آخر خبر

3 قمم في 5 أعوام تعكس مكانة السعودية عربيا


تستقبل المملكة زعماء ورؤساء ومسؤولي العالم العربي غدا الجمعة، خلال القمة العادية الـ32 التي تستضيفها مدينة جدة، والتي ستكون القمة الثالثة التي تستضيفها السعودية خلال 5 سنوات فقط، في مؤشر على مكانة التي تضطلع بها كمركز للمنطقة والعالم العربي والإسلامي.

وتأتي استضافة المملكة للقمة العربية الـ32 امتدادا لدورها القيادي على المستوى الإقليمي والدولي، وحرص قيادتها الرشيدة على تعزيز التواصل مع قيادات الدول العربية والتباحث المستمر، وتنسيق المواقف حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث استضافت المملكة خلال العام الماضي قمة جدة للأمن والتنمية، بمشاركة الولايات المتحدة والقمة العربية الصينية للتعاون والتنمية.

وتعقد القمة 32 في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة والعالم من أزمات وصراعات إقليمية ودولية، تحتم على الدول العربية إيجاد آليات تستطيع من خلالها مواجهة التحديات المشتركة، وتعزز الأمن والاستقرار الإقليمي، وتحقق الرفاه لدولها وشعوبها، مما يستوجب تطوير آليات التنسيق السياسي تحت مظلة جامعة الدول العربية، وتعزيز التعاون الاقتصادي ودفع عجلة التنمية في مختلف المجالات التي تمس المواطن العربي بشكل مباشر.

43 قمة

وتكمن أهمية القمة في كونها تعقد في ظل مستجدات الأحداث التي تشهدها المنطقة والعالم، ودعم قيادة المملكة للجهود الرامية إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، ومن ذلك الاتفاق الذي وقعته المملكة مع إيران لاستئناف العلاقات بين البلدين برعاية جمهورية الصين الشعبية والجهود والمبادرات القائمة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمات في السودان وسوريا واليمن.

وشهدت مسيرة القمم العربية منذ تأسيسها في مارس من عام 1945م، انعقاد 43 قمة منها 31 عادية، آخرها كان في الجزائر، عام 2022، و12 قمة عربية استثنائية (غير عادية)، كان آخرها قمة مكة المكرمة 2019، و4 قمم عربية تنموية: اقتصادية واجتماعية؛ إضافة إلى عدد من القمم العربية مع تجمعات وتكتلات إقليمية منها: (4 قمم عربية -أفريقية) و4 قمم (عربية -أمريكية جنوبية)، وقمة عربية أوروبية 2019 (مصر)، وقمة عربية إسلامية أمريكية، والقمة العربية الصينية الأولى التي استضافتها المملكة العربية السعودية ديسمبر من العام الماضي.

باكورة القمم

وبدأت باكورة تلكم القمم في مايو عام 1946م عبر عقد قمة «أنشاص» الاستثنائية بالإسكندرية لمناصرة القضية الفلسطينية التي أكدت على قضية فلسطين وعروبتها وعدتها في قلب القضايا العربية الأساسية، تلاها في نوفمبر عام 1956م، أي بعد عقد من الزمان انعقاد «قمة بيروت» في لبنان، لدعم مصر ضد العدوان الثلاثي، داعية إلى الوقوف إلى جانبها ضد هذا العدوان، والتأكيد على سيادتها لقناة السويس وفق معاهدة عام 1888م، والمبادئ الستة التي أقرها مجلس الأمن الدولي في 1956م.

وشهدت قمة القاهرة عام 1964م، تحولا تاريخيا في مسيرة العمل العربي المشترك إذ اكتسبت الصفة الرسمية للقمم العربية، وشددت في مضامين قراراتها على وجوب تنقية الأجواء العربية من الخلافات، ودعم التضامن العربي وترسيخه، وعدت قيام إسرائيل خطرا يهدد الأمة العربية، إضافة إلى الدعوة إلى إنشاء قيادة موحدة لجيوش الدول العربية.

ومنذ هذا التاريخ. تقرر أن تكون القمة العربية دورية، بحيث يجتمع ملوك ورؤساء دول الجامعة العربية مرة في العام على الأقل.

خلاف عاصف

كان الخلاف العاصف بين فلسطين والأردن وراء إقامة القمة الاستثنائية في سبتمبر 1970م بالقاهرة، حيث سعى القادة العرب إلى حل الخلاف حقنا للدماء العربية.

وبدعوة من المملكة عقدت في مدينة الرياض خلال أكتوبر 1976م، قمة عربية مصغرة شملت 6 دول عربية، بهدف وقف نزيف الدم في لبنان وإعادة الحياة الطبيعية إليها واحترام سيادة لبنان ورفض تقسيمه، وإعادة إعماره، وتم المصادقة على القرارات في القمة العادية التي جرت بعدها في نفس العام بالقاهرة.

وأصبحت القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، ودفعت القادة الـ10 المجتمعين في القمة العادية التاسعة ببغداد 1978، إلى رفض اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل، نقل مقر الجامعة العربية من مصر إلى تونس ومقاطعتها وتعليق عضويتها في الجامعة مؤقتا لحين زوال الأسباب، لتحتضن تونس القمة التالية العاشرة.

مشروع سعودي

وسعيا من المملكة إلى جانب أشقائها العرب، جاء مشروع الملك فهد للسلام في الشرق الأوسط، وأقر كمشروع للسلام العربي، خلال مؤتمر القمة العربية العادية الثانية عشرة في مدينة فاس المغربية الذي عقد على مرحلتين، الأولى في نوفمبر 1981م، والثانية في عام 1982م، وخرجت هذه القمة بإدانة عربية للعدوان الإسرائيلي على شعب لبنان وأرضه وقرر دعم لبنان في كل ما يؤول إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن القاضية بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية حتى الحدود الدولية المعترف بها.

وعادت القمم الاستثنائية للظهور بداية من عام 1987 في العاصمة الأردنية عمان، وعلى مدار 20 عاما كاملة، واستأنفت مصر عضويتها الكاملة في قمة 1989 الاستثنائية، وبارك المؤتمر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وناشد دول العالم الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية وتمكينها من ممارسة سيادتها على ترابها الوطني.

استنفار عربي

وتسبب الغزو العراقي الغاشم للكويت في استنفار الدول العربية لعقد قمة غير غادية بالقاهرة في أغسطس 1990 وأدان المؤتمر العدوان العراقي على دولة الكويت ورفض نتائجه وأكد سيادة الكويت واستقلالها وسلامتها الإقليمية وشجب التهديدات العراقية لدول الخليج العربية والتضامن معها والاستجابة لطلب السعودية ودول الخليج العربي الأخرى بنقل قوات عربية لمساندتها.

واستجاب العرب للاقتراح السعودي في قمة القاهرة غير العادية عام 2000 بوضع آلية عملية مناسبة لدعم صمود الشعب الفلسطيني والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس وتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدراته الذاتية عبر إنشاء صندوق باسم (انتفاضة القدس) بموارد تبلغ مئتي مليون دولار أمريكي يخصص للإنفاق على عوائل وأسر شهداء الانتفاضة، وإنشاء صندوق آخر باسم (صندوق الأقصى) بموارد تبلغ ثماني مئة مليون دولار أمريكي.

حلول الألفية

ومع حلول الألفية الجديدة، عادت مؤتمرات القمم العربية العادية إلى الانتظام بشكل دوري وسنوي، بداية من القمة الثالثة عشرة في العاصمة الأردنية عمان 2001م، وظلت المملكة تعمل بخطى حثيثة دعماً للعروبة واضطلاعا بدورها المحوري، فكانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للسلام في الشرق الأوسط، محور أعمال القمة العربية العادية الرابعة عشرة في بيروت 2002م، إذ تبنى المؤتمر هذه المبادرة وأصبحت مبادرة عربية للسلام.

وأقيمت قمة أخرى في شرم الشيخ عام 2003، ثم تونس عام 2004، والجزائر 2005، والخرطوم في العام الذي يليه، قبل أن تستضيف المملكة القمة الـ19 في الرياض عام 2007، والتي صدر عنها «إعلان الرياض» لتحصين الهوية العربية ودعم مقوماتها ومرتكزاتها وترسيخ الانتماء إليها في قلوب الأطفال والناشئة والشباب وعقولهم.

وتواصلت القمة من سوريا في 2008، مرورا بقطر عام 2009، وسرت الليبية في 2010، وبغداد 2012، وقطر مرة أخرى في 2013، لتشهد الكويت قمة 2014، وصولا إلى قمة شرم الشيخ عام 2015، وقمة موريتانيا في 2016 والتي شهدت دعم الحكومة الشرعية في اليمن، ثم قمة البحر الميت بالأردن 2017.

وجدان العرب

واستضافت المملكة بمدينة الظهران في 15 أبريل 2018م أعمال القمة العربية التاسعة والعشرين، وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن تسميتها بـ «قمة القدس»، وقال «ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين»، كما أعلن تبرع المملكة بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، و50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا».

وفيما جرى عقد القمة العادين الثلاثين في تونس عام 2019، شهدت أراضي المملكة وتحديدا مكة المكرمة استضافة القمة الاستثنائية الثانية عشرة، في 30 مايو 2019م، لبحث التدخل الإيراني في المنطقة، إثر الهجوم الذي استهدف سفنا تجارية في المياه الإقليمية للإمارات، وهجوم الحوثيين على محطتي ضخ نفطيتين بالسعودية، وعقدت القمة العادية 31 بالجزائر في نوفمبر الماضي بعدما تأجلت عامين بسبب جائحة فيروس كورونا.

القمم العربية السابقة:

31 قمة عادية

12قمة استثنائية

4 قمم تنموية

4 قمم عربية ـ أفريقية

4 قمم عربية ـ أمريكية جنوبية

1 قمة عربيةإسلامية ـ أمريكية

1 قمة عربية أوروبية

1قمة عربية ـ صينية



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى