ميناء نيوم يفتح أبوابه أمام قطاع الأعمال في “أوكساچون”
ويأتي هذا، بعد أن أعلنت نيوم في وقت سابق من العام الماضي عن انتقال إدارة ميناء “ضباء” من الهيئة العامة للموانئ إلى نيوم، وحاليًا تم تغيير مسماه إلى “ميناء نيوم”، تماشيًا مع سياسات التحول الوطنية لتنظيم عمل الموانئ وتحويلها إلى مراكز لوجستية عالمية تعزز صلة المملكة بالأسواق الدولية.
ويقع الميناء في “أوكساچون” للصناعات المتقدمة والمستدامة، ويعد البوابة التجارية البحرية الرئيسة للدخول إلى المنطقة الشمالية الغربية من المملكة، وقد شهد الميناء العديد من أعمال التطوير منذ أن تمت عملية النقل، إذ تم تعزيز بنيته وإمكاناته لاستيعاب الحجم المتزايد للبضائع القادمة إلى نيوم، والزيادة في مناولة الحاويات والبضائع العامة.
وقال الرئيس التنفيذي لنيوم المهندس نظمي النصر: سيلعب ميناء نيوم دورًا محوريًا في تحقيق طموحات المملكة وتعزيز تنافسيتها التجارية، وتنوعها الاقتصادي، وتحولها لمنصة عالمية للخدمات اللوجستية والتجارة البحرية، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030, ويمثل تطوير المرحلة الأولى من ميناء نيوم محطة رئيسة في تحقيق رؤيتنا لبناء إحدى أكثر الموانئ تقدمًا وكفاءة واستدامة، مع أول سلسلة توريد وشبكة لوجستية متكاملة ومؤتمتة بالكامل.
وأضاف النصر: من خلال موقعه الإستراتيجي على ساحل البحر الأحمر، وعلى تقاطع ممرات التجارة العالمية، سيكون الميناء عامل تمكين مهم لنيوم ومحفزًا للتنمية الاقتصادية على مستوى المنطقة، وقد بلغت قيمة الاستثمارات فيه حتى الآن أكثر من 7.5 مليارات ريال، ومن المقرر تدشين أولى المحطات الجديدة المطورة خلال عام 2025.
من جانبه، قال المدير العام لميناء نيوم، شون كيلي: “سيشكل الميناء عاملًا مهمًا في تحقيق رؤية وطموحات نيوم الاقتصادية الشاملة، وفي تنفيذ عملياتها المختلفة، لا سيما استيراد السلع والمواد خلال مرحلة التطوير”، مؤكدًا أن افتتاح الميناء يمثل خطوة بالغة الأهمية مع تسارع وتيرة الأعمال وتطوير المشاريع في جميع أنحاء نيوم.
ولتعزيز الاتصال بالأسواق العالمية، جرى تدشين خدمة الحاويات الأولى في الميناء وتشغيلها بواسطة شركة CMA CGM، الرائدة عالمياً في حلول الشحن والنقل البحري والجوي والبري والخدمات اللوجستية، كما أن ربط ميناء نيوم بخدمة JEDDEX، الخط البحري الرابط بين العديد من موانئ المنطقة، سيجعل منه أول منفذ مباشر من نيوم وإليها عبر شبكة CMA CGM العالمية؛ بالإضافة إلى ذلك، شهد الميناء طلبات للرسو من سفن عدة وصلت دون مواعيد مسبقة تحمل شحنات وبضائع تدعم التطوير المستمر في جميع أنحاء نيوم, ومؤخراً تم منح عقود التصميم والجرف والحفر وبناء جدار الرصيف، ومعدات مناولة البضائع، إذ تمّ اختيار شركة Jacobs الهندسية كاستشاري رئيسي للتصميم، وكل من Moffat and Nichol، وIGO، وTrent كمستشارين ثانويين لإعادة تصميم المحطات والمستودعات وتنفيذ السكك الحديدية والبنية التحتية وشبكة الطاقة المستدامة وغيرها في “أوكساچون”، وتبلغ قيمة المشروع أكثر من 180 مليون ريال سعودي وسينفذ خلال 48 شهراً, وشارك في تقديم عطاءات المرحلة الأولى من مناقصة التجريف وأعمال الرصيف البحري، تحالف بين شركتي BESIX وشركة قادة البناء الحديث MBL اللتين تعاونتا مع شركة Boskalis وتّعد شركتا BESIX و Boskalis من أوائل شركات المقاولات الأوروبية التي تفوز بعقود التصميم والبناء، البالغة قيمتها 2 مليار ريال سعودي، من نيوم, وبموجب هذا التحالف، ستكون شركة Boskalis مسؤولة عن أعمال تعميق وتوسيع القناة البحرية الرئيسية، وسوف يتم تنفيذ الأعمال بما ينسجم مع معايير ومتطلبات كل من نيوم و”أوكساچون” في مجال الاستدامة، حيث لن يكون هناك أي هدر لمخلفات الحفر؛ بل سيتم إعادة استخدامها لبناء منصات أعمال الحفر كجزء من تطوير “أوكساچون”, وسيكون تحالف BESIX-MBL مسؤولاً عن تصميم وبناء رصيف بحري بطول يزيد على 3 كم، باستخدام منهجيات تشييد ومواد بناء مبتكرة ومستدامة، كما سيتم استخدام الهياكل الفولاذية منخفضة الكربون لبناء الأرصفة البحرية في إطار الجهود المبذولة للتقليل من البصمة الكربونية للمشروع.
وكجزء من الاستثمار في تطوير الميناء، تم منح العديد من عقود الرافعات ومعدات الحاويات إلى شركة “ليبهير السعودية المحدودة” وشركة شنغهاي جينهوا للصناعات الثقيلة المحدودة ZPMC، إذ حصلت “ليبهير” على عقود لعشر رافعات ميناء متنقلة باستثمارات تزيد على 200 مليون ريال سعودي، أما شركة ZPMC فحصلت على عقود لعشر رافعات جسرية من السفن إلى الشاطئ STS، و30 رافعة جسرية كهربائية ذات طبقات مطاطية ERTGS، وست رافعات جسرية آلية مثبتة على سكة حديدية ARMG، تقدر قيمتها بأكثر من مليار ريال سعودي، وستعمل ZPMC مع شركة “سيمنز أوروبا” لتقديم مكونات الأتمتة, ومن المتوقع بدء التشغيل في المشروع خلال عام 2025، مع إطلاق أول محطة حاويات بسلسلة إمداد متكاملة وحلول لوجستية. وعند اكتماله، سيعمل الميناء بالطاقة المتجددة بنسبة 100٪ وبصافي انبعاثات صفرية، ما سيجعله أكثر الموانئ الحديثة استدامة على مستوى العالم.