“زوبعة في فنجان” .. البوليساريو تهدد باستمرار حمل السلاح ضد المغرب
عادت من جديد لغة “التهديد والوعيد” في تصريحات زعيم تنظيم ما يسمى “البوليساريو”، إذ هدد بمواصلة حمل السلاح ضد الأراضي المغربية، كما وصف حكومة سانشيز بـ”الخائنة”.
وفي تصريحات تناقلتها وسائل إعلام تابعة للجبهة اعتبر غالي أن “حمل السلاح ضد المغرب سيستمر إلى حين تراجع القوات المسلحة الملكية” من الصحراء المغربية، معتبرا في الوقت ذاته أن موقف حكومة سانشيز بشأن الاعتراف بمخطط الحكم الذاتي المغربي هو “تراجع مفضوح وخيانة للجبهة”.
وواصل زعيم التنظيم الانفصالي توجيه “سهام النقد” إلى المكون الاشتراكي بإسبانيا، واصفا قرار الحكومة الحالية الأخير في قضية الصحراء المغربية بـ”الخيانة المماثلة” التي أقدمت عليها أسماء وازنة بالحزب الاشتراكي كـ”موراتينوس وبالينثيانو وآغيلار”.
وادعى المتحدث ذاته أن “سكان الأقاليم الجنوبية بالمغرب يلتفون من أجل دعم أطروحة الانفصال”، دون أن يقدم أي دليل ملموس حول ذلك، مكتفيا بـ”التهديد بمواصلة القتال”.
تهديدات فارغة
نور الدين باحداد، أستاذ وباحث مختص في قضية الصحراء، قال إن “الوضع الحالي بشأن قضية الصحراء المغربية، وما تعرفه من دعم دولي واسع، أصبح يزعج الجزائر وصنيعتها البوليساريو؛ فجل الدول الكبرى أصبحت تجد الموقف المغربي الحل الأوحد لحل النزاع المفتعل”.
وأضاف باحداد، في حديث لهسبريس، أن “التهديدات التي يطلقها غالي بمواصلة حمل السلاح ضد القوات المسلحة الملكية هي تهديدات فارغة، ولا تغير شيئا من الواقع، الذي يشهد رزانة وحكمة في الموقف المغربي”.
“هاته التصريحات الرعناء تزيد من تشويه صورة الجبهة الانفصالية أمام المنتظم الدولي”، يستطرد الأستاذ والباحث المختص في قضية الصحراء، قبل أن يشدد على أن “الجيش المغربي يلتزم بالمقتضيات الدولية، ولن ينجر أبدا إلى هاته الاستفزازات، التي لا تحمل وزنا عسكريا ولا سياسيا، لأن ميزان القوى واضح ولا يحتاج إلى النقاش”.
واعتبر المتحدث سالف الذكر أن “تحركات غالي الأخيرة، سواء من خلال الزيارات المحتشمة التي قام بها إلى دول تدعم أطروحة الانفصال، أو عبر إطلاق تصريحات مثيرة للشفقة، لا يمكن أن تعطي انطباعات أخرى سوى أن الجبهة ومؤسستها الجزائر تشعران بتهديد دولي واضح لأطروحتهما”.
وتابع باحداد مفسرا تصريحات غالي: “المغرب يواجه مثل هاته التهديدات بكونها صادرة عن الطرف الرئيسي في النزاع، وهو الجزائر، التي تعتبر المحرك الأساسي لعمل الجبهة، ولا يمكن للأخيرة أن تقدم على أي عمل تجاه المملكة دون صدور تعليمات مفصلة من قصر المرادية”.
وفي ما يخص الانتقادات التي وجهها زعيم الجبهة إلى حكومة سانشيز، شدد المصرح لهسبريس على أن “إسبانيا تعي جيدا الصراع في منطقة الصحراء، وتعلم بشكل دقيق من يؤجج الأوضاع، ومن يتخذ من المنطقة كمنطلق للتنمية والازدهار”، مؤكدا في الوقت ذاته أن “الموقف الإسباني كان في خضم وعي سياسي بضرورة حل الصراع في نطاق سلمي، بعيدا عن الصراعات الغوغاء”.
زوبعة في فنجان
في سياق متصل، اعتبر محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن “تصريحات غالي تبين مدى تأثره بالموقف الإسباني المتقدم في قضية الصحراء، باعتبار مدريد من أهم الفرقاء التارخيين الذين يساهمون في حل النزاع المفتعل”.
وأضاف سالم عبد الفتاح في تصريح لهسبريس أن “حكومة سانشيز أصبحت تعبر عن مواقفها الصريحة من القضية، بحكم مصالحها بالمنطقة التي تتعارض مع أطروحات الانفصال التي تعاني منها مدريد أيضا”.
واعتبر رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان أن “المصالح الإستراتيجية لإسبانيا تنسجم مع العقيدة الدبلوماسية للمغرب، عكس دول أخرى تدعم الاتجاه الانفصالي”.
“الشراكات الإستراتيجية التي تجمع مدريد بالرباط ستفرض على الحكومات المقبلة دعم مخطط الحكم الذاتي”، يستطرد المتحدث سالف الذكر، مشدد على أن “المغرب وإسبانيا يلتقيان في العديد من القضايا المهمة، التي تحدد مصير البلدين”.
وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “إسبانيا لم تعد تهتم رفقة المنتظم الدولي بهاته التصريحات التصعيدية، التي لا يمكن أن تكون إلا مجرد زوبعة في فنجان، مع توالي الفشل التدبيري للجبهة على المستويات الداخلية والخارجية”.