العراقية، القبض على 4 متهمين ينتمون لجماعة تسمى “جماعة القربان” في محافظة ذي قار، جنوبي البلاد، وفق بيان للوكالة نشرته وكالة الأنباء العراقية، يوم الجمعة.
وتضمن بيان وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية الإشارة إلى أنه “جاري التحقيق مع المتهمين، ولم يتم بعد الإفصاح رسميا عن تفاصيل أخرى حول الجماعة وأهدافها”.
وأشار البيان إلى أن “عملية القبض على المتهمين جاءت بعد قتل أحد أعضائها نفسه شنقا بحبل”.
ووفق البيان فإن “المنتسبين لهذه الجماعة يجرون قرعة فيما بينهم، ويقدم من يظهر اسمه على قتل نفسه كقربان للإمام علي”.
واختلفت تقارير صحفية وتعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت حول عدد من انتحروا من الجماعة حتى الآن، ما بين 3 إلى 24 شخصا.
إفراز مجتمع مأزوم
الخبير الأمني العراقي، الدكتور علاء النشوع، عرض لموقع “سكاي نيوز عربية” ما وصل إليه من معلومات حول الجماعة المتطرفة:
- سجلت التقارير حالات انتحار في صفوفها أثارت الرعب بين سكان المناطق التي تنتشر فيها.
- الانتحار يتم في المواكب الدينية، ويُختار المنتحر بالقرعة من بين أسماء الجماعة.
- لم يُعرف حتى الآن الجهة التي تعمل لصالحها “جماعة القربان” في الداخل أو الخارج، وما يظهر منها الآن نشاط له صبغة دينية، ولم يُعرف عنها نشاط سياسي أو أمني أو اجتماعي.
- هذه الجماعة ضمن حركات متطرفة ظهرت في المدة الأخيرة، مثل حركة “أصحاب القضية”.
- جميع هذه الحركات أفرزتها الفوضى التي تعصف بالعراق، مستغلة كثرة الاختلافات العقائدية وتعدد المرجعيات الدينية، وسيطرة المليشيات، وصراعاتها على النفوذ.
- من أسباب انجراف بعض الناس وراء هذه الجماعات انتشار المخدرات.
- كذلك ساهم في انتشارها الاضطرابات الاجتماعية التي سببتها كثرة النزاعات العشائرية، وانتشار روح اللادولة، وضعف الأجهزة الأمنية.
ويظهر هذا الفكر المتطرف، الذي يستغل الفوضى الاجتماعية وعدم الاستقرار النفسي عند بعض أبناء المجتمعات بين حين وآخر، وفي عدة أديان، ومن أمثلة ذلك:
– ما زالت الشرطة في كينيا تستخرج جثثا من مقابر جماعية في غابات بجنوب شرقي البلاد، حيث وصل المستخرج منها حتى الآن إلى 200، بما فيهم أطفال، يُعتقد أن معظمهم توفوا بعد تجويع أنفسهم إلى حد الموت.
– كنيسة “البشارة الدولية” التي أسسها القس بول ماكينزي، تعد أصحابها بالوصول للجنة سريعا إن تركوا متع ومظاهر الحياة الحديثة، بما فيها التعليم والعلاج الطبي والتطعيم.
– شهد عام 1978 ما وصف بأنه “أكبر عملية انتحار جماعي” في التاريخ الحديث، حيث توفي 913 شخصا، ينتمون إلى كنيسة “معبد الشعوب” التي أسسها جيم جونز، وبعضهم كانوا هاربين من مصاعب الحياة المادية في الولايات المتحدة وصراعات التمييز العرقي.
عملية الانتحار التي تمت في غويانا شمال أميركا الجنوبية، بتناول المنتحرين السم، بناء على أوامر زعيمهم الديني، بحجة أن هذا أفضل من وقوعهم في يد الاضطهاد على يد القوات الحكومية التي اتهمت زعيم الكنيسة بجرائم قتل.