أخبار العالم

السودان.. متحف الحيوانات يستغيث جراء الحرب



وتسببت الاشتباكات التي لم تتوقف منذ 15 أبريل الماضي، في تعذر الوصول إلى موقع المتحف الذي يضم ما لا يقل عن 100 حيوان، جرى وضعها داخل أقفاصها قبل يوم واحد من اندلاع القتال.

وقالت مديرة متحف التاريخ الطبيعي، في تصريحات خاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، إنَّ الأمور لا تزال غير واضحة بالنسبة لموقف الحيوانات داخل المتحف، قبل أن تصلني معلومات بشكل غير رسمي أن بعض أفراد الجيش السوداني قاموا بتوفير المياه للحيوانات، ما يمثل انفراجة للاستغاثات المتكررة طول الأسابيع الماضية.

وعلى الرغم من تلك الانفراجة، لا يزال الوضع صعبًا بالنسبة لحيوانات متحف السودان، في الوقت الذي حددت “سعيد” هذا الأمر في عدد من النقاط:

* الحيوانات تواجه مصيرًا صعب، وبالطبع هناك بعضها مات من تلك الظروف شديدة التعقيد، حسب الزمن الذي تُركت فيه مهجورة.

* أتوقع وفاة الكثير من الحيوانات، على رأسها الطيور والثدييات التي لا تتحمل شهرًا دون متابعة أو تغذية أو إشراف، ولا نستطيع إلى الآن الوصول لها، إذ أن إمداد أقفاصها بالمياه كان في الأيام الأولى للحرب، ولا نستطيع تحديد موعد زمني لقيام قوات الجيش بالاستجابة للاستغاثات، والاحتمال الأرجح أن تكون قد قضت نحبها جوعا وعطشا.

* بعض الحيوانات الأخرى تستطيع مقاومة تلك الظروف لأطول فترة مُمكنة، وهي الزواحف مثل السلاحف الصحراوية؛ لأنها تخزن المياه في أجسامها.

* ومن الناحية العلمية، فالطيور لا تستطيع المقاومة أكثر من 5 أيام متواصلة دون غذاء أو ماء، خاصة في درجات الحرارة الشديدة التي تصل إلى 46 درجة مئوية.

* الحيوانات الأليفة التي كان يقتنيها بعض السودانيين في منازلهم، في وضع صعب أيضًا؛ لأن الكثير من المواطنين نزحوا وتركوا خلفهم هذه الحيوانات.

* لا نستطيع الذهاب إلى مقر حديقة الحيوانات، فالأمور شديدة التعقيد بالنظر لموقع المتحف على مقربة من القيادة العامة للقوات المسلحة، والتي تعد منطقة شديدة الخطورة بالنسبة لتحرك المدنيين، والذي قد يتعرضون للاستهداف من طرفي النزاع.

* حاولت قدر الإمكان الوصول للمتحف، لكني كنت أتواجد في منطقة لم تسكت بها أصوات الرصاص يومًا، ولم استطع ذلك؛ ومن ثم لا يوجد شخص لديه معلومة أو تقييم للوضع وعدد الحيوانات التي ماتت.

أهمية متحف التاريخ الطبيعي

* حديقة الحيوانات بمتحف التاريخ الطبيعي تعد موطنا لأنواع عديدة من الحيوانات، من بينها الأسد والببغاء الرمادي الإفريقي، وقرد الفرفت، والسحالي العملاقة المعروفة باسم مراقبي النيل، وسلحفاة الصحراء، والثعبان المقرن، وكوبرا نوبية.

* حال موقع المتحف القريب من مقر الجيش السوداني، حيث كانت المعارك دائرة هناك، من الوصول إليه وإنقاذ الحيوانات.

* يوثق المتحف الحياة البرية في السودان وكذلك دولة جنوب السودان، ويخدم العلماء والمتخصصين وعامة الزوار على حد سواء.

* يحتوي المتحف على مئات العينات الحيوانية القيمة المحفوظة، التي انقرض بعضها الآن. 

* تخوف سودانيون من تداعيات الأزمة الراهنة على الإرث التاريخي للسودان، الذي يصعب تعويضه في ظل استمرار الاشتباكات بين طرفي الصراع، دون آمال قريبة للحل.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى