فلاحون يتخوفون من إفساد التساقطات المطرية لمحصول الحبوب والقطاني
بعد انقطاع طويل، عادت السماء لتمطر في العديد من المناطق والأقاليم المختلفة بالمملكة، حيث تلقاها الفلاحون بمشاعر متباينة تأرجحت بين الفرح والخوف، بسبب الوقت غير المتوقع بالنسبة لغالبية من كانوا يستعدون أو بدؤوا موسم الحصاد.
ووفق اتصالات لجريدة هسبريس الإلكترونية مع عدد من الفلاحين بمناطق متفرقة من البلاد، عبروا عن خوفهم من استمرار التساقطات في الأيام المقبلة، معتبرين أنها خطر يهدد بإتلاف محصول القمح والشعير الذي بات جاهزا للحصاد، فضلا عن بعض أصناف القطاني التي يرتقب أن تتأثر بها.
مصطفى الطاهري، واحد من فلاحي إقليم القنيطرة، الذي شهد تساقطات مطرية مهمة خلال اليومين الماضيين، بلغت 27 مليمترا حسب الأرقام التي مديرية الأرصاد الجوية، توجس خيفة من الأمطار التي فاجأته وهو يجري آخر الترتيبات لبدء الحصاد.
وقال الطاهري في اتصال هاتفي مع هسبريس: “إن التساقطات التي شهدتها المنطقة خلال اليومين الأخيرين أرعبتنا فعلا، إذ كنا نستعد للحصاد إلا أننا فوجئنا بالتساقطات المهمة التي جعلتنا مهددين بإفساد المحصول الذي انتظرناه طيلة موسم من العمل. نسأل الله اللطف والرحمة”.
وأضاف الفلاح ذاته، الذي بدت الحسرة واضحة على نبرة صوته: “لدينا هكتارات من القمح والشعير اللذين اكتملت دورة نموهما وأصبحا جاهزين للحصاد، غير أن الأمطار التي سجلت يمكن أن تؤثر عليهما سلبا إذا استمرت خلال الأيام المقبلة”.
وعن كيفية تأثير الأمطار على حقول القمح الممتدة في عدد من مناطق البلاد، سجل الطاهري أن القمح “يَبس بشكل نهائي، وبالتالي من شأن الماء الذي يمكن أن يبلله في حال استمر الجو على هذه الحالة أن يحفزه على الإنبات في السنبلة، ما يعني فساد المحصول، وهو ما لا نتمناه”.
وختم الفلاح ذاته كلامه قائلا: “لا نملك إلا الدعاء أن يلطف بنا الله سبحانه وتعالى. والمطر كله خير، إلا أنه في هذه الحالة إذا استمر سيكون وبالا علينا وعلى المحصول الذي كنا نترقبه ونتطلع إليه بشكل كبير للتخفيف من تداعيات الجفاف علينا وعلى مواشينا”.
وإذا كان فلاحو الحبوب والقطاني متوجسين من الأمطار المسجلة، بسبب تداعياتها السلبية على هذه الزراعات، خاصة القمح والشعير والحمص والفول، فإن زراعات أخرى من قبيل الشمندر السكري وقصب السكر والذرة والفاصوليا والفصة من الزراعات التي ستنتعش وتستفيد من التساقطات الأخيرة.
وفي هذا السياق، قال عبد الخالق الصيبار، رئيس جمعية منتجي النباتات السكرية بحوض اللوكوس، إن القصب والشمندر السكريين من الزراعات القليلة التي ستستفيد من التساقطات التي عرفتها المنطقة خلال اليومين الماضين.
وأضاف الصيباري موضحا أن “هذه الأمطار وإن جاءت متأخرة سيستفيد منها الشمندر والقصب بسبب طبيعتهما”، مؤكدا في الآن ذاته أنها تشكل خطرا على زراعات أخرى كالحبوب والقطاني.
وتابع المتحدث ذاته: “إلى حد الساعة لا أضرار مسجلة عندنا، ولا يمكن التنبؤ بحجمها قبل نهاية الأسبوع”، مبرزا أن استمرار التساقطات وتجاوزها حاجز الـ40 مليمترا خلال الأيام القليلة المقبلة ستكون له نتائج “سلبية على الحبوب والقطاني”، ومعربا عن أمله في عودة الأجواء إلى حالها الطبيعي.
كما أن التساقطات الأخيرة سيكون لها وقع إيجابي على الغطاء النباتي في المناطق التي همتها، وتوفير الكلأ للمواشي، وهو الأمر الذي يعد إيجابيا ومستحسنا من طرف الكثير من الفلاحين الذين يعتمدون على الرعي، فضلا عن تنشيط بسيط للفرشة المائية وإغناء مخزون المياه السطحية بالبلاد.