ندوة دولية تناقش تنظيم الاستهلاك الترفيهي لـ”القنب الهندي” في المغرب
أثارت الندوة الدولية حول “زراعة الكيف بشمال المغرب.. التحولات والآفاق”، التي انطلقت، الخميس، بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، موضوع تنظيم الاستهلاك الترفيهي للقنب الهندي بالمغرب، في أعقاب دخول القوانين والتدابير المتعلقة بتقنين زراعة القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية حيز التنفيذ.
جاء ذلك في عرض لشكيب الخياري، منسق الائتلاف المغربي من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للقنب الهندي، خلال الجلسة العلمية الأولى من الندوة، حيث خصص تدخله للحديث عن موضوع “تنظيم الاستهلاك الترفيهي للقنب الهندي.. الواقع والآثار”.
وأوضح الخياري، في مستهل مداخلته، أنه اختار التطرق إلى واقع التشريع الترفيهي للقنب الهندي بالعالم والمغرب وآثاره الممكنة نظرا للتوجه العالمي، خلال العقد الأخير، نحو تقنين الاستخدامات الترفيهية للقنب الهندي، فضلا عما لهذا الموضوع من اعتبارات مرتبطة بالجانبين الصحي والاقتصادي.
واستعرض المتحدث، في هذا الإطار، التجارب الدولية للاستعمال الترفيهي للقنب الهندي، خصوصا في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأمريكا اللاتينية، مشيرا إلى أن بعض الدول تفرض قوانين صارمة على استعمال القنب الهندي للأغراض الترفيهية، فيما تجيز أخرى استهلاك الحشيش وزارعته منزليا في نطاق محدود، كما هو الحال في إيطاليا والمكسيك ومالطا، أو في إطار نواد خاصة، كما هو الشأن بالنسبة لفرنسا وأوروغواي وكندا.
وبالنسبة للمغرب، أشار منسق الائتلاف المغربي من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للقنب الهندي إلى أنه خلافا لحداثة تجربة استخدام القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية، فإن استعماله الترفيهي يعود إلى سنوات طويلة، لافتا إلى أن التقرير الصادر سنة 2022 عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي دعا إلى التفكير في تضمين استراتيجية تقنين زراعة القنب الهندي، في المرحلة الموالية، الاستعمال الشخصي باعتماد قنوات توزيع خاصة وبكميات محددة وفي أماكن معينة.
كما توقف المتحدث ذاته عند التقرير الصادر عن لجنة النموذج التنموي الجديد، التي قال إن توجهها، في هذا الصدد، كان أكثر تقدما، مبرزا أنها لم توص فقط بتقنين زراعة القنب الهندي، ولكن برفع التجريم عن استهلاك كميات محددة منه. وتساءل، في هذا السياق، إن كان توجه المغرب نحو تنظيم الاستهلاك الترفيهي لـ”الكيف” ضرورة، أم تقليدا لتوجه عالمي.
ولفت الخياري إلى أن هناك أطرافا دولية تعتبر أن تنظيم القنب الهندي لأغراض ترفيهية، إلى جانب تحقيقه أرباحا مهمة، وتقليص حجمه بالسوق السوداء، يساعد على التقليل من الإضرار بالصحة، مردفا أنه في غياب دراسات حاسمة في موضوع استهلاك القنب الهندي تتعالى الدعوات المطالبة بإجراء مزيد من الأبحاث لفهم تأثير تشريع الاستعمال الترفيهي للقنب الهندي على الصحة العامة.
يذكر أن تنظيم هذه الندوة يأتي تنفيذا لخطة العمل المسطرة لإنجاز مشروع بحثي حول “إشكالية زراعة الكيف بشمال المغرب والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والمجالية”، يندرج ضمن “برنامج ابن خلدون لدعم البحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية”، المقترح والممول من طرف المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.
وتهدف هذه الندوة، التي تنظمها، على مدى يومين، مجموعة البحث في الجغرافيا والمجتمع والتهيئة، بتعاون مع مجموعة البحث في الإنسان والمجال والديناميات الاجتماعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، إلى تشخيص واقع زراعة القنب الهندي بأقاليم الشمال، وإبراز مختلف التحولات والتجارب الدولية حول هذه الزراعة، فضلا عن استشراف آفاق الاستعمالات المشروعة لهذه الزراعة.