“قصر المرادية” يستغل قضية الصحراء لتصريف الأزمات الداخلية
قال الصحافي الجزائري وليد كبير إن النظام الحاكم في الجارة الشرقية للمملكة يصرف أموالا طائلة على الدعاية الإعلامية الموجهة ضد المغرب بهدف صرْف الرأي العام الجزائري عن المشاكل الداخلية، عبر الدعاية بأن المغرب عدو للجزائر ويشكل خطرا عليها.
وأوضح الصحافي الجزائري في مداخلة له في ندوة على هامش الدورة الثالثة لجائزة واد نون الوطنية الكبرى للصحافة والإعلام بمدينة آسا الزاگ، اليوم السبت، أن النظام الجزائري، بسبب فقدانه الشرعية، كثف مناوراته لاستغلال ملف الصحراء، بعد الحراك الذي شهدته الجزائر سنة 2019 “لتوجيه الرأي العام الجزائري والترويج بأن المغرب عدو يجب مواجهته والتصدي له”.
وانطلاقا من معرفته بخبايا وكواليس تحرّك الإعلام في الجارة الشرقية، قال كبير في مداخلته، التي تناول فيها موضوع “الإعلام الموالي للنظام الجزائري وحربه الخاسرة في الصحراء المغربية”، إن إعلام الجارة الشرقية يتعاطى مع ملف الصحراء المغربية بحساسية كبيرة، وأنه لا يستطيع التطرق إلى هذا الموضوع إلا تحت رقابة المخابرات وتوجيهاتها.
وكشف أن الصحافيين الجزائريين “يعيشون ضغطا ويخافون أن يرتكبوا أخطاء عند تناولهم موضوع الصحراء المغربية، لأنه موضوع حساس بالنسبة للنظام”، لافتا إلى أن هذا الأخير يستعين أيضا بالإعلام الموالي له، الذي ينشط في أوروبا، من أجل مهاجمة المغرب.
وأضاف أن “النظام الجزائري يرى في ملف الصحراء متنفسا للتغطية عن المشاكل والأزمة السياسية العميقة التي تعيشها البلاد، ويستغله للالتفاف على رغبة الشعب الجزائري في التغيير”.
واتهم المتحدث ذاته الإعلام الجزائري بـ”ترويج الكثير من المغالطات عن موضوع الصحراء المغربية، من قبيل التشويش على الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، من خلال الزعم بأن الإدارة الأمريكية الحالية سوف تتراجع عن قرار الإدارة السابقة”.
وأشار إلى أن الإعلام الموالي للنظام الجزائري “خسر الكثير وأصبح يتغاضى عن قرارات مجلس الأمن الدولي، التي تتكلم صراحة عن الحل السياسي والسلمي لنزاع الصحراء، وما زال يتحدث عن الاستفتاء في الصحراء، علما أن مجلس الأمن أقبر هذا الخيار منذ سنة 2001″، لافتا إلى أن الإعلام الجزائري يتحرج، في المقابل، من كشف حقيقة الوضع في مخيمات تندوف.