خلال هذا العام.. طرد البرلمان السلطان العثماني
أثناء فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني، مرت الدولة العثمانية بالعديد من الأزمات. فما بين عامي 1877 و1878، تلقى العثمانيون هزيمة قاسية على يد الروس ضمن الحرب الروسية العثمانية. وبسبب ذلك، قبل العثمانيون ببنود معاهدتي سان ستيفانو (San Stefano) وبرلين. وأواخر القرن التاسع عشر، شهدت الدولة العثمانية عملية إبادة أسفرت عن مقتل أكثر من 200 ألف أرميني لقّب على إثرها عبد الحميد الثاني بالسلطان الأحمر. أيضأ، جرّدت الدولة العثمانية أثناء عهد عبد الحميد الثاني، الذي امتدت فترة حكمه لحوالي 33 عام، من عدد من مستعمراتها السابقة، كتونس ومصر، التي خسرتها لصالح الفرنسيين والبريطانيين.
أول انتخابات عامة عثمانية
وأثناء عهد عبد الحميد الثاني، اتجهت الدولة العثمانية عام 1877 لتنظيم أول انتخابات عامة بتاريخها. وخلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1876، صدرت أولى القوانين واللوائح الانتخابية. وقد نصت هذه القوانين على أن ينتخب أعضاء المجالس الإدارية الإقليمية، المنتخبون، أعضاء أول برلمان عثماني. وبحلول شهر كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه، صدر دستور عثماني نص على ضرورة اعتماد برلمان يتكون من غرفتين تتمثل الأولى بمجلس أعيان يعيّنه السلطان بينما تتكون الثانية من نواب يتم انتخابهم.
وحسب القوانين العثمانية بتلك الفترة، سمح للأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين سنة والمتمتعين بجميع حقوقهم بالترشح للإنتخابات. وفي المقابل، استغلت السلطات العثمانية عوامل ازدواجية الجنسية، إضافة للعمل لصالح حكومة أجنبية، والحالة المادية والمدنية لإقصاء عدد من المترشحين.
إلى ذلك، استلم البرلمان الجديد مهامه لمدة ثلاثة أشهر فقط حسب ما نصت عليه الإتفاقية بتلك الفترة. وقد اجتمع المجلس العمومي العثماني، أي البرلمان العثماني، لأول مرة يوم 19 آذار/مارس 1877 قبل أن يتم حله بشكل رسمي أواخر حزيران/يونيو من العام نفسه تزامنا مع نهاية مهامه.
عزل السلطان
بالأشهر التالية، شهدت الدولة العثمانية انتخابات عامة ثانية أسفرت عن ظهور برلمان آخر. وقد جرت هذه الانتخابات حينها حسب اللوائح والقوانين الصادرة خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1876. إلى ذلك، اجتمع هذا البرلمان لأول مرة يوم 13 كانون الأول/ديسمبر 1877. وتماما كالبرلمان السابق، لم تدم مهام هذا الأخير طويلا. فيوم 14 شباط/فبراير 1878، استغل السلطان عبد الحميد الثاني حالة الحرب مع روسيا ليعلن عن إنهاء مهام هذا البرلمان ويعلق العمل بالدستور.
وتزامنا مع نجاح ثورة تركيا الفتاة عام 1908 وضغط العسكريين، أجبر عبد الحميد الثاني على إعادة العمل بدستور 1876. وبالأشهر التالية، شهدت الدولة العثمانية انتخابات عامة جرت وقائعها ما بين شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر 1908. وبفضل هذه الانتخابات، حصلت جمعية الإتحاد والترقي على دعم حوالي 60 نائبا بالبرلمان الجديد الذي انتخب عام 1908.
مع تراجع مكانته، حاول عبد الحميد الثاني استعادة السلطة المطلقة وحل البرلمان من خلال واقعة 31 آذار/مارس 1909 التي سانده بها الإسلاميون ومؤيدو الحكم المطلق. ومع فشل هذه المحاولة، عزل عبد الحميد الثاني يوم 27 نيسان/ابريل 1909، عقب تصويت البرلمان على ذلك، ليتولى شقيقه محمد الخامس منصب السلطان.