روسيا وأوكرانيا: هجوم جوي جديد على كييف، وتعهدات غربية لزيلينسكي بتقديم مساعدات عسكرية بالمليارات
تعرضت العاصمة الأوكرانية، كييف، فجر اليوم، لسلسلة هجمات جوية روسية، تصدت لها أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، وفق وكالة الأنباء الأوكرانية.
ويُعد هذا الهجوم الجوي الثامن على كييف منذ بداية مايو/أيار الجاري، وأفادت السلطة العسكرية في كييف في بيان على تلغرام، بأن الهجوم الذي تم شنه بثمانية عشر صاروخا كان “معقدا واستثنائيا” في كثافته حيث أُطلق خلاله عدد كبير من الصواريخ في فترة قصيرة جدا، ومن اتجاهات مختلفة وفي وقت واحد، ويُعتقد أن الهجوم تم باستخدام الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز وربما الصواريخ الباليستية، بحسب السلطات الأوكرانية.
وأضاف البيان الأوكراني أن “الغالبية العظمى” من الأهداف الروسية في المجال الجوي لكييف قد دُمرت، وسقط بعض الحطام الناجم عن الانفجارات على عدد من أحياء المدينة، كما أصيب ثلاثة أشخاص على الأقل.
ونشرت حسابات مهتمة بالشأن العسكري على المنصات الرقمية، مقاطع مصورة من شهود عيان، توثق لحظات الهجوم الروسي على كييف.
وانطلقت صافرات الإنذار كذلك في مقاطعات نيكولاييف و أوديسا ودنيبروبيتروفسك وفينيتسا في أوكرانيا، محذرة من ضربات جوية روسية.
وكانت أوكرانيا قد أعلنت عن حالة تأهب جوي في كامل أراضيها.
وتعرضت العاصمة لهجوم واسع ليلة 14 مايو/أيار الجاري، وأعلن الدفاع الجوي وقتها أنه تمكن من إسقاط 25 طائرة بدون طيار وثلاثة صواريخ كروز.
ولم ترد حتى الآن أي معلومات رسمية روسية حول هجوم اليوم.
وأفاد حاكم مقاطعة بريانسك الروسية، ألكسندر بوغماز، بأن قوات الدفاع الجوي الروسية أسقطت مُسيرة أوكرانية في كلينتسي في منطقة بريانسك، وأكد أن الحادث لم يتسبب في وقوع إصابات، إلا أن أحد المنازل تعرض لضرر خفيف إثر حطام المُسيرة، بحسب بوغماز.
وبحسب روسيا فإن المواقع المدنية في مقاطعة بريانسك، الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، تتعرض لهجمات متنوعة من جانب القوات الأوكرانية.
صواريخ ومُسيارت بريطانية
وسترسل المملكة المتحدة، مئات من صواريخ الدفاع الجوي والطائرات العسكرية المُسيرة إلى أوكرانيا، بالإضافة إلى صواريخ كروز “ستورم شادو” Storm Shadow التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي.
فيما حذر الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف من أن زيادة المساعدات البريطانية ستؤدي إلى “مزيد من الدمار لكن لن يكون لها تأثير كبير على مسار” الصراع، بحسب بيسكوف.
كما أعلنت روسيا، أمس، أنها أسقطت صاروخ “ستورم شادو”، الطراز الذي سلمته بريطانيا لأوكرانيا مؤخرا، وذلك وفق بيان لوزارة الدفاع الروسية.
والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، عقب زيارات أجراها لروما وبرلين وباريس، وقال زيلينسكي إنه من المهم للغرب إرسال طائرات مقاتلة أيضا.
لكن سوناك رد بأن توفير الطائرات المقاتلة “ليس بالأمر السهل” ، على الرغم من أنه أكد أن بلاده ستؤدي “دورا رئيسيا من دول التحالف” التي تقدم هذا الدعم.
تحضيرات “الهجوم المُضاد”
يتوقع العديد من المراقبين أن تشن أوكرانيا هجوما مضادا على القوات الروسية في المستقبل القريب، ضمن محاولة لاسترجاع الأراضي المحتلة.
وتواصل أوكرانيا الاستعداد لهجوم مضاد طال انتظاره ضد القوات الروسية، وفي الأسبوع الماضي، قال زيلينسكي لبي بي سي، “إن بلاده بحاجة إلى مزيد من الأسلحة قبل أن تتمكن من شن الهجوم”.
وأعلنت أوكرانيا أنها حققت “أول نجاح” في هجومها في محيط مدينة باخموت الواقعة في الشرق الأوكراني حيث تتركز المعارك منذ أشهر والتي أصبحت بغالبيتها بيد الروس.
في المقابل، تقول روسيا إنها تحقق تقدما داخل هذه المدينة التي تحاول السيطرة عليها منذ الصيف الماضي، رغم التقارير عن خسائرها الكبيرة هناك ودون أن تنجح في السيطرة على المدينة حتى الآن.
لكن موعد الهجوم المضاد الذي أُعلن أنه وشيك، لم يحن بعد، بحسب زيلينسكي الذي أكد “التحضير” للعمليات، مشددا في المقابل على أن كييف “بحاجة إلى مزيد من الوقت”.
ويمكن استخدام صواريخ كروز “ستورم شادو” لتدمير مواقع روسيا على الأراضي الأوكرانية المحتلة، وستمنح هذه الصواريخ أوكرانيا قدرات جديدة في الوقت الذي تستعد فيه لشن هجوم مضاد ضد روسيا.
وهذه الصواريخ يتم إطلاقها من الطائرات، وبالتالي فإن المدى البعيد يعني أنه سيكون بإمكان الطيارين الأوكرانيين البقاء بعيدين عن خطوط الجبهات.