قمة جدة: ماذا ينتظر العرب من قمتهم؟
تشهد مدينة جدة غربي السعودية يوم الجمعة 19 أيار/مايو قمة عربية جديدة، في وقت تمر المنطقة بأزمات وتحديات كبيرة، يتطلع العرب أن تجد حلولا عاجلة من القادة العرب في أحدث قممهم.
من أبرز هذه التحديات الأزمة السورية وقضية اللاجئين السوريين.
ويشارك في هذه القمة الرئيس السوري بشار الأسد للمرة الأولى منذ 12 عاما، بعد تجميد عضوية بلاده في الجامعة العربية بعد اندلاع الصراع في بلاده عام 2011.
خطوة تعرضت لانتقادات دولية وعربية وأيضا من جانب المعارضة السورية التي رأتها مكافأة للرئيس الأسد.
واشنطن كانت أبرز المنتقدين الدوليين، وبررت انتقادها بالقول إن نظام دمشق “لا يستحق هذه الخطوة” وشككت في رغبته إيجاد حلول لأزمة الحرب الأهلية في بلاده”.
بينما أعلنت قطر صراحة معارضتها للنظام السوري ورئيسه قائلة إنها لن تطبع العلاقات مع حكومة دمشق رغم قرار جامعة الدول العربية.
أما المعارض السوري، الكاتب بسام جعارة، فيرى أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية هي بمثابة إعلان حرب على الشعب السوري.
وقال جعارة في تصريحات لنقطة حوار إن القرار هو بمثابة “مكافأة جزار على كل جرائمه التي ارتكبها”، وتساءل “ما الذي يمكن أن يقدمه نظام مثل نظام بشار الأسد للجامعة العربية؟”.
وأضاف أن “الأسد لن يطلق سراح معتقليه وهو غير قادر على إخراج القوات الأمريكية الموجودة في سوريا، فما الذي يمكن الرهان عليه؟”.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
أما التحدي القديم الجديد أمام اجتماعات القمم العربية فيكمن في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيفية تسويته.
إذ تأتي قمة جدة بعد أيام قليلة من التصعيد العسكري في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي.
تصعيد تقول إسرائيل إنه جاء لقصف أهداف لحركة الجهاد الإسلامي، التي تصنفها منظمة إرهابية، ما أدى إلى مقتل 34 فلسطينيا على الأقل بينهم قادة من الحركة ونساء وأطفال.
كما أسفر إطلاق صواريخ فلسطينية على إسرائيل عن مقتل اثنين هما إسرائيلي وفلسطيني يعمل في إسرائيل.
سياسيا، فقد مر أكثر من 10 سنوات على آخر محاولة جادة للتوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل التفاوض على مستقبلهم، سواء معا أم بشكل منفصل في محاولة لإنهاء الصراع بينهما.
ولا تزال إسرائيل تواصل إعلان بناء مستوطنات جديدة، تقف حجر عثرة أمام “حل الدولتين” الذي لا يزال مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وغيرهما من الجهات الدولية يؤكدون أنه الفرصة الوحيدة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وتعتبر غالبية دول العالم المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية.
أما أحدث تحد يواجه قمة العرب هذه الدورة، فيتمثل في القتال الذي اندلع في السودان منتصف الشهر الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع في صراع على السلطة، بعد 18 شهرا من انقلاب عسكري أدى إلى ضرب مساعي وآمال الانتقال إلى الحكم المدني.
وأدى التناحر العنيف بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه الذي تحول إلى خصمه محمد حمدان دقلو، والذي يقود قوات الدعم السريع، إلى مقتل وإصابة مئات الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، ونزوح ما يقرب من مليون شخص.
وناشدت الأمم المتحدة العالم توفير ثلاثة مليارات دولار لتمويل المساعدات الإنسانية في السودان، والدول المجاورة التي تؤوي لاجئين فارين من الصراع هناك.
وتسعى السعودية والولايات المتحدة إلى التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار في السودان من خلال محادثات تجري في جدة ضمت ممثلين عن طرفي الصراع.
الوضع في ليبيا
أما في ليبيا، التي تمثل تحديا أخر أمام قمة جدة، فلا تزال الأزمة السياسية قائمة من دون أن تلوح في الأفق نهاية قريبة لها.
فقد قرر مجلس النواب الليبي في شرق البلاد الثلاثاء 16 أيار/مايو تعليق عمل رئيس الحكومة الموازية فتحي باشاغا وإحالته للتحقيق إثر اتهامه بالفشل في تحقيق الأهداف التي تعهدت بها حكومته.
وترأس باشاغا الحكومة التي عينها مجلس النواب في مدينة طبرق في شباط/فبراير من عام 2022 إثر سحبه الثقة من حكومة الوفاق الوطني الموجودة في العاصمة طرابلس في غرب البلاد برئاسة عبد الحميد دبيبة.
وقال المتحدث باسم مجلس النواب، عبد الله بليحق، إن حكومة باشاغا فشلت في تحقيق واحد من أهم أولوياتها وهو دخول العاصمة طرابلس والعمل منها.
وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 من الانشقاق الداخلي الذي أدى إلى وجود حكومتين متحاربتين بشرق البلاد وغربها.
وتبقى المعضلة الكبيرة في ليبيا ذاتها، وهي عدم وجود قاعدة دستورية لإنجاز الانتخابات في ظل وجود تشكيلات مسلحة تسيطر على السياسيين، وهو ما كان عائقا أمام إنجاز الانتخابات في موعدها المحدد.
الأزمة اليمنية
من بين التحديات التي تفرض نفسها على طاولة محادثات قمة جدة، الصراع اليمني وكيفية التوصل إلى اتفاق شامل يؤدي لوقف إطلاق النار بشكل دائم وإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات في البلاد.
وتصف الأمم المتحدة الكارثة الإنسانية التي يمر بها اليمن بأنها واحدة من الأسوأ في العالم، إذ إن هناك 21.6 مليون يمني يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات في عام 2023.
وكان لثماني سنوات من القتال بين القوات المتحالفة مع الحكومة والمدعومة من التحالف العسكري الذي تتزعمه السعودية، والمتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على غالبية أنحاء البلاد، أثر مدمر على سكان البلاد، ولا سيما النساء والأطفال.
وضع اقتصادي صعب
يمثل الوضع الاقتصادي المتردي في عدد كبير من الدول العربية عبئا آخر يضاف إلى ملفات قمة جدة.
فقد أثرت الصراعات والأزمات التي تمر بها الدول العربية السابق ذكرها على اقتصادات تلك الدول التي كانت تعاني بالأساس حتى قبل بدء الاضطرابات فيها.
كما أدى كل من وباء كورونا وحرب أوكرانيا إلى مفاقمة الوضع الاقتصادي في معظم الدول العربية.
وباتت دول مثل لبنان وتونس ومصر وغيرها في حاجة إلى مساعدات اقتصادية وذلك بعد انخفاض قيمة عملاتها المحلية بشكل كبير أمام العملات الأجنبية خلال السنوات القليلة الماضية.
كيف تختلف قمة جدة عن سابقاتها من القمم؟
ماذا ينتظر العرب من هذه القمة؟
هل تخرج قمة جدة بحلول للمشاكل التي تواجهها؟ ولماذا؟
هل هناك انتقائية في اختيار القضايا التي تتناولها القمم العربية؟
إلى أي مدى تعولون على الجامعة العربية في حل قضايا العرب؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 19 أيار/ مايو
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:Linkhttps://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب