أخبار العالم

القوات المسلحة الملكية تقترب من البرازيل في تعزيز القدرات الدفاعية المغربية



على خلاف الأسواق التقليدية، تجد القوات المسلحة الملكية فرصا جديدة لمواكبة تطوير منظومتها الدفاعية عبر أسواق صاعدة، مثل السوق البرازيل التي أصبحت “مرتكزا مستقبليا” لإقرار صناعة دفاعية بالمغرب.

في تقرير جديد لها، كشفت منصة “ديفنس ويب” أن “السوق العسكرية بالبرازيل أصبحت تجذب عيون الجيش المغربي، إذ مع مصادقة مجلس الشيوخ البرازيلي على مشروع مرسوم يقضي بالتعاون الدفاعي مع الرباط، أصبحت الشراكة العسكرية بين البلدين تأخذ أبعادا جديدا”.

وأضاف التقرير أن “الشراكة الجديدة مع البرازيل تتماشى مع استراتيجية المملكة المغربية لتنويع الشركاء الأمنيين والخروج من نفق الاعتماد على أسواق تقليدية متقلبة، خاصة وأن فاعلين صاعدين، مثل البرازيل، يقدمون فرصا جديدة تساير التطور التكنولوجي الحاصل في المجال، وبأسعار تفضيلية”.

المصدر عينه أبرز أن “المغرب يعد من أكبر المستوردين العالميين للسلاح (المرتبة 29)، وما تزال الولايات المتحدة الأمريكية مورده الرئيسي، ومع وجود تعاون دفاعي بين الرباط وبرازيليا، فإن الأخيرة تسير في طريق تعزيز مكانتها في ترتيب أهم الموردين العسكريين للرباط”.

وتعتبر البرازيل، بحسب تقارير إعلامية، أحد الأسواق “الصاعدة” في مجال الصناعات “الدفاعية والهجومية”، إذ سبق لها أن قدمت طائرات ومدرعات، وزعت على جيوش عديدة في العالم، منها طائرة “C-390 Millennium” الخاصة بالنقل، والطائرة الهجومية الخفيفة “Embraer EMB 314 Super Tucano”، والمدرعة “EE-11 Urutu”، التي يعتمد عليها الجيش السعودي.

ومع سعيه لتحقيق صناعة عسكرية محلية، سواء من خلال تنويع الشراكات الدولية أو جذب مستثمرين جدد، يجد المغرب في البرازيل أحد أهم الوجهات الصاعدة التي تقدم تجارب ملهمة، وهو الأمر الذي يفسره محمد الطيار، خبير أمني وعسكري، القول إن “البرازيل تعد الأقوى عسكريا واقتصاديا بين دول امريكا اللاتينية، وقصة نجاحها ونهضتها خلال العشرين سنة لا تختلف كثيرا عن النجاح والمسار الذي حققه المغرب طيلة العقدين السابقين، إذ أصبح يتطلع إلى بناء صناعة خاصة به للدفاع وتطوير ترسانته العسكرية بما يناسب المتغيرات الحالية”.

وأضاف الطيار، في تصريح لهسبريس، أن “البرازيل من جهتها تعي جيدا أهمية الدخول في شراكة مع المغرب في المجال العسكري وغيره، إذ تطمح للحصول على منتجات الصناعة العسكرية المغربية، خاصة فيما يتعلق بالطائرات المسيرة التي نجح المغرب في قطع خطوات مهمة في تصنيعها”.

“التعاون العسكري بين البلدين سيجعلهما يقلصان فاتورة الاعتماد على الصناعة العسكرية الأجنبية، ويساهم في تطوير قدراتهما الدفاعية”، يبين الخبير العسكري عينه قبل أن يزيد أن “توطيد العلاقات التجارية العسكرية مع البرازيل له دور كبير في الدفع بمساعي المغرب ورغبته الكبيرة لتعزيز مكانته كقوة عسكرية إقليمية في أفريقيا وفي المحيط الإقليمي، كما يساهم في تعزيز الترسانة العسكرية المغربية بأسلحة نوعية برعت البرازيل دوليا في صناعتها وتطويرها”.

وخلص المتحدث سالف الذكر إلى أن “الاتفاق الإطاري للتعاون بين الدولتين في مجال الدفاع هو أحد تجليات النجاحات الدبلوماسية المغربية التي دشنها الملك محمد السادس بزيارته إلى دولة البرازيل سنة 2004، باعتبار أن دول أمريكا اللاتينية كانت إلى عهد قريب من أكبر داعمي النظام العسكري الجزائري في مشروعه الانفصالي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى