مغاربة يقودون حملة ضد “التنخيل العشوائي”
يقود مغاربة حملة واسعة ضد ما يصفونه بـ”الغرس العشوائي” للنخيل في جل مدن المملكة، موازاة مع الدعوة إلى غرس الأشجار الملائمة لكل بيئة محلية حسب مخطط منظري مهني مستدام.
وتعرف الحملة تفاعلاً ملحوظاً من طرف العديد من النشطاء، لاسيما في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حيث يتداولون صوراً لعمليات غرس حديثة للنخيل بمختلف أنواعه في عدد من مدن المغرب، مرفقة بـ”تدوينات” مستنكرة للأمر.
وبالموازاة مع “الحملة الفايسبوكية”، جمعت عريضة في الشأن ذاته على موقع العرائض “آفاز” ما يزيد عن 3 آلاف و400 توقيع من أصل 5 آلاف المطلوبة، موجّهة على الخصوص إلى وزارتي إعداد التراب وسياسة المدينة والانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.
سليمة بلمقدم، مهندسة منظرية رئيسة حركة بيئة المغرب 2050، قالت إن الترافع من أجل وقف غرس النخيل والدعوة إلى تشجير الحواضر والقرى يصل إلى مرحلته الثالثة، وذلك بعد مراسلة عدد من المسؤولين والوزارات، من بينها وزارة الداخلية المعنية بالجماعات الترابية.
وأضافت بلمقدم، مُطلقة الحملة، ضمن تصريح لهسبريس، أن “هذا الإشكال يتداخل فيه الجانب السياسي بالجانب المصلحي الربحي المتعلّق بالصفقات والاستثمارات في مشاتل النخيل، ثم غياب الحس البيئي”، موضحة أن البيئة “لم تدخل بعد ضمن أولويات المدبرين والمنتخبين المغاربة”.
وبالنّسبة للخبيرة في مجال الهندسة المنظرية فإن مدبّري المدن “لم يستوعبوا بعد العلاقة اللصيقة بين التغيرات المناخية والجفاف وغياب التشجير في المدن والقرى”، مشيرة إلى أنه يسود الاعتقاد لدى هؤلاء بأن التشجير “جزء جمالي فقط، بينما خدماته تتجاوز الجمالي إلى الإيكولوجي والصحي والاقتصادي”.
وتشير المتحدّثة ذاتها إلى أن “المغاربة يقضون وقتاً خارج البيت أكثر مما يقضونه داخله، وذلك نتيجة الأجواء الحارة التي تشهدها عدد من المدن”، وبالتالي، تضيف، “يجب توفير الظروف الملائمة والفضاءات الخارجية لرغبة المغاربة في قضائهم هذا الوقت بالخارج”.
وخلصت رئيسة حركة بيئة المغرب 2050 إلى أنه “ستتم إعادة مراسلة الوزارات المعنية واتخاذ خطوات أخرى للفت انتباه مدبّرين شأن المدن والقرى، إلى حين تحقيق الغاية من هذه الحملة التي تواصل جذب المهتمين بالبيئة الصحية وجمالية المدن”.