اشتباكات السودان: تجدد القتال وضربات جوية تستهدف ضواحي العاصمة
تواصلت الضربات الجوية التي استهدفت مناطق خارج العاصمة السودانية الخرطوم، طوال ليل الجمعة وصباح يوم السبت، فيما حاصرت المعارك مدنيين في مناطق متفرقة.
وأفاد شهود عيان بوقوع هجمات جوية في مدينتين على النيل أم درمان جنوب العاصمة الخرطوم وبحري في الشمال منها، وتشكل المناطق الثلاث العاصمة السودانية. وقال سكان في تلك المناطق إن الضربات وقعت بالقرب من هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية في أم درمان.
أدى القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، إلى محاصرة المدنيين في أزمة إنسانية وتشريد أكثر من مليون شخص، وانهيار النظام والقانون ووقوع أعمال نهب، يتهمم كل طرف الأخر بأنه سبب فيها.
وفي وقت يتناقص فيه مخزون المواد الغذائية والنقدية والضروريات، لم تسفر المحادثات التي رعتها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في جدة، عن أية نتائج، حيث اتهم كل جانب الآخر بانتهاك العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار.
وقالت سناء حسن، 33 عاما، والتي تعيش في حي الصالحة بأم درمان، لوكالة رويترز عبر الهاتف “واجهنا نيران المدفعية الثقيلة في وقت مبكر من صباح اليوم والمنزل كله يهتز.”
وأضافت: “كان الأمر مرعبا، كان الجميع مختبأ تحت الأسرة، ما يحدث هو كابوس”.
تتواجد عناصر من قوات الدعم السريع في أحياء سكنية، ما يؤدي إلى غارات جوية شبه مستمرة على تلك الأحياء من جانب القوات المسلحة النظامية.
وقال شهود عيان في الخرطوم إن الوضع هادئ نسبيا رغم سماع طلقات نارية متفرقة.
وقد أدى الصراع، الذي بدأ في 15 أبريل/نيسان الماضي، إلى نزوح ما يقرب من 1.1 مليون شخص داخليا وإلى البلدان المجاورة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن نحو 705 قتلوا وأصيب 5287 على الأقل.
كما شهدت الأيام الأخيرة تجدد القتال البري مرة أخرى في منطقة دارفور في مدينتي نيالا وزالنجي.
وتبادل طرفا الصراع الاتهامات خلال تصريحات في وقت متأخر يوم الجمعة، حول أسباب اشتعال القتال في نيالا، إحدى أكبر مدن البلاد، والتي سادها الهدوء النسبي لأسابيع بسبب هدنة بوساطة محلية.
قال ناشط محلي لرويترز إن اشتباكات متفرقة وقعت بالقرب من السوق الرئيسي بالمدينة وقرب مقر قيادة الجيش صباح السبت. وأفاد ناشطون بأن ما يقرب من 30 شخصا لقوا مصرعهم في اليومين السابقين من القتال.
عقار يدعو للحوار
اندلعت الحرب في الخرطوم بعد خلافات حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وكذلك على آلية التسلسل القيادي المستقبلي بموجب اتفاق مدعوم دوليا لتحويل السودان نحو الديمقراطية بعد عقود من الاستبداد في بلد مزقته النزاعات.
وأقال قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يوم الجمعة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقل (حميدتي) من منصب نائبه في مجلس السيادة الحاكم الذي يتزعمونه. وعين مكانه رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان مالك عقار.
وقال عقار في بيان يوم السبت، إنه قبل المنصب من أجل المساعدة في تأمين السلام ودعم الموسم الزراعي المقبل الذي سيؤدي فشله إلى انتشار الجوع.
وقال إن رسالته للجيش هي أنه “لا بديل عن السلام إلا بإحلال السلام، ولا سبيل للسلام غير الحوار”.
وأضاف: “رسالتي إلى قوات الدعم السريع هي أنه لا سبيل للاستقرار إلا بجيش واحد موحد”، لكن ما زال من غير الواضح مدى تأثيره على كلا الجانبين.
أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في وقت متأخر يوم الجمعة، عن تقديم أكثر من 100 مليون دولار من المساعدات للسودان والدول التي تستقبل السودانيين الفارين، ومنها مساعدات غذائية وطبية هناك حاجة ماسة إليها.