غادة والي: ما الذي نعرفه عن الخلاف بين المصممة المصرية والفنان الروسي الذي اتهمها بسرقة أعماله؟

قبل خمس سنوات، أطلقت الشركة الشهيرة حملة إعلانية لترويج مجموعة محدودة من عبوات 7Up. وتميزت تلك العبوات بألوانها المزركشة ورسومها المستوحاة من التراث المصري.

ونالت الحملة آنذاك إعجاب الكثيرين ولاقت رواجا واسعا خف بريقه بعد سحب العبوات من الأسواق.

لكن الحملة الإعلانية عادت إلى دائرة النقاش مؤخرا.

ففي 17 مايو/ آيار 2023، نقلت صحف مصرية عن أحمد حسن، محامي الفنان الروسي قوله إن “موكله اكتشف استخدام إحدى لوحاته ورسوماته الفنية إثر مشاهدة الدعاية الخاصة بشركة “بيبسي” على شاشة التلفزيون.

ويتجه الفنان الروسي إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد شركة “بيبسي” والمصممة المصرية، مطالبا بتعويض مالي ضخم واعتذار رسمي من الشركة لاستخدام رسومه دون استئذان.

وبحسب المحامي فإن كوراسوف “لديه جميع المستندات الدالة على أن الرسومات التي ظهرت في الإعلانات ملك له”.

من جانبها دافعت مصممة الغرافيك المصرية عن نفسها مؤكدة أنها “صاحبة التصميمات الأصلية الخاصة بحملة المشروبات الغازية”.

وفي بيان صحفي تداولته عدة وسائل إعلام محلية، وصفت والي اتهامات الفنان الروسي بـ “الكاذبة” معتبرة أنه يسعى ” لركوب الترند واكتساب الشهرة عبر اتهامها زورا من حين إلى آخر دون تقديم إثباتات”. ووصفت والي في البيان الذي تداولته عدة وسائل إعلام محلية، اتهامات الفنان الروسي بـ “الكاذبة” معتبرة أنه يسعى إلى “ركوب الترند واكتساب الشهرة عبر اتهامها زورا من حين إلى آخر دون تقديم إثباتات”.

كما نشرت الفنانة مقطع فيديو على حسابها على انستغرام، أعلنت فيه اللجوء للقضاء لإثبات حقها ومواجهة التنمر الإلكتروني الذي تعرضت له.

وأشارت إلى أن حملة شركة المياه الغازية تعود إلى 2018 مضيفة أنها “رسمت تلك الرسومات بيديها وهي موجود على الإنترنت”.

وتقول غادة إن مشروعها الفني يهدف إلى إحياء التراث المصري موضحة بأن “الحملة الدعائية الأخيرة تأتي ضمن سلسلة مشاريع مشابهة مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة”.

وتابعت بأن “الفنان الروسي استغل صمتها وعدم ردها على اتهاماته السابقة التي تصدرت وسائل الإعلام العام الماضي، فأعاد الكرة مجددا” وفق تعبيرها.

وفي يوليو/ تموز 2022، اتهم الفنان التشكيلي الروسي غادة والي، بـ”سرقة” أربع لوحات من أعماله، واستخدامها في جداريات محطة مترو “كلية البنات” في العاصمة القاهرة.

وأصدرت آنذاك الهيئة القومية للأنفاق التابعة لوزارة النقل المصرية بيانا، اعتذرت فيه من الفنان الروسي، مشددة على احترامها الكامل لحقوق الملكية الفكرية، سواء داخل مصر أو في خارجها.

أثارت الاتهامات المتبادلة ردود فعل غاضبة وجدلا واسعاً عبر المنصات المصرية.

كما أعادت النقاش حول الحد الفاصل بين الاقتباس والاستلهام.

ثمة من انتقد الفنانة المصرية وذكر بأزمتها السابقة مع الرسام الروسي مطالبا الحكومة بنشر بيان جديد يشرح طبيعة الإجراءات التي اتخذتها بحقها عقب أزمة جداريات مترو القاهرة.

و انبرى البعض في مقارنة أعمال والي وكوراسوف لعلهم يجدون دليلا ينهي هذا الجدل.

ويرى معلقون أنه في حال صحت ادعاءات الفنان الروسي، فإن أقل شيء يمكن فعله “هو محاسبة والي ومراجعة أعمالها خاصة تلك التي قدمتها في المحافل الوطنية “.

في حين، طالب البعض الآخر شركة بيبسي بإصدار توضيح.

في المقابل، أعرب معلقون عن تعاطفهم مع والي ودعوا إلى انتظار القضاء للفصل في القضية قبل إصدار الأحكام.

ومن المدافعين عن والي من رأى أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى مجرد توارد خواطر أو تأثر بنفس المدرسة الفنية، وهو ما فتح نقاشا من نوع آخر بين المهتمين بالفن التشكيلي في مصر.

من جهة أخرى، استنكر مغردون زج السياسة في الموضوع واتهموا جهات معينة باستغلال الحدث حتى أن البعض اعتبر ما يجري مؤامرة تهدف لتشويه الفن المصري ليرد عليهم آخرون بتعليقات ساخرة تدعو إلى تثقيف الناس بضرورة حماية حقوق الملكية الفكرية والفنية”.

برز نجم غادة والي بعد تكليفها بتصميم مشروعات تشرف عليها الحكومة من بينها شعار احتفالية “افتتاح طريق الكباش” في عام 2021.

من بين أسباب شهرتها أيضا تمثيلها للمرأة المصرية في منتدى شباب العالم الذي انعقد في نوفمبر 2017 في شرم الشيخ، إذا ألقت حينها كلمة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي.