وزير الأوقاف السعودي يدعو من المغرب إلى التصدي لمنابع الغلو والتطرف
موقف مناهض للتطرف والغلوّ في الدين، عبّر عنه عبد اللطيف آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، من المغرب، خلال الندوة العلمية المشتركة المغربية-السعودية، التي ينظمها المجلس العلمي الأعلى، اليوم الخميس وغدا الجمعة بالدار البيضاء، بقوله: “لا مكان لإرهابي ولا مكان لمتطرف ولا مكان لمن يريد هدم بلاد المسلمين أو قبلتهم”.
وزير الأوقاف السعودي، الذي استهلّ كلمته في الجلسة الافتتاحية للندوة، بالدعاء “على الإرهابيين بالذلّ”، قال إن “المسلمين ابْتلوا بالغلو والجفاء حتى اتُّهم الإسلام بسببهم بالإرهاب والتطرف”.
وأردف بأن “تشريعات الإسلام عدْل كلّها، ووسطية ورحمة، بل إن الله جعل هذه الأمة أمة وسطية”، مبرزا أن “الوسطية هي ديننا، والاعتدال هو منهجنا، والرحمة للعالمين هي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم”.
وزير الأوقاف السعودي قال إن الله أمر الرسول بالدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، “ولم يقل له يا محمدا فجِّر الناس، أو يا محمدا شكّلْ عصابات في الخفاء ودمِّر وفرِّق بين الناس وازرع الفتن، بل أرسَله رحمة وأمره بالتسامح، وهذا فُقد في العقود الأخيرة مع الأسف الشديد”.
وذهب المسؤول السعودي ذاته إلى القول إن “الإسلام استُغل لما يُهدم به الإسلام، وتفريق المسلمين، باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو باسم الغيرة على الدين، أو باسم العدل”.
وأردف بأن “الوسطية هي الدين، والاعتدال هو المنهج، والرحمة للعالمين هي وصف نبينا صلى الله عليه وسلم”، لافتا إلى أن “الصحابة ابتُلوا بالغُلاة والمتطرفين وقاتلوهم أشدّ القتال طاعة لله ولرسوله”.
ووصف وزير الأوقاف السعودي دعاة الإرهاب والتطرف بـ”سفهاء الأحلام”، وأن “إيمانهم لا يُجاوز حناجرهم”، على حد تعبيره، مضيفا: “هم ظاهرة صوتية ينخدع بهم من ينخدع، يخوّفون المجتمعات، ويبثون كل ما يصيب أهدافهم الشيطانية التي تقوّض الأمن والاستقرار”.
وذهب المتحدث ذاته إلى القول: “فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، لأن هؤلاء لا ينفع معهم شيء، مَن مرض بهذا الداء يصعب علاجه، وهذا حُكم سيّد البشر، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة”، قبل أن يستدرك: “ولكن التعامل معهم لا يكون بالطريقة العشوائية بل بالعدل والشرع والقانون تحت راية الدولة، وليس تحت راية أي كان، ما دامت الدولة قائمة وولي الأمر قائم، وإلا فإننا سنسير إلى فوضى أسوأ مما قام به هؤلاء الخوارج”.
ودعا آل الشيخ العلماء إلى دحض الشُّبَه بالعلم والدليل، وبأن يتفاعلوا مع مستجدات العصر، وأن يبيّنوا للناس ما لهم وما عليهم، باعتبار أنهم “هم السدّ المنيع، والحائط القوي للدفاع عن الدين حتى تبقى الأوطان، ويعيش المسلمون في أوطانهم آمنين”.
كما دعاهم إلى “إيصال المبادئ العظيمة لهذا الدين العظيم، تُبيّن لهم أن ديننا دين تسامح، وأن ديننا دين الرحمة والمحبة والتعاون والعلم والمعرفة والتعاون، حتى نكون قدوة للآخرين”.
وتوقف المسؤول السعودي عند الإجراءات التي اتخذتها بلاده لمحاربة التطرف والإرهاب، بعد الأحداث التي شهدها قبل سنوات، مشيرا إلى أن الوزارة التي يحمل حقيبتها أنْهتْ استعمال مَن ليسوا علماء لمنابر المساجد، مضيفا: “الآن انتهت هذه بالأمور إلى غير رجعة، ومن ثبت أنه يحمل في فكره ولو جزءا من فكر متطرف تم إعفاؤه، وتم تدمير منابع الغلو والتطرف في المملكة”.