أحمد الجسمي: «الحكاية الجيدة» بوصلتي في العمل
الشارقة: زكية كردي
يترك رجل الأعمال سعود أولاده وحياته لينتقل للإقامة مع أصدقائه الثلاثة بيومي، وخلف، وشاهين، في دار قديمة له، ومن هنا تبدأ الحكاية لتدور خيوطها بأسلوب كوميدي جميل حول ماهية وشكل العلاقة ما بين جيل الآباء وجيل الأبناء في حياتنا المعاصرة، أما في طوق الحرير فننتقل إلى حكاية من نوع آخر ومفاجآت ورهانات أخرى، يخبرنا عنها الفنان والمنتج أحمد الجسمي، الذي اختاره قراء «الخليج» كأفضل ممثل إماراتي لعام 2023.
كل فنان يتمنى أن يجد أدواراً مختلفة يقدمها، مثل دور براك الذي قدمه في مسلسل «ست الحسن» وأدى فيه شخصية رجل أبكم، والدور الذي قدمه في مسرحية «النمرود»، لكن مع هذا يرى «الجسمي» أن كل دور مغاير بطبيعته، فالأب لا يمكن أن يكون نفسه في كل عمل، وهكذا كل شخصية جديدة، أما عن الأعمال التي قدمها لهذا العام، فيقول: بالنسبة لمسلسل «أهل الدار» هو مسلسل اجتماعي بطابع كوميدي، يحمل مقولة هامة عن العلاقات بين الآباء والأبناء في هذا الزمن، وعن التفاوت ما بين الجيلين، فحاولنا أن نقارب هذا الطرح ضمن إطار كوميدي، وأتمنى أن نكون وصلنا إلى المشاهدين ببساطة ودون تعقيد، فالنص في هذا العمل هو البطل، وأيضاً المخرج، ومن الجميل أنه جمع أغلب نجوم الإمارات الذين نعتز بهم، مثل أحمد الأنصاري، ومرعي الحليان، ونصر حمّاد، والنجوم الشباب مروان صالح، وراشد، وأحمد مال الله، والوجه الجديد الإعلامية رحاب المهيري، مع بناتنا ريم حمدان وشيماء العلي، ونجمتنا من مر «ويزو».
أما بالنسبة للمسلسل الآخر الذي شارك فيه كمنتج وممثل أيضاً «طوق الحرير»؛ فهو عمل درامي اجتماعي مختلف عن الأول، يقدم دراما معاصرة، وفكرة جميلة ومبدعة عن علاقة الأم بأبنائها، فبدافع رغبتها بالحفاظ عليهم وإبقائهم تحت جناحيها تضغط الأم على الأبناء بطوق من حرير، ومن الطبيعي أن يرغبوا بالتمرد على هذا الطوق، وهنا نرى مكائد الأم لهم للاحتفاظ بسيطرتها عليهم، إلى أن تبقى وحيدة في النهاية وينفضّوا من حولها جميعاً، وقال: العمل جميل بطرحه، والشخصيات مرسومة بشكل جيد، وأحمد المقلة «شيخ المخرجين» استطاع أن يسابق المستحيل مع فريق العمل، فالتصوير بدأ قبل شهر رمضان بشهر واحد، وأنا أشكر كل شخص في العمل لأنهم صمدوا معنا كشركة إنتاج في هذه المعركة، وكسبنا التحدي بفضل روح الفريق، حيث انتهى التصوير في 21 رمضان، وبدون شك سعادتي لا توصف بأن هذا العمل استطاع أن يعيد الفنانة سميرة أحمد إلى الدراما، وهي لو لم تر أن القصة تستحق، لما قبلت بالعودة، وأنا أشكرها بدوري على هذه الثقة، وأيضاً أشكر النجوم الآخرين فالجميع بذلوا أفضل ما عندهم ولم يقصّروا، وبعضهم قدموا أدواراً مغايرة وكانوا أقوياء فيها، مثل ريم حمدان ونيفين ماضي وغيرهم، وأيضاً الشباب ماجد الجسمي نجم العمل، وعمران العمران من السعودية، وأشكر الفنانة هيفاء حسين التي كانت مصدر الإيجابية بابتسامتها الدائمة رغم التعب.
الحديث عن تحدي الوقت، يعيدنا إلى موضوع التحديات الأخرى التي يواجهها كمنتج وممثل لتقديم عمل إماراتي بمستوى جيد اليوم، وقال: ما زال التحدي الأكبر بالنسبة لي هو البحث عن ورق جيد، فهو الأساس في كل عمل، وكلما كانت الشخصيات مرسومة بشكل جيد والحكاية قوية ومتماسكة وغير مكررة، فالفكرة وحدها لا تكفي للأسف، الأفكار على قارعة الطريق، لكن الكاتب الذكي والمبدع وحده يستطيع أن يلتقط الأفكار ليحولها إلى نصوص درامية جيدة، وهذا صراع حقيقي في الحفاظ على حبكة جيدة من الحلقة الأولى وحتى نهاية العمل، بنفس التشويق والإثارة.
ورش الكتابة
عن المبادرات التي تقام في الإمارات من ورش لكتابة النصوص، ومبادرات تعليمية تراكمية تسعى لإيجاد جيل جديد من كتّاب الدراما المتخصصين والأكاديميين، قال: بالتأكيد هذا التوجه جيد ومبشّر، لكنه مرهون بالاستمرارية، لكن لا شك أن ورش الكتابة قدمت شكلاً جديداً ومبتكراً من الحلول الإبداعية في صناعة الدراما، ونحن في جرناس لدينا ورشة لكتابة النصوص، وأجمل ما في الأمر أن النقاش حول الأحداث واختلاف الآراء يصنع نصوصاً جميلة، وأضاف: إن المنافسة الحقيقية صعبة وغير عادلة اليوم، فنحن في زمن المنصات، حيث الجميع يتابع الإنتاجات الضخمة التي تقدم لهم، ومن الصعب أن تشد المشاهد لتعيده إلى الأعمال المحلية، فمن الطبيعي أن يقارن أعمالنا بهذه الأعمال التي تتمتع بإمكانيات ضخمة.
تراثية ومعاصرة
أما عن توجّهه إلى الأعمال المعاصرة وابتعاده عن الأعمال التراثية هذا العام، فأوضح أن الأمر مرهون بالحكاية نفسها وقدرتها على جذب الفنان قبل المشاهد، ولهذا يعتبر أمر التصنيفات ثانوياً أمام الاعتبارات الإبداعية والاحترافية، ويقول: نحن شعوب تحب الحكايات، نبحث عن الحكاية المحبوكة بشكل جيد، ولا شك أننا بحاجة إلى نقاش الكثير من القضايا والمواضيع في الدراما، وعلى أرض الواقع يمكننا القول إن نسبة الأعمال التراثية تبقى قليلة مقارنة بالأعمال المعاصرة، لكن كثرة الإنتاج ليست مقياساً، العمل الجيد يفرض نفسه بغض النظر عن هويته وتصنيفه، وهذا مقرون بالحبكة الدرامية الجيدة، والقصة المشوقة، فالناس في رمضان تبحث عن المتعة بالدرجة الأولى، أما الإرشاد والتوعية فهو أمر آخر، وأضاف: في النهاية نحن لدينا حاجة لجميع الأشكال الدرامية، حتى الفانتازيا، وبحاجة إلى البحث في سبل تقديم أعمالنا كمحتوى متطور.