“الهجوم المضاد”.. هل ينقذ أوكرانيا من مخالب الدب الروسي؟
وتتأهب كييف لشن هجوم مضاد تتضارب الروايات حول موعده وخريطته بعد حوالي 15 شهرا من الحرب الطاحنة.. فما هو هذا الهجوم؟ وما هي شروطه؟ وهل ستنجح أوكرانيا في تنفيذه؟
ماذا يعني الهجوم المضاد؟
- تكتيك عسكري يُستخدم عندما يدافع أحد الأطراف بنجاح عن هجوم العدو ويجبره على التراجع بهجوم مماثل.
- الهدف الأساسي منه هو إحباط هجوم العدو أو استعادة الأراضي التي فًقدت في ميدان المعركة.
أبرز شروطه
وفق المصادر التاريخية فلهذا الهجوم عدة شروط لتحقيق أهدافه:
- يتطلب أن يضرب الجانب المهاجم (أوكرانيا) قوات الخصم (روسيا) بسرعة وبشكل حاسم بهدف صدم الخصم وسحقه.
- مباغتة العدو لأنه لا يكون متيقظًا ولا يتوقع هذا الهجوم.
- السرية التامة للخطة لإنجاح الضربة الاستباقية.
ما أشهر الهجمات المضادة تاريخيا؟
- عملية “باغراتيون” التي نُفذت خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت واحدة من أكبر الهجمات المضادة في التاريخ العسكري حين نجح الجيش الأحمر الروسي في عام 1944 في خداع القوات الألمانية، واستعاد في 3 يوليو من نفس العام مينسك وحرر فيما بعد بقية بيلاروسيا.
- معركة “أوسترليتز ” في 2 ديسمبر 1805 والمعروفة بـ”معركة الأباطرة الثلاثة”، حيث تعد واحدة من أهم الانتصارات والنزاعات الحاسمة خلال حروب نابليون بونابرت، حين تمكن الجيش الفرنسي من هزيمة الجيشين الروسي والنمساوي.
حالة أوكرانيا
واستبقت روسيا هذا الهجوم ولإفشاله تشن في الأيام الأخيرة ضربات مكثفة شاملة على مواقع القوات الأوكرانية لضرب نقاط التماس والمراكز القيادية للجيش ومواقع التموضع والمستودعات التي تحتوي على الأسلحة والذخائر والوقود والزيوت والمواد البترولية، وهو ما تعزوه كييف إلى مخاوف موسكو من الهجوم المتوقع.
ويقول مسؤولون غربيون تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الجيش الأوكراني يستعد بوتيرة عالية لتلك المعركة.
وطبقا لحديثهم فهناك عدة مؤشرات تؤكد قرب موعد الهجوم:
- إعادة تموضع القوات ونشر الدبابات والمركبات القتالية والمهندسين القتاليين.
- إزالة الألغام وإقامة جسور عبر الأنهار.
- شن أوكرانيا هجمات بعيدة المدى ضد أهداف روسية.
ما أهداف أوكرانيا؟
نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن الهجوم المضاد سيستهدف الأسلحة ومراكز القيادة الروسية والأنظمة المدرعة والمدفعية لإعداد ساحة المعركة لتقدم قوات كييف.
ووفق الخبير العسكري الأوكراني أوليه دانيلوف، لموقع “سكاي نيوز عربية” فإن أوكرانيا تهدف من وراء ذلك:
- كسر الجسر البري بين البر الرئيسي لروسيا وشبه جزيرة القرم.
- بذلك سيتم قطع خطوط الإمداد الحاسمة للقوات الروسية في منطقة زابوروجيا.
- عزل القواعد الروسية في شبه جزيرة القرم.
- استعادة مرافق البنية التحتية الحيوية مثل محطة الطاقة النووية زابوروجيا ومحطة كاخوفكا الكهرومائية في خيرسون.
وعن تضارب الروايات الأوكرانية خول الهجوم المضاد وأن كييف بحاجة إلى مزيد من الوقت للاستعداد تقول صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية إن زيلينسكي يخشى شن هجوم مضاد بسبب إرهاق الأوكرانيين وحالة الإنهاك في صفوف قواته.
- أوكرانيا لديها الوسائل لشن هجوم مضاد ضخم لكنها مجبر ة على انتظار الوقت المناسب.
- الهجوم المبكر سيكلف الأوكرانيين الكثير.
هل هناك مؤشرات للتعرف على الهجوم؟
وفي هذا الصدد يقول الخبير العسكري الأميركي أندرو ماتريك، إن العلامة الرئيسية لبداية الهجوم الأوكراني، ستكون:
- حشد كييف جميع الآليات المدرعة الغربية على خط المواجهة.
- الاستخدام المكثف للمدرعات الغربية على خط التماس.
- حشد الأسلحة والمدرعات الثقيلة وعربات المشاة القتالية والاستطلاع والدبابات سيكون أهم نذير لبدء هذا الهجوم.
- قدرة أوكرانيا على إنجاح خطتها لا تزال غامضة، وفق موقع “بيزنس إنسايدر”.
أبرز التحديات أمام أوكرانيا
وعن ذلك يقول الجنرال الأميركي المتقاعد مارك هيرتلينغ، إن أمام أوكرانيا عدة عقبات:
- عبور القوات نهر دنيبرو لمواجهة الروس المستعدين منذ شهور.
- هناك أحزمة دفاعية روسية تنتظر القوات الأوكرانية في خيرسون وزاباروجيا لأن سيطرة موسكو عليها منحها ميزة دفاعية ثابتة.
- العمليات الهجومية تتطلب مزيدًا من القوات ومهارة أكبر في المناورة.
- الهجوم يتطلب استهدافا وإطلاقا دقيقين وخطوط إمداد أوكرانية أطول وأكثر أمانًا.
- مساحة أوكرانيا الكبيرة وطول جبهة القتال يجعل وضع كل الوحدات في مواقعها تحديا كبيرا.
وفي نفس السياق، يقول الجنرال ريتشارد بارونز، القائد السابق لقيادة القوات المشتركة البريطانية:
- الدفاعات الجوية الأوكرانية مستنفدة وقد تواجه وابلًا من الصواريخ الروسية بمجرد بدء الهجوم.
- هناك علامة استفهام بشأن قدرة أوكرانيا على التحكم في مجالها الجوي.
- على أوكرانيا توفير المدفعيات وراجمات الصواريخ بعيدة المدى لصد الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي الروسية.