آخر خبر

نعم للمقدرات | صحيفة مكة


الحشيش؛ الكبتاجون؛ المارجوانا؛ الشبو؛ الهيروين؛ الكوكايين؛ وغيرها الكثير من المواد المخدرة التي تتسبب بفقدان التركيز وتثبيط الهمة وإضعاف الدافعية وتأخير الإنتاجية وتعطيل دور العقل البشري الذي جعله الخالق عز وجل أساسا للتمييز لتحقيق أعظم فائدة وهي الحفاظ على الكرامة الإنسانية وتنمية المقدرات البشرية لإعمار الأرض.

عندما حرم الشارع الحكيم كل ما يؤذي الإنسان وأكد على المقاصد الشرعية الخمس بحفظ دينه ونفسه وماله وعرضه وعقله؛ وجرم النظام القويم كل من يتعدى على النفس والآخرين أمنيا وأخلاقيا ومجتمعيا؛ كان لذلك حكمة عظيمة وغاية جليلة استدعت قيام المملكة أعزها الله متمثلة في وزارة الداخلية وبالتعاون مع عدة جهات مؤخرا بالتصدي للمخدرات من خلال الحملات الأمنية الرادعة والضربات الحاسمة على المروجين والمستخدمين وضد كل من تسول له نفسه الخبيثة بالتعدي على مقدراتنا الوطنية؛ البشرية والمالية والأمنية والاجتماعية ممن يسئ لأبنائنا بإفسادهم عقليا وجسديا ونفسيا وإلحاق الدمار بالأسرة والمجتمع والدولة.

أرى أن مقدرات التنمية البشرية بصفة عامة هي جميع إمكانات البشر من الجنسين ذكورا وإناثا ذهنيا وجسديا في عمر معين والتي تبدأ من مرحلة التكليف والجاهزية إلى كيفية الإتقان بتحمل المسؤولية؛ التي تضيف لديهم الخبرات وتزيد القدرات؛ وترى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن المقدرات البشرية هي «مجموعة المعارف والمهارات والكفايات والقيم الكامنة في الفرد، تمكنه من بناء كيانه الشخصي، الاجتماعي، والاقتصادي»؛ كما يرى البنك الدولي أن المقدرات البشرية «تتكون من المعارف والمهارات والصحة التي يراكمها الناس خلال سنوات حياتهم، وتمكنهم من تحقيق إمكاناتهم وتطلعاتهم».

راعت المملكة تلك المقدرات البشرية ووضعت لها خطة مستقبلية مدروسة باستحداث برنامج تنمية القدرات البشرية كأحد برامج الرؤية الوطنية 2030 لتعزيز القيم التي تعكس هويتنا الإسلامية لنرتقي بالانضباط السلوكي العام كونها اللبنة الأساسية الأولى للبناء الديني والوطني؛ ودعم المهارات التطويرية من خلال اكتشاف ما يتميز به شبابنا بالتركيز على التعليم منذ المراحل الأولية إلى الجامعية لاكتساب المعارف المتنوعة والمختلفة التي تساعد في عملية التنمية المستدامة بالإبداع والابتكار للوصول إلى الريادة العالمية ثقافيا ومعرفيا وطبيا واقتصاديا وسياسيا وفي مجال الفضاء.

جميع تلك التطلعات التي تستثمرها الدولة رعاها الله في شبابها وأيضا ما تتكبده أسرهم معنويا وماديا من عناء التربية والرعاية؛ وكذلك مجتمعنا الذي يستشرف المزيد من الأمثلة الإبداعية المتألقة في شبابه ستتحقق بمشيئة المولى القادر ثم بقوة وازعنا الديني المستقر ورجال أمننا البواسل ووعينا المجتمعي المتكامل لمواجهة الهجمات الخارجية المتتالية على مقدراتنا الوطنية بالتصدي للمخدرات والتحدي بمنع دخولها وترويجها واستخدامها.

لنقف جميعا متعاونين ونعلنها بصوت واحد: لا للمخدرات.. نعم للمقدرات.

[email protected]



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى