«إعلان جدة» يحقن دماء السودانيين وينال ترحيب العالم
وأبرزت صحف العالم الدور اللافت الذي لعبته المملكة في استضافة المفاوضات على مدار أسبوع كامل، بعد سقوط الكثير من الضحايا والدمار الذي شهدته السودان منذ منتصف أبريل الماضي، بعد اندلاع القتال بين قوات الجيش والدعم السريع.
وفيما أكدت المنظمات الدولية أن ما تحقق على الأرض يعد إنجازا حقيقيا في ظل رفض الطرفين المتصارعين وقف إطلاق النار وإنهاء المعارك، أعتبر عدد من الساسة وعلى رأسهم وزيرا خارجية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية أن الاتفاق يمثل خطوة مهمة في الطريق نحو الوصول إلى حل شامل.
3 مطارات للمساعدات
وتحرك مجلس الوزراء السوداني لتخصيص مطار وميناء بورتسودان ومطار وادي سيدنا ومطار الخرطوم الدولي بعد إصلاحه لاستقبال المساعدات الإنسانية القادمة للسودان، وذلك إنفاذا للإعلان الإنساني الذي وقع أمس، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بمدينة جدة.
ودعا المجلس المنظمات الطوعية الوطنية والأجنبية والجهات ذات الصلة بالتنسيق اللازم مع اللجنة العليا؛ لضمان إيصال المساعدات الإنسانية لكل المتضررين.
وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على ضرورة الاحترام الكامل للتعهدات الواردة في هذا الإعلان حقنا للدماء السودانية وبما يمهد الطريق للوصول إلى وقف كامل ومستدام لإطلاق النار، وأشاد بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في التوصل لهذا الإعلان، وكذلك استضافة المملكة لتلك المحادثات.
الالتزام أهم
وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أن إعلان جدة والاتفاق الذي تم التوقيع عليه في إطاره، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، هو بمثابة «خطوة أولى».
وقال في تغريدة له عبر تويتر «جمعت مدينة جدة ممثلي القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع في مبادرة لحل الأزمة.
المحادثات التي تمت وإعلان الالتزام بحماية المدنيين يأتي كخطوة أولى، وستتبعها خطوات أخرى»، وأضاف «والأهم هو الالتزام بما تم الاتفاق عليه»، مؤكدا أن «المملكة ستعمل حتى يعود الأمن والاستقرار للسودان وشعبه الشقيق».
وأعربت الآلية الثلاثية «الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيقاد»، عن ترحيبها بالاتفاق المبدئي المعني بحماية المدنيين في السودان.
وأوضحت في بيان، أنها ترحب بتوقيع إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، معتبرة أنها خطوة أولى ومهمة نحو التخفيف من المعاناة الإنسانية وحماية حياة وكرامة المدنيين في السودان، وحثت أطراف الصراع على بذل كل جهد وعلى الفور، لترجمة هذه الالتزامات إلى عمل ملموس على أرض الواقع.
ظروف صعبة
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، «إن الأمين العام جوتيريش يرحب بتوقيع طرفي الصرع في السودان على إعلان التزام لحماية المدنيين وضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية في البلاد».
وأضاف «في حين أن العاملين في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، وخاصة الشركاء المحليين، استمروا في تسليم المساعدات في ظروفه صعبة للغاية، يأمل الأمين العام في أن يضمن هذا الإعلان إمكانية زيادة حجم عملية الإغاثة بسرعة وبأمان لتلبية احتياجات ملايين الأشخاص في السودان».
ولفت إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة جدد دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار وتوسيع المناقشات لتحقيق وقف دائم لأعمال العنف، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لن تدخر جهدا في المساعدة في تنفيذ الإعلان وستواصل توصيل المساعدات الإنسانية سواء في وجود وقف لإطلاق النار أو في عدم وجوده.
جهود حثيثة
وأشاد الاتحاد الأوروبي بجهود المملكة في التوسط بين فرقاء أزمة السودان، وقال بيان – صادر عن المتحدث الرسمي باسم خدمة العمل الخارجي الأوروبي في بروكسل- «إن الاتحاد الأوروبي يقدر الجهود الحثيثة التي يبذلها المفاوضون السعوديون والأمريكيون للتوسط في اتفاق جدة».
وقال البيان «إن الاتحاد الأوروبي أحيط علما بتوقيع طرفي الصراع في السودان على إعلان الالتزام بحماية المدنيين بعد ثلاثة أسابيع من الصراع».
وأضاف البيان «إنه وبينما يشير الإعلان إلى احترام اتفاقية جنيف والقانون الإنساني الدولي، يذكر الاتحاد الأوروبي بأن حماية المدنيين والوصول الآمن للمساعدات الإنسانية هي بالفعل التزامات ملزمة قانونا، وهي كذلك منذ بداية النزاع».
المصالح العليا
وأعرب الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه عن أمله في أن يشكل الإعلان خطوة هامة نحو إنهاء النزاع المسلح في السودان بصورة نهائية وتعزيز الأمن والسلام والاستقرار، وأشاد بالمساعي الحميدة الكبيرة التي بذلتها السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في التوصل لهذا الإعلان، مؤكدا أهمية التزام الأطراف الموقعة ببنوده لضمان وصول المساعدات الإنسانية والصحية للمتضررين من الأوضاع الإنسانية الصعبة الراهنة في السودان.
وأشار إلى ضرورة استمرار العمل الجاد في إطار المبادرة السعودية الأمريكية المشتركة بهدف التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار وحل الأزمة السودانية في إطار الحوار السلمي.
وناشد الأمين العام الأطراف السودانية العمل على تغليب المصلحة الوطنية العليا للسودان بما يحافظ على وحدته ومؤسسات الدولة ويحقق طموحات الشعب السوداني في الأمن والسلام والاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية.
استجابة متوقعة
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي أن المساعي التي بذلها المملكة وأمريكا مع جميع الأطراف خلال الاجتماعات السابقة، لتذليل كافة العقبات والصعوبات وتقريب وجهات النظر كانت محل تقدير.
وتمنى أن تسهم استجابة الأطراف المتنازعة في السماح بالمساعدات الإنسانية.
قالوا عن الاتفاق:
- مصر: نقدر الجهود التي بذلتها المملكة والولايات المتحدة في تشجيع الأطراف السودانية على المشاركة في جولة المحادثات.
- البرلمان العربي: إعلان جدة خطوة مهمة لحقن دماء الشعب السوداني وحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
- الأردن: نأمل بأن يمثل الاتفاق، وما انبثق عنه من التزامات إنسانية خطوة أولى تتبعها خطوات أخرى.
- قطر: نتطلع أن يمهد الإعلان لوقف دائم وشامل للنزاع العسكري والانخراط بعد ذلك في مفاوضات واسعة.
- الكويت: سعداء بمضامين الإعلان والترتيبات اللاحقة التي تضمنها من إيجاد آلية لوقف دائم للأعمال العدائية وإخراج السودان من أزمته.
- الإمارات: متفائلون بأن تسهم هذه الخطوة في تيسير وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية للمناطق المتضررة والفئات الأكثر احتياجا.
- ليبيا: ندعو القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للالتزام بتعهداتهما الواردة بإعلان جدة وتغليب مصلحة الشعب السوداني.
- البحرين: على طرفي الصراع الالتزام بتغليب الحكمة والمصلحة الوطنية العليا واحترام سيادة الدولة ووحدتها وسلامة أراضيها.