آخر خبر

أهمية فحص «السكر التراكمي» | صحيفة مكة


يستغرب بعض الأشخاص عندما يطلب منهم الطبيب المعالج فحص «السكر التراكمي» للشهور الثلاثة الأخيرة، إذ إن هذا الفحص لا يقتصر على المرضى المصابين بالسكري فقط، بل قد يشمل أيضا الأفراد الأصحاء. فخلاله يعرف الطبيب مؤشرات ووضع السكر عند الأفراد الأصحاء، بينما عند المصابين بالسكري فيتم التعرف على سيطرة ومدى تحكم المصابين في مرضهم.

والسؤال الذي قد يدور في أذهان البعض: ما الأهمية والدلالات التي يشكلها فحص «السكر التراكمي»؟

والإجابة هي: فحص السكر التراكمي هو أحد الفحوصات التي تجرى لتقييم مستوى الجلوكوز في الدم، وذلك لتشخيص الإصابة بالسكري، وتقييم التحكم بسكر الدم لدى المصابين، ويشكل أحد الاختبارات المهمة للاطمئنان على الحالة الصحية للفرد السليم، وتجنب كثير من المشكلات المرضية إذا كانت هناك سيرة مرضية مرتبطة بمشكلات زيادة الوزن والسمنة ومقدمات السكري، وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية وغيرها، وبالتالي فإنه يمكن اتخاذ الوسائل العلاجية التي تحمي الفرد من المضاعفات الخطيرة، وأهمها المشكلات التي تداهم القلب. أما بالنسبة لمرضى السكري فإن فحص السكر التراكمي يعد أساسيا لإدارة المرض بشكل سليم، لكون هذا الفحص بالطبع لا يحل محل اختبار السكر الذي يجريه المصاب بالسكري في المنزل، اضافة إلى تعزيز التأكيد بأن نسبة السكر في الدم ما تزال ضمن النطاق المستهدف.

وهذا التحليل يقيس نسبة الهيموجلوبين الذي يحمل السكر في الدم مقارنة بنسبة الهيموجلوبين الطبيعية، إذ إن الهيموجلوبين هو أحد مركبات الدم وكلما زادت هذه النسبة فذلك يعني أن مستوى السكر لدى الشخص غير منضبطة، وفي حال كان مصابا بمرض السكر فعلا فإن زيادة نسبة الهيموجلوبين السكري يعني أن المريض معرض لبعض مضاعفات مرض السكري، مع التنويه بأن الهيموجلوبين عبارة عن بروتين موجود في خلايا الدم الحمراء، ومسؤول عن حمل الأكسجين ونقله إلى خلايا الجسم المختلفة. كما أن سكر الدم أو الجلوكوز المتراكم في الدم يرتبط بالهيموجلوبين.

ويتم إجراء فحص السكر التراكمي في المختبرات الطبية، حيث يقوم الطبيب بسحب العينة الخاصة بالدم خلال الحقن الوريدي، ثم يتم إرسال العينة للمعمل، وهو فحص عادي جدا مثل الفحوصات الأخرى الاعتيادية.

وكما أشرت إلى أن ارتفاع السكر التراكمي ينتج أصلا من ارتفاع مستوى السكر في الدم، لذلك فإن ارتفاع السكر التراكمي هو عرض من أعراض ارتفاع السكري، بجانب الأعراض الأخرى التالية: شعور متزايد بالعطش، ضبابية في الرؤية، صداع، الحاجة المتكررة للتبول، فقدان الوزن، الشعور بالتعب والإرهاق.

ويمكن التعرف على نتائج الفحص الخاص بالسكر التراكمي خلال التالي:

– بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكر، فإن نسبة الهيموجلوبين السكري الطبيعية تكون بين 4.5 – 6%

– الأشخاص الذين لا يحافظون على انضباط مستوى السكر في الدم فترة طويلة قد تصل نسبته إلى 9%.

– إذا كانت نتائج الفحص بين 5.7 – 6.4 %، فذلك يعني أن الشخص في مرحلة ما قبل السكري، والتي تعني أن فرصة الإصابة بالمرض عالية جدا

– أما المرضى المصابون بالسكر بالفعل، فتكون نتيجة الفحص بين 6.5 – 7%، وذلك مع العلاج، وقد تزيد نسبة السكر التراكمي في بعض الحالات، فإذا زادت نسبة السكر التراكمي عن الهدف المطلوب، فقد يطلب الطبيب تغيير العلاج.

وأخيرا.. إن خير نصيحة للأصحاء ولمرضى السكري هي اتباع السلوكيات الصحية التي تعزز نمط الحياة، ومنها تناول الأكل الصحي والحد من الوجبات السريعة، وتناول الماء والعصائر الطازجة، وتجنب المشروبات الغازية والمعلبة لأنها عالية في نسبة السكر، والحد من مشروبات الكافيين كالقهوة والشاي، والاهتمام بممارسة الرياضة ولتكن نصف ساعة يوميا بمعدل 150 دقيقة أسبوعيا على الأقل، وتجنب كل عوامل التوتر والقلق، والحرص على النوم الصحي خلال إعطاء الجسد كفايته من الراحة والنوم.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى