آخر خبر

أمل المؤسسات الصحفية يتجدد مع كل وزير إعلام.. فهل يعود وهجها اليوم؟


مرت المؤسسات الصحفية في العقد الأخير بتحديات عديدة أعاقت استمرارها على ما كانت عليه في بداياتها، ومع كل وزير إعلام جديد يتمسك الصحفيون بأمل عودة التوهج.. ومن أبرز تلك التحديات التطور التقني وما شهده العالم من تحول رقمي، وتوجه المعلنين إلى مشاهير التواصل الاجتماعي، بالإضافة لأسباب إدارية وأخرى تنظيمية، أدى كل ذلك إلى إغراق الصحف أكثر لتصبح مؤسسات مدينة، وفي حين أغلقت بعض الصحف أبوابها بعد عجزها عن سداد ما عليها من مستحقات اكتفى البعض الآخر بالتحول الرقمي في محاولة للصراع على البقاء.

«مكة» ترصد عددا من مشاركات الكتاب وأصحاب الرأي السعوديين حول هذا الموضوع لتحول الملف إلى ابن الصحافة وزير الإعلام الجديد.

الخلل الأكبر

«إذا سلمنا بوجود خلل في المنظومة التحريرية والإدارية لبعض المؤسسات الصحفية، وهذا أمر يمكن تصويبه من مجالس إدارات تلك المؤسسات بتغيير ما ليس مواكبا للمرحلة، إلا أن الخلل الأكبر موجود في قوانين المنظومة الإعلامية، التي تكبل المؤسسات من جهة، ولا تحميها من الجهة الأخرى.

بمعنى أن المؤسسات الصحفية ملزمة بتنفيذ التعليمات، التي تردها حيال بعض المواضيع، في حين أن نفس هذه الجهة لا تستطيع إلزام الأفراد أو «المؤثرين» بعدم التطرق لهذا الأمر أو ذاك، وبالتالي تفقد المؤسسات مصداقيتها لدى الجمهور لصالح الأفراد، باعتبارهم الأصدق والأجرأ، وبالتالي تحول الإعلان «عصب العملية الإعلامية» للأفراد بدلا عن المؤسسات».

– موفق النويصر

المصداقية حجة الصحافة

«الصحافة الورقية والتي دعمت محتواها مؤخرا بالبعد الرقمي، ستظل مؤسساتها من أكثر الجهات الإخبارية مصداقية وموثوقية، نتيجة للإحساس العالي بالمسؤولية الملقاة على كاهل منسوبيها، ثم تأتي الموثوقية والمصداقية في نقل الأخبار والتحليلات والرؤى.

الصحافة الورقية ليست مجرد صحافة ورق، ولكنها اليوم تحضر من خلال التحليلات والإحصائيات والرسوم البيانية، مثل الانفوجرافيك، الذي يلخص الخبر في رسم يجسد المعلومة ويختزلها بأسلوب جديد وجميل.

خبرات الصحافة الورقية التحريرية والخبرية ما زالت هي الأفضل والأكمل والأكثر طلبا عند كل شخص يبحث عن محتوى رصين موثق وموثوق، وبالتالي فإن كل تلك الخبرات لا تمنع المرحلة من إعادة تطويرها ووضعها في مسار جديد يلائم العصر ومتطلباته، وهذا ما نراه مجسدا في المواقع الالكترونية والمنصات المختلفة لهذه الصحف.

من الضرورة دعم هذه المؤسسات العريقة، ودعم حضورها في مشهدنا الإعلامي والحياتي بشكل عام، خاصة أن المرحلة تتطلب صحافة محترفة تعي مسؤولية احترام القارئ وما يطلبه من معارف وأخبار.

حتى لو كانت بعض الصحف قد توقفت، على الأقل في الجانب الورقي، لكنها تظل قادرة على المضي قدما في مشهدنا الإعلامي، بصناعة محتوى رصين يستوعب الصورة والفيديو وكل الوسائل التي تثري القارئ المتخصص والمتابع البسيط.

المصداقية والموثوقية تظلان علامة فارقة، وصفة ملازمة لهذا النوع من الصحافة، ودعمها سيضعف بلا شك تلك المنصات المزيفة، التي تنشر الأخبار الوهمية والتي وجدت لها في هذا الفضاء الفسيح متنفسا يجعلها تصبح المصدر الأكثر طلبا ورواجا عند الناس».

– علي المطوع

الإيمان بالصحف الورقية

«لا خلاف على ثقة المجتمع في وسائل الإعلام المطبوعة والجرائد الورقية على رأس القائمة، بقناعتي أن المجتمع المحلي بصفته المعني بالمحتوى وبالذات الخبر ينحاز إلى الصحافة الورقية من باب الثقة على أساس أنها تتصف بالمسؤولية، وهيئة التحرير هنا أو هناك تظل ملزمة في إطار الأنظمة وأخلاقيات المهنة بالصدق والموضوعية.

الجديد في الأمر في وقتنا الحاضر هو أن حظ الصحافة الورقية تردى في مجال الإعلان الترويجي إذا جاز القول، وبالتالي ضعف ذراعها المهم في تغذيتها حيث اتجهت المتابعة في طريق وسائل الإعلام المفتوح، وكبير الظن أن هذه الوسائل ناشطة وأنصارها كثر، ويمكن حساب نسبة الشباب على أساس أنها تشكل أكثر من نصف المجتمع بعين الاعتبار، كعامل يجب التفاعل في محيطه».

– مانع اليامي

استحداث الصحافة الاستقصائية

«إلى جانب ما يرجح من نقاط مهمة حول الاستثمار والإدارة والدخل المادي وغيرها، سأركز على نقطتين:

1 – من حيث المحتوى، يجب على الصحف الورقية الخروج من الزمن الماضي، من حيث الاعتداد بأولوية السبق الصحفي، أو أخبار وكالات الأنباء، وبعض المعلبات الخبرية الأخرى، بعد أن رجحت كفة المنصات الرقمية في هذا الرهان، وعليها بدلا عن ذلك، التوجه إلى استحداث نمط يقترب من الصحافة الاستقصائية، أو إن صح التعبير «الصحافة البطيئة» التي تبحث عن الماورائيات بأسلوب إبداعي.

2 – نلاحظ أن سيطرة المنصات الرقمية على المحتوى الخبري لم تعطه الموثوقية اللازمة، حتى أصبح المتلقي يلجأ دائما إلى مواقع الصحف الورقية للتأكد من صحة المعلومات الواردة في الخبر باعتبارها مصدرا موثوقا للمعلومات، وهنا نشهد تبدلا لثقافة «كلام جرائد»؛ ما يدعو إلى الاستفادة من هذا المكتسب كمنطلق لإعادة الوهج».

– صهيب الصالح

الانتقال للنشر الصوتي

«فيما يتعلق بعبارة (إعادة الوهج) لا أظن لها مكانا هنا، فهل فكر أحدنا مثلا بإعادة الكتابة باليد بعد اختراع الآلة الكاتبة؟

انتهى زمن الصحافة الورقية بل ربما انتهى زمن الورق نفسه، وحتى الكتب ستتحول الى صيغ الكترونية ذات خدمات متنوعة يدخل فيها الذكاء الاصطناعي بكل ثقله.

كما أن عصر الصحافة بشكل عام ينتهي، وسوف تأخذ مهنة تغطية الأحداث المحلية والدولية شكلا جديدا بدلا من نقل القوالب الجاهزة من وكالات الأنباء.

من تفضل من الإعلاميين في تحليل الأخبار؟ «غلين بك، بيل أورايلي، ميغان كيلي»؟ جميعهم تركوا القنوات التلفزيونية لصالح خدمة البودكاست. لا يتوجب عليك سوى التسجيل.. وها هو «تاكر كارلسون» المذيع الأشهر والأعلى دخلا ومشاهدة قد انفصل عن قنوات فوكس، وأغلب الظن أنه سيلتحق بالركب.

ارتفاع مبيعات أمازون من أجهزة «كيندل» المخصصة للكتب والكتب الصوتية يشير بقوة نحو مستقبل التعلم الالكتروني والتطوير الذاتي.

التنافس على الأجهزة الشبيهة بـ»كيندل» سيفتح آفاقا واسعة لخيارات مختلفة، وسيكون الحسم فيها مرة أخرى للذكاء الاصطناعي.

الجرائد الورقية ستتحول إلى تقارير ومتابعات أشبه بالمجلات الثقافية وكتابة المقالات سيشترك فيها أكثر من كاتب واحد.

الأمل الوحيد المتبقي للورق هو في إعادة إحياء المكتبات العامة عن طريق خلق المناخ الاستثماري بأي ثمن كان».

– ماجد بن نويصر

تطوير المحتوى

«القضية ليست وقوفا على الأطلال، ولا حنينا إلى الماضي كما يتصور بعض الأصدقاء، فعندما يتحدث الناس عن الصحافة الورقية لا يقصدون طريقة تقديم المحتوى على ورق أو من خلال موقع الكتروني، بقدر ما إنه حديث عن التأثير واللا تأثير، مقارنة بين صحافة لديها معايير مهنية ومبادئ وحرية منضبطة وأخرى منفلتة، لا تعرف أساسات التأثير ولا تهتم بأي ضابط مهني؛ لأننا في النهاية نريد التأثير وإقناع الناس.

صحيح أن هذه المعايير التي نتحدث عنها قد لا تكون مقصودة بذاتها، لكننا مجبرون عليها ولو لأهداف «براغماتية»؛ لأن ما هو مؤكد أن صحافة بلا مصداقية ولا موضوعية محكوم عليها بالسقوط من أعين الناس، وستكون مجرد خسائر لا طائل من ورائها؛ وفي رأيي أن الذين يتحدثون عن الصحافة الورقية يشيرون ضمنيا إلى صحافة رصينة تهتم بتقديم محتوى مؤثر ذي مصداقية عالية ومعلومات موثقة تقدم للناس بشكل موضوعي أو فيه على الأقل إيهام بالموضوعية ليحترمه القارئ، ويتأثر به ويتفاعل معه وقد يتمثله، فالقضية إذن ليست صحافة مكتوبة على ورق أو معروضة الكترونيا، وقد لا أكون مبالغا إذا ما قلت إن الحروب الإعلامية الدائرة الآن قائمة على أساس «المصداقية» فكل دولة في العالم تسعى إلى تعزيز مصداقيتها وإضعاف مصداقية خصومها، كما أشار لذلك «جوزيف ناي» صاحب كتاب «القوة الناعمة»، إذ لا فائدة من تقديم محتوى إعلامي لا يقرأه أحد، ولا يعبأ به أحد، وإذا سمعه أو قرأه ازدراه وضحك عليه وأخرج له لسانه، فما نريده الآن هو صحافة مؤثرة ولو كتبت على الجدران أو سعف النخل، فمن المستغرب أن بعضنا يهتم بالشكل على حساب المضمون ويتحدث عن الوسيلة وينسى الغاية أو الهدف.

أعتقد أنه سيتعلم كثيرا فيما لو أدرك أن الكتب التي نجدها على أرصفة الشوارع أكبر قيمة ومنفعة في معظم الأحيان من تلك المجلدة بأفخر الأغلفة والتي تكتظ بها المكتبات العربية!».

– شافي الوسعان

هيكلة الصحف

«وهج الصحافة بشكل عام لا يمكن أن يتم استعادته ما لم تمتلك مساحة أكبر لتجاوز سقف «المغردين»، حساب وهمي في تويتر يقدم نفسه كحساب إخباري يتجاوز تأثيره صحافة لديها كوادر بشرية ومالية؟ كيف؟

اختفت وتلاشت التحقيقات الصحفية المؤثرة، وهذا أحد أسباب غياب تأثيرها لدى العامة.. لم يعد هناك نزول للميدان وقرب من الناس، فأصبح هناك عازل بين الصحافة ومن ترى هي أنها تستهدفهم.

هيكلة الصحف إداريا وماليا تحتاج حوكمة.. ناهيك عن تداخل الصحافة مع دور وتأثير الهيئات الخاصة بالصحفيين والإعلاميين، وهل توفر لهم مظلة حقيقية تجعل لديهم ميزة خاصة؟

كما أنه لابد من توضيح كيفية التعامل مع الصحف قانونيا.. هل هي في مسار إعلام أم مسار آخر».

– أحمد الظفيري

مفاهيم مغلوطة

«عند الحديث عن الصحافة يختلط الأمر على ثلاثة أشكال:

الأول: الخلط بين الصحافة كمنصة ورقية (سابقا) والكترونية حاليا، وبين المنصات الاجتماعية التي لها أدوار مختلفة عن الصناعة الصحفية تماما.

الثاني: الخلط بين المهنة الصحفية، المبنية على مدى عقود وقيم لصناعة المحتوى الصحفي، ومهنية متراكمة ورقابة ذاتية على صناعة الخبر؛ وبين مغرد أو «مسنب» لا هم له إلا الشهرة والمكسب السريع على حساب الحقيقة.

الثالث: الخلط بين الموقع الالكتروني للصحف، والذي يخدم أخبار الصحيفة الورقية ويعوض عنها، وبين الصحافة الالكترونية بمفهومها الحديث، والتي تكاد تكون معدومة في المملكة، ولا يوجد سوى صحيفة أو صحيفتين ولها مالها وعليها ما عليها.

الخلاصة أن الصحافة المؤسساتية وليس «السوشليون»؛ هي الصانع الحقيقي لمحتوى موثوق قادر على صناعة رأي عام صلب.

رحلة الصحافة بدأت بالورق وقد تنتهي بالالكتروني، لكنها مثل الوقود الأحفوري، لم تجد البشرية بديلا مقنعا عنها حتى الآن، والدليل أن المعلن، وهو المعيار الحقيقي، ما يزال تائها يبحث عن منصة حقيقية تلبي حاجاته الإعلانية، رغم وجود من يتمنى اندثار الصحافة؛ إما تشفيا، أو لعدم فهم أدوارها.

وأخيرا المؤسسات الصحفية، هي مؤسسات وطنية لابد من الحفاظ عليها ودعم بقائها».

– محمد الساعد

تعزيز المحتوى الثقافي

‏«إعادة الوهج للمؤسسات الصحفية موضوع يستحق التأمل كثيرا، والتحرك سريعا؛ لأنه من المحزن تساقط هذه المؤسسات الواحدة تلو الأخرى، وبعيدا عن العاطفة، فإن التمسك بالفكر القديم الذي يقنن ما يشاء، ويرصد ما يشاء لم يعد مقبولا والدليل ما وصلنا إليه الآن، من عدم اقتناع أو مواكبة لوسائل الإعلام الجديد، الذي يعد العمل الصحفي الاحترافي هو شريان حياته، مما يعني مزيدا من الانهيار وهذا ما لا نتمناه.

أن أشد ما تحتاج له المؤسسات الصحفية هو التركيز على جوانب من أهمها، إيجاد قنوات رقمية أو تحديث الموجود منها، وجعلها أكثر جاذبية شكلا ومضمونا، مثل مواقع الإنترنت أو التطبيقات الخاصة بالمؤسسة ونحوها، والتركيز على قنوات التواصل الاجتماعي، وجعلها أكثر إثارة وتفاعلا وحضورا، وهذا يتطلب عملا كبيرا على الجانب الثاني المتعلق بالتحرير، وهنا سأكون صريحا بأننا نفتقد لثلاثة أمور هي: أولا السبق الصحفي أو الانفراد، وثانيا التحقيق الصحفي، الذي يلامس ما يحب الناس قراءته، ويلامس مشاعرهم أو ينقل همومهم، من الرأي الناقد أو الجريء الذي ينقل ما يريد المواطن للمسؤول بصورة صريحة وليست خجولة أو مرتبكة لأي اعتبار.

أدرك حساسية ما يحيط بكل هذه الأمور خصوصا في هذه المرحلة الحرجة، لكن لا بد من إيجاد مساحة تكسر نمطية الوضع الحالي وتفك قيد الوصاية الرسمي، الذي ألبسناه مسميات مختلفة لتسكين أو تبرير أو حتى تقديس ألم تأخرنا وانطفاء وهج معظم مؤسساتنا الصحفية، والمتوقع أنه ينذر بولادة مؤسسات صحفية خارج القبة.

أما الثالث تبني مبادرات، تثقيفية اجتماعية تربط القارئ بالمؤسسة الصحفية بأي صورة، كمسابقات شهرية تقدم على شكل سؤال يومي بجوائز قيمة، وأخرى في كتابة القصة أو المقال للشباب الصغار، وتبني المواهب منهم، ونحوها.

نجاح ما سبق يعني استعادة ثقة المعلن والرعاة.

أخيرا، الأمل في أستاذنا وزملائنا الكرام ممن يمارسون الأعمال البحثية والإدارية، أو رئاسة التحرير لسرعة عمل خطط واستراتيجيات ربما تنقذ ما تبقى من الرمق الأخير لمؤسساتنا الصحفية».

– حسن علي القحطاني

تحديات العصر الحديث

«باعتقادي أن موضوع عودة الصحف الورقية للحياة والوهج، بالشكل الذي كانت عليه قبل الثورة التقنية والتوسع في استخدام التطبيقات الالكترونية المختلفة يكاد يكون شبه مستحيل وذلك للأسباب التالية:

1 – تنوع مصادر المعلومات: فكانت الصحف هي المصدر الوحيد للمعلومة تقريبا بالإضافة للتلفزيون والراديو، أما الآن فتوجد مئات بل الآلاف من المصادر، التي يمكننا الحصول منها على المعلومات، بل إن المتابع أصبح يواجه ما يسمى «الإرهاق المعلوماتي»، بسبب كمية المعلومات التي ترده وتصل لجواله يوميا.

2 – قلة التركيز من المتابع: وعدم تحمله وصبره لإكمال قراءة مقال واحد، فيكتفي بقراءة جملتين أو ثلاث من المقال، ثم يهمل ما تبقى كون وسائل التواصل الحديثة ساهمت في هذه الظاهرة.

3 – عزوف أصحاب المنتجات عن التوجه للصحف الورقية للإعلان عن منتجاتهم وخدماتهم، وذلك بسبب ظهور ما يسمى بالـ «المؤثرين» أو ما يطلق عليهم باللغة الإنجليزية «Influencers»، حيث إن أحد هؤلاء المؤثرين يمكن أن يتابعه 10 أضعاف العدد، الذي يقرأ أو يتابع أفضل وأشهر صحيفة ورقية أو الكترونية. ويتميز إعلان المؤثرين بشرح خصائص المنتج أو مواصفات الخدمة بشكل أفضل وأكثر تفصيلا عن الإعلان المقتضب والمختصر، الذي يمكن أن تعطيه الصحافة الورقية.

4 – تنوع مصادر الترفيه وكثرتها، سابقا وقبل عقدين أو ثلاثة عقود كانت الصحف الورقية تعتبر وسيلة من وسائل متابعة ما يتعلق بالترفيه سواء فيما يخص الصفحات الفنية أو الرياضية. بينما كل هذا الآن له قنوات وتطبيقات خاصة به.

5 – وفرة المصادر التي تزود الناس بالخبر بشكل مباشر ولحظي وبالتفاصيل سابقا، لم تكن التقنية منتشرة كما هو الحال حاليا؛ لذلك كان الناس ينتظرون صدور الصحيفة من الغد لشرائها ومعرفة الخبر والأحداث الطارئة والقراءة عنها. ولكن هذه الخاصية لم تعد تتميز بها الصحافة الورقية بل أصبحت إحدى عيوب الصحافة الورقية».

– أيمن التميمي

تصحيح المسار

«الصحافة مرآة الأمة ولسان حالها والسلطة الرابعة، ومهنة المتاعب وصاحبة الجلالة كما يقال، والقوة الناعمة التي لا يجهل دورها المهم في التبصير والتنوير والنقد والتثقيف…إلخ.

وبغض النظر عما تواجهه المؤسسات الصحفية من وجود متعثرات مالية ومستحقات معلقة لدى بعض الجهات الحكومية إضافة إلى انخفاض المبيعات وقلة الاشتراكات ومردود الإعلانات، وهي عقبات نرجو من معالي الوزير الجديد أن يوجه بتجاوزها خصوصا أنه خريج بلاط صاحبة الجلالة، ورغم ذلك إلا أن العالم الرقمي ووسائل التواصل والتطبيقات المختلفة فتحت مجالات أرحب ومدى أوسع للانتشار ووصول أسهل للجمهور بعد أن كانت الصحافة الورقية محصورة في الصحف أو المجلات.

ولعل ما تفتقر إليه المؤسسات الصحفية هو التحرر من قيود البيروقراطية والإدارة التقليدية لتحقيق الانتشار وتوصيل الرسالة وجني الأرباح أيضا، فالخبرات والكفاءات والمواهب متوفرة، والمشكلة مشكلة قيادة وفكر وإدارة وقرار شجاع.

ولنا هنا أن نتساءل أو نتعجب ما الذي يجعل الأفراد من مشاهير يحظون بالشعبية والجماهيرية وتكسب ثقة المتلقي والمعلن، مع التحفظ على جودة وصحة ما يطرحونه، وفي مقابل العزوف شبه الجماعي للجمهور عن المواقع الرسمية سواء لوكالات الأنباء أو للقنوات الحكومية أو المؤسسات الصحفية؟».

– عبدالله أحمد الزهراني

التحول المرن

«في لحظة تاريخية مفصلية؛ اتخذت (مكتبة جرير) قرارا استراتيجيا بعدم الاكتفاء بمزاولة نشاطها التجاري، الذي تأسست من أجله في العام 1974م، والمتمثل في تجارة الجملة والتجزئة في الأدوات المكتبية والمدرسية، والكتب والمطبوعات، والوسائل التعليمية، وأثاث المكاتب والمكتبات، والأجهزة والأدوات الهندسية.

فأقرت المكتبة خطة تحول مرنة أدت إلى تنافسها التجاري في العديد من المجالات الحديثة، ومن ذلك تجارة الجملة والتجزئة في الكمبيوتر وملحقاته، والطابعات والماسحات الضوئية، وأجهزة وشاشات العرض، والهواتف الذكية ومستلزماتها، وأجهزة الألعاب الالكترونية وملحقاتها، وأجهزة المنزل الذكي وتقنياته، وكذلك شراء العقارات السكنية والتجارية والأراضي لإقامة مبان عليها واستثمارها بالبيع والتأجير لصالحها.

ما سبق أوردته على سبيل المثال وليس من أجل المقارنة، ورغم ذلك فإن المؤسسات الصحفية في المملكة أعرضت عن مفهوم التحول المرن في بيئة الأعمال، وأضاعت العديد من الفرص المتاحة لصناعة التحول في مسيرتها، والتكيف مع التغيرات الإعلامية والاتصالية، التي حدثت في العقود الماضية، وحققت خلالها إيرادات استثنائية وأرباحا عالية لم ولن تتكرر!

ومع الأخذ بالاعتبار مستجدات صناعة الاتصال والإعلام، وتقنيات الاتصال الحديثة وتطبيقاتها، ودون إغفال التطور المتوقع للصناعة الإعلامية، والتبدل المنتظر للعادات والحاجات الاتصالية للجمهور المستهدف، فإنه يتوجب إجراء تغيير جذري في بنية المؤسسات الصحفية وأنشطتها وأعمالها، ما يستلزم توفير تمويل مادي كاف (من وزارة الإعلام) يغطي نفقات هذا التغيير، الذي تتمثل غايته في إعادة إطلاق المؤسسات الصحفية وفق رؤية جديدة طموحة، وأهداف استراتيجية نوعية.

والرؤية المقترحة في رأيي ينبغي أن تقود المؤسسات الصحفية لكي تصبح المقدم المفضل والرائد محليا وإقليميا في الخدمة الاتصالية، والمحتوى الإعلامي، والمنتج الترفيهي، من خلال توفير خدمة اتصالية تتسم بالتفاعلية والجاذبية والتميز، وتقديم محتوى إعلامي يرتكز على الفكر والثقافة والمعرفة، وابتكار منتج ترفيهي هادف ومتوازن، لإثراء حياة الناس وإلهامهم، ومساعدتهم في تطوير ذواتهم، وتنمية أسرهم ومجتمعهم.

إضافة إلى التزام المؤسسات الصحفية بقيادة التطوير في صناعة الاتصال والإعلام في المنطقة العربية، وصياغة مفهوم جديد للعمل الاتصالي والإعلامي، من خلال تنمية المواهب الواعدة، واستقطاب الكفايات المتميزة، وخلق بيئة عمل جاذبة ومتميزة، تنتهج أساليب عمل حديثة مرتكزة على الابتكار والجودة، لترسيخ تقاليد وثقافة العمل الإعلامي المحترف والمبدع، وإدارة علامات تجارية رائدة ومتمكنة من إشباع الاحتياجات الاتصالية والإعلامية والترفيهية للفرد العربي، من خلال محتوى مبتكر، وخدمة جاذبة، وشكل خلاق، وتقنية حديثة، مع الاستمرار في تنمية الموارد والمنتجات، واستثمار جميع الفرص الجديدة المتاحة».

– شاكر أبوطالب



Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button