%88 من الأمريكيين يخيفهم التطرف

وفي استطلاع أجري العام الماضي ذكر 88% من الأمريكيين أنهم قلقون جدا، أو إلى حد ما إزاء أعمال العنف ذات الدوافع السياسية، ولوضع الأمور في نصابها، قال 71% من الأمريكيين في الشهر التالي لهجمات 11 سبتمبر إنهم قلقون جدا، أو إلى حد ما، إزاء احتمال وقوع هجوم إرهابي آخر.
وأضاف رايلي وبوسارد، وهو أيضا عضو هيئة تدريس بكلية باردي راند للدراسات العليا، في تقرير نشره موقع مؤسسة راند أنه في ظل اتجاه البلاد نحو ما ترجح أن تكون دورة انتخابات شديدة الاستقطاب، هناك حاجة حقيقية ومتزايدة لجهد كبير متواصل يمكن أن يمنع تمزيق التطرف للنسيج الاجتماعي للبلاد.
التطرف والسرطان
ويقول الباحثان إن التطرف مثل السرطان، سيكون موجودا دائما، لكن تجاهله ينطوي على خطر أن يطل برأسه القبيح، وأن ينتشر في أنحاء البلاد، وتحتاج الولايات المتحدة إلى التأكد من أنها تملك الأدوات الملائمة لتشخيص التطرف في مراحله الأولى، ومن تمتع الأجهزة المكلفة بحماية الديمقراطية في البلاد بالقدرة على السيطرة عليه.
ويوضح رايلي و بوسارد أن المطلوب منذ البداية هو تعريف أكثر وضوحا لما يعنيه التطرف، فهو لفظ ينطوي بكل تأكيد على دلالات كثيرة، لكن هناك نقطة بداية مفيدة وهي وضع تعريف يركز على المعتقدات والتصرفات، فالمتطرفون لديهم معتقدات مفرطة لبعض الأطياف الأيديولوجية في المجتمع، ويدافعون عن هذه المعتقدات خارج الأعراف الاجتماعية والقانون.
وفي ظل ظروف معينة، يعتبر الأمران شرطين ضروريين لوصف شخص ما بأنه متطرف.
دوافع التطرف
وهناك أيضا ـ وفقا للتقرير ـ حاجة إلى وجود تفهم أفضل للسبب الذي يجعل الأشخاص ينجذبون للأنشطة المتطرفة في المقام الأول، فعلى سبيل المثال كشفت أبحاث أن أمورا مثل الأحداث المعيشية السلبية وتحديات الصحة العقلية والشعور بالوحدة، غالبا ما تصبح دوافع لهؤلاء الأشخاص للمشاركة في أنشطة متطرفة.
ويتعين على الأجهزة المكلفة بحماية المواطنين والديمقراطية إعطاء أولوية لمراقبة الاتجاهات المتطرفة الأوسع نطاقا عند الاقتضاء. وهذه الأيام يحدث الكثير مما قد يوصف بأنه نشاط متطرف على شبكة الانترنت.
وهذا أمر يعتبر تتبعه أصعب بطرق معينة وأسهل بطرق أخرى، فقد أوجد على الأقل فرصا لعرض خريطة رقمية لأحدث الاتجاهات في السلوك المتطرف والأيديولوجيات المتطرفة مع مرور الوقت، ومثل هذه الخرائط يمكن أن تساعد في توقع المخاطر المستقبلية ووضع الخطط للتصرف من أجل التدخل عاجلا وليس آجلا.
مشاكل عامة
وهناك أيضا حاجة ماسة للاستفادة من أنظمة الدعم الجديدة والقائمة التي يمكن أن تمنع الذين يعانون من متاعب شخصية من أن يصبحوا مشاكل عامة، وفي القوات المسلحة الأمريكية، على سبيل المثال هناك بالفعل نظام دعم واسع النطاق أثبت جدواه في المواجهة المسبقة للدلائل المبكرة على التطرف بين العسكريين الحاليين والقدامى.
ويبدو أن اتباع هذا النموذج وتطبيقه تدريجيا على المواطنين على نطاق أوسع أمر ممكن وطبيعي.
وأشار رايلي و بوسارد إلى أن هذه الأدوات الخاصة بتشخيص التطرف ومواجهته تحظى بدعم عام.
وأنهما اكتشفا حقيقة ذلك عندما عقدت راند أخيرا ورش عمل حول موضوع شراكة الحزبين الجمهوري والديمقراطي خلال هذه الأوقات التي تشهد انقساما، وشارك في ورش العمل مجموعة من المعنيين من الحكومات المحلية، وحكومات الولايات، والحكومة الفيدرالية وأكاديميين ومنظمات غير ربحية.
وتبنى بعض المشاركين آراء محافظة، وتبنى آخرون آراء ليبرالية.
تهديدات حقيقية
وبالنسبة لموضوع التطرف العنيف، كان هناك إجماع على تطبيق نموذج صحة عامة لمنعه؛ وهو نموذج يعتمد على الصحة السلوكية، والخدمات الاجتماعية والمدارس وأرباب الأعمال للمساعدة في مواجهة التطرف.
ويعتمد هذا النهج المجتمعي على تعزيز أنظمة الدعم الحالية التي تهدف للكشف والقياس والمنع، وهي كلمات تماثل تماما تلك التي تستخدم عند الحديث عن السرطان.
ويؤكد الباحثان أنه في الوقت الحالي هناك حاجة إلى نزع الطابع السياسي عن قضية التطرف وبذل جهود مكثفة في السياسات التي يمكن أن تمنع انتشاره على المدى الطويل، وأنه وراء كل الأنشطة المتطرفة مرض معقد، ولكن هناك أيضا سبل عملية لمنع المعتقدات من أن تصبح التهديدات الحقيقية التي يشعر معظم الأمريكيين بالقلق البالغ تجاهها، وهم على حق في ذلك.
أمريكا والإرهاب
- 4 ملايين شخص ضحايا الإرهاب في أمريكا
- %88 يشعرون بالقلق من التطرف
- 45 ألف قتيل في قضايا مرتبطة بالإرهاب خلال عام واحد
- 250 حادث إطلاق نار جماعي خلال شهر واحد
- 1300 قتيل ومصاب في حوادث إطلاق نار بشهر