مال و أعمال

لماذا يتحكم الاقتصاد في تحديد الفائز برئاسة تركيا؟


قال عضو الجمعية المصرية لرجال الأعمال، أحمد الزيات، إن الانتخابات التركية هي الأقوى في العصر الحديث وستؤثر على السياسة الاقتصادية لا سيما النقدية للبنك المركزي التركي.

وبحسب الزيات، في مقابلة مع “العربية”، اليوم الاثنين، فإن الليرة التركية انخفضت بنسبة 30% في آخر عامين، وسط تقديرات من جي بي مورغان بأن تشهد الليرة مستويات 22 و23 ليرة مقابل الدولار”، وذلك فيما يشهد الاقتصاد التركي العديد من التحديات، أبرزها ارتفاع معدل التضخم وتراجع سعر العملة.

وأضاف أن سياسة الرئيس رجب طيب أردوغان تتمثل في تخفيض الفائدة والتدخل في السياسة النقدية وزيادة تمويل وإقراض المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بينما على النقيض تماماً سياسة منافسه كمال كليتشدار أوغلو، التي تتمثل في الانفتاح على السوق الأوروبية وعدم التدخل في سياسة البنك المركزي ووجود سياسة نقدية واضحة عبر زيادة الفائدة.

ووصف الزيات الاختلاف بين المرشحين، بأنه لأول مرة في تاريخ تركيا تشهد هذا النقيض على مستوى السياسة الاقتصادية بين سياسة غير تقليدية لأردوغان وسياسة تقليدية لأوغلو عبر زيادة أسعار الفائدة في حال ارتفاع معدل التضخم.

وقال عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، إن تركيا شهدت أعلى معدل تضخم منذ عام 1999 في أكتوبر الماضي بلغ 80% ونزل إلى 50% حالياً ومع الانتخابات الحالية وعدم حسم الصراع في الجولة الأولى وخلال الأسبوعين القادمين حتى جولة الإعادة ستحدث تقلبات حادة في سعر الليرة، وسط ترقب من الأسواق العالمية.

دلل الزيات على أهمية السوق التركية للأسواق عالمياً، بأنها حلقة الوصل بين أوروبا من جانب والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا من جانب آخر حيث تلعب تركيا دوراً قوياً في الاقتصاد العالمي.

وأضاف أن رغم تحديات الاقتصاد التركي فإن المرشحين لم يقدما آليات تفيذية بشأن مجابهة تلك التحديات، وقدموا خطوطاً عريضة فقط، منها تعهد الرئيس التركي بجذب استثمارات نحو 120 مليار دولار وخفض التضخم ورفع مستويات المعيشة، فيما تحدث أوغلو عن استقلالية للبنك المركزي عن الحكومة والتوجه للسوق الأوروبية.

وعن أداء السندات، قال أحمد الزيات، إن السندات تعكس حالة الاقتصاد بشكل عام، وسط تخوف من المستثمرين الأجانب للدخول إلى السوق التركية، في ظل عدم يقين بشأن توجه الاقتصاد بين نجاح أردوغان أو أغلو، ولذلك ستشهد السندات والعملة التركية خسائر وسط ترقب للنتيجة النهائية.

وأشار الزيات، إلى قيام الرئيس أردوغان في نهاية السنة الماضية بتغيير سياساته النقدية والتوجه إلى دول الخليج وعقد اتفاقيات شراكة، وهي نفس سياساته في عام 2022 والمتثملة في “صفر مشكلات” لفتح السوق التركية وجذب المستثمرين كافة.

من يفوز بانتخابات تركيا؟

وبشأن التوقعات بالفائز برئاسة تركيا، قال عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، إنه وفقا للإحصائيات فإن أردوغان سيفوز لكن إذا ركز أوغلو على الاقتصاد وقدم حلولاً اقتصادية غير تقليدية وركز على آليات اقتصادية لحل مشكلات الاقتصاد دون خطوط عريضة سيفوز في الانتخابات، لأن الاقتصاد هو من سيحدد الفائز في الانتخابات وليس السياسة.

تشهد الليرة التركية بعض التقلبات، حيث تستعد البلاد لجولة انتخابات رئاسية ثانية للمرة الأولى في تاريخها، بعد منافسة انتخابية شهدت تقدم الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، على منافسه كمال كليتشدار أوغلو، دون أن ينجح في تأمين ما يكفي من الأصوات لتأكيد فوزه في الجولة الأولى.

وتراجعت الليرة مقابل الدولار لتقترب من أدنى مستوياتها في شهرين، حيث تدخلت البنوك الحكومية للحفاظ على سعر الصرف عند حوالي 19.65 للدولار ، بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة لوكالة بلومبرغ.

ومن جهة أخرى انخفضت سندات تركيا المقومة بالدولار والتي تستحق عام 2034 بأكثر من 5% لتتداول عند 95 سنتا للدولار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى